ما كان في ماضي الزمان محرما
للناس في هذا الزمان مباح
حزنت جدا وانا استمع لواحد من رموز التغيير و هو يتحدث بصوت بطولي
المجد للمتاريس المجد للساتك ولكل من اشعل اللساتك نارا واشتعلت
اي مجد هذا و المجد سلمه صعب ولن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر
تأملت جدا وانا اتأمل ملامح تلك الفتاة وهي تشفط ما بداخل انفها و تتلذ وتتذوق طعم الدم وهي تؤكد على انه لابد من الدماء لابد من الموت حتى ترتفع اسهمها و يرق الشارع لحالها ويستجيب لدعواتها حتى تتربع هي ومن معها على عرش الاسياد بمص دماء الابرياء
وعجبت جدا لشبابنا وهو يستجيب في سكون و ركون غريب و كأنه كان على موعد مع جلسات للتنويم المغنطيسي .
ان السحرة من دعاة التغيير سحروا اعين الشباب و استرهبوهم و اغووهم واغروهم و جروهم نحو الفتن والدمار والموت و الخسران المبين
غسلوا ادمغتهم وافسدوا عقولهم لا لشئ سوى ان يصعدوا هم الى القمم على جماجم هؤلاء الصبية البسطاء الذين نشدوا العلى والحياة الكريمة ولكنهم اخطاوا المقصد وتلونت الاهداف فاصبحوا بين سندان اللاهدف و مطرقة الانجراف نحو تحطيم كل شئ حتى امانيهم في التغيير اصبحت ضربا من ضروب الخيال واصبح الامل في بناء وطن بناءه الرجال بارواحهم ودمائهم كمن يسير على الماء ويريد ان يرى اثر مشيته
نعم نحن معكم نرنو الى الافضل نريد وطنا يسابق الزمن ويعاند المستحيل ولكن هل نهجكم و طريقكم واسلوبكم هذا يبني اي شئ يامن تفخرون بالنار المشتعلة و تتلذون بطعم الدم
حتى انكم لم تفرقوا بين الحكومة والوطن
فالحكومات تغور ويبقى الوطن وانتم كنتم معاول جيدة للهدم والدمار
هل من يريد التغيير يصلح ما وجده قائما و يسعى جاهدا لتدارك اخطاء الغير
ام يغرق في الخطأ و يهدم ما كان مبنيا
انظروا حولكم ماذا فعلتم والى اين وصلتم بمحمد احمد المسكين و هنا لا يصلح فيكم غير قول امير الشعراء احمد شوقي حين قال ..
صاغوا نعوت فضائل لعيوبهم
فتعذر التمييز و الاصلاح
فالفتك فن و الخداع سياسة
وغنى اللصوص براعة ونجاح
والعري ظرف والفساد تمدن
والكذب لطف والرياء صلاح
وصفكم وهو لم يراكم وكانه موجود بينكم
وفوق هذا تتعالون وتترفعون وتظنون بالناس الظنون
هلا تواضعتم ونزلتم من ابراجكم العاجية و نظرتم الى حال العباد والبلاد
اجلسوا على ارض الله الواسعة واشرحوا للناس اهدافكم الى ماذا تريدون ان تصلوا والكل اجمع على حكم المدني فلا مدنية تمت ولا احوال هدأت واستقرت و لا بناء تحقق و لا تعليم انجزنا و لا صحة بلغنا
ماهي خططكم ماهي استراتيجايتكم للبناء والتعمير و النهوض بالوطن الذي ما بخل عليكم يوما و لن يبخل
اجيبونا هل هذا هو التغيير الذي نشدمتوه
هل الاوضاع التي سقتم لها البلد هو ما اردتم
هل التخلف و الرجعية و الانحلال و الانحراف كان اسمى امانيكم
ام كيف تبررون ما تفعلون
هل البناء يتحقق بالتظاهر
و الموت لصبية يافعين ماروا من الحياة الا القليل
هذا يريح قلوبكم و يطفئ ناركم
هل تنهض الامم بالمتاريس التي عطلت حياة الناس و تسببت في الموت والجوع و الفقر وافقدت الاحترام والادب بين الكبار و الصغار وجعلت الناس يشتاقون ليوم كان فيه الرجل ابا و وليا لكل اولاد الحي والقرية
هل تتقدم الاوطان باشعال اللستك و تنسم دخانه والناس بينهم المريض المتحسس و الاطفال الصغار
هل نبلغ المجد بالعصيان المدني
وعجلة الانتاج متوقفة منذ اكثر من ثلاث سنوات حتى صدئت
واصبحت العطالة سمة والبطالة ديدن
والامم من حولنا سابقت الريح بل حتى الجن والصين تصنع قطارا يسابق الصوت و نحن نجرف الطرق والشوارع بمعاولنا ونريد ان نبني
مالكم كيف تحكمون
لا يكون البناء
بالاتفاق و الاتحاد و التعاون والتكاتف والتاخي
تابى الرماح اذا اتحدن تكسرا
واذا افترقن تكسرت احادا
انبذوا الحقد و الغل الذي ملا قلوبكم وصفوا نواياكم
و شمروا عن سواعد الجد
حتى تعيدوا الوطن الى حضن الاوطان و ترفعوا رمز عزته عاليا خفاقا بين الامم
اجمعوا شملكم حتى لا ياتي يوما تبكون وطنا كالنساء لم تحافظوا عليه كالرجال.