يااهل قطر وقناة الجزيرة مايدريكم لعل الله !!= =!! رسالة فى بريد هذا المقال هو امتداد لمقال سابق كنت قد كتبته بعنوان( حوار هادئ مع قناة العربية ودعوة للوعى العربى) ،، خلال الأعوام 2010 / 2011 عملت مديرا لامن جنوب دارفور وقد شهدت تلك الفترة التحركات الكبرى التى كانت تقوم بها الحكومة القطرية بين مكونات الطيف السياسى واطياف الطيف الدارفورى وهى ترعى اتفاقية سلام دارفور والذى ختم بالتوقيع فيما عرف لاحقا باتفاق سلام الدوحة ،، وبعد تلك الفترة انتقلت الى الرئاسة مديرا للقطاع الغربى الذى يرأس إدارات الامن بولايات دارفور الخمسة ،، عملى هذا فى دارفور ومن قبله فترة طويلة بجنوب السودان بالاضافة الى تنقلى بين عدد من إدارات ودوائر جهاز الأمن جعلتني اطلع على كثير من خفايا وأسرار معظم اتفاقات السلام التى وقعت فى جنوب السودان وفى دارفور وبالتالي الاطلاع على انشطة معظم الدول والمنظمات التى رعت اتفاقات سلام فى السودان،، انطلاقا من هذه الخبرة الكبيرة والطويلة يمكننى القول بكل ثقة انه لاتوجد دولة تعاملت بصدق وتحركت بإخلاص وعملت بتجرد لتحقيق سلام حقيقى يعود بالخير والنفع على السودانيين مثل مافعلت دولة قطر ولم توجد دولة دفعت اموالها دون من وبذلت بسخاء من كرائم مواردها دون أذى لتحقيق ذلك السلام مثل مادفعت وبذلت دولة قطر ،، وهذه قناعة ترسخت فى مخيلة كل التنفيذيين والسياسين السودانيين الذين تعاملوا مع قطر وخبروا صدق توجهها وصالح عملها وبياض نيتها تجاه قضايا السودان والسودانيين،، ولذلك انا لم اتحسر ولم احزن على قرار اتخذه المكون العسكرى مثلما حزنت على قرار إرجاع طائرة وزير خارجية قطر وهى فى الأجواء وعدم السماح لها بالهبوط والذى اعتبرته خطئا فادحا وسقطة عظيمة لم يدرس متخذها ابعادها السياسية وتداعياتها الدبلوماسية وكذا اثارها الاعلامية،، رغم علمى وقناعتى ان المكون العسكري كحال معظم السودانيين يكن كل الود وكل الاحترام لقطر ولقيادتها ويعلم كل صدقها وعظيم فضائلها على السودان وعلى شعب السودان ولكن يبدو ان المكون العسكرى اتخذ ذلك القرار وفق أهداف تكتيكية أراد بها إرسال رسائل الى محاور اقليمية ودولية بغرض التمويه وفك الحصار الذى يتعرض له السودان ،، الا ان ذلك القرار أحدث صدمة كبرى داخل كل دوائر صنع القرار القطرى الذين اعتبروه طعنة غادرة من صديق خان الوفاء وغدر بالمواقف ، حيث لم يتوقعوا ابدا ذلك التصرف من دولة بذلوا من أجلها ومن أجل حقن دماءها الغالى والرخيص ولذلك كانت الغضبة القطرية الكبرى التى تتجلى بعض تداعياتها فى طريقة التغطية الاعلامية التى تقوم بها قناة الجزيرة لاحداث السودان ،، والتى فى المقابل هى أيضا احدثت صدمة كبيرة وسط قطاعات عريضة من مكونات الشعب السودانى ومن قطاع عريض من اسلامى السودان والعالم الاسلامى والذى ظل يحمل حبا وارتباطا كبيرا بقناة الجزيرة التى مثلت فى نظر كثير من السودانيين والمسلمين انها الواجهة الاعلامية الحرة المصادمة للإعلام الصهيونى والمنافحة ضد الاعلام الاستعمارى والمناصرة لكل ثورات التحرر الوطنى والمساندة لقضايا المستضعفين والمسلمين ولذلك اصيب قطاع عريض من السودانيين بالصدمة والحسرة وهم يرون معشوقتهم قناة الجزيرة فى الحالة السودانية تقف موقفا غريبا لايشبه قناة الجزيرة ولايشبه توجهاتها ولايشبه أهداف انطلاقتها ،، وهذه الصدمة وتلك الحسرة ليستا بسبب المعارضة القوية التى تقودها قناة الجزيرة ضد المكون العسكرى فكثير من أبناء السودان وعدد من مكوناته السياسية لديهم رأى سالب ورأى معارض للطريقة التى يدير بها المكون العسكرى للمشهد السياسى ،، ولكن تلك الصدمة وتلك الحسرة التى أصابت قطاع عريض من أبناء السودان ومن عدد من مكوناته السياسية تجاه قناة الجزيرة كانت بسبب ان بعض مذيعى قناة الجزيرة أصبحوا فى الحالة السودانية يلتحمون فى خندق واحد مع دعاة المشروع الصهيونى ومع احزاب السفارات ومع عملاء الصهيونية الذين يسعون لتفتيت السودان عبر تفكيك مؤسسته العسكرية واضعاف قواته النظامية وشيطنة كل احزابه الوطنية وتقف فى خندق واحد مع مجموعة من الشباب المغيب والفاقد للوعى وهو يترس الشوارع ويغلق الطرقات وهو يدمر اعمدة الانارة ولافتات الاعلان ويدمر كل البنيات ويحطم الطرق وينزع الانترلوك حتى وصل التدمير الى مراكز الشرطة والمرافق السيادية واستخدام الملتوف والسكاكين وقناة الجزيرة تدعم مظاهراتهم وتسميهم ثوار رغم ان هذه الفوضى التى تحدث فى مظاهرات السودان غير مسموح بها فى كل عواصم الدنيا،، وقناة الجزيرة تعلم أن فى بريطانيا معقل الحريات ومركز الديمقراطيات لايتم مطلقا السماح بخروج مظاهرة الا بعد أخذ الاذن وبعد تقديم طلب من جهة معلومة عبر أشخاص معلومين وبعد تحديد زمن بداية ونهاية المظاهرة وخط سيرها واماكن تجمعها مع الالتزام بعدم مضايقة الآخرين وعدم التعدى او الأضرار بالممتلكات الخاصة والعامة وتعلم قناة الجزيرة ان مثل هذه المظاهرات التى ينظمها القانون هى التى تحرسها الشرطة وتتعامل معها بكل الوسائل السلمية اما اذا جنحت المظاهرات نحو العنف والتكسير والتدمير والتخريب والتعدى على حريات الغير وتعطيل مصالح الآخرين فيتم التعامل معها وفق مقتضيات الحال وتقديراته الظرفية وهذا التعامل ليس له استثناء فى كل الدنيا وفى كل الدول،،ففى العام 92 حينما كانت قناة الجزيرة نطفة فى رحم الغيب فأن عدد من مذيعيها والذين كانوا نجوما كبارا فى حقل الاعلام العالمى يذكرون جيدا انتفاضة الزنوج فى لوس انجلوس الامريكية عقب اعتداء اربعة رجال شرطة أمريكية بصورة وحشية على الزنجى (رودنى كينغ) حيث انطلقت مظاهرات عنيفة كان شعارها الحرق والتكسير والتدمير الأمر الذى دفع الرئيس بوش لإنزال مشاة البحرية لمساندة الشرطة والتى تمكنت من إعادة السلم والنظام ولكن بعد مقتل أكثر من سبعين زنجى وجرح أكثر من عشرين الف جريح،، وانا اقول هذا ليس تبريرا للقتل فلا احد يقبل بسفك الدماء تحت اى مبرر ولكننى أعلم ان الشرطة السودانية تحرص حرصا شديدا لتجنب القتل وسفك الدماء وانا كذلك اعلم ان كثير من القتل الذى يتم داخل المظاهرات يتم بواسطة طرف ثالث الآن بعض خلاياه فى قبضة الامن وسيكشف قريبا للرأى العام،، وقناة الجزيرة تعلم أن كل الواجهات التى تحشد هؤلاء الشباب هى واجهات شيوعية وبعثية حاقدة منبوذة تنفذ مخططات المشروع الصهيونى الامريكى فى ما يسمى بالفوضى الخلاقة والتى لاتستخدم ضد السودان وحده بل هو مخطط شامل يستهدف كل العالم الاسلامى والعربى السنى خلاصته تدمير الجيوش والحكومات كما يحدث فى الصومال وليبيا والعراق والخطة سائرة ولن تستنى احد ،،وسواءا فهم بعض مذيعى قناة الجزيرة او لم يفهموا انهم الان فى تغطية الحالة السودانية يقفون مساندين لخندق الصهيونية والامبريالية العالمية ويقدمون لمشروعهم خدمات جليلة لم يكونوا يحلموا بها لمعرفتهم بذكاء قناة الجزيرة ومعرفتهم بدوفع تاسيسها ومنهج خطها الاعلامى،، ورغم ان الناس قد يختلفون او يتفقون على ماقام به البرهان من لقاء نتنياهو الا ان المؤسف ان بعض مذيعى قناة الجزيرة يركزون فى سطحية باذخة على ذلك اللقاء ويحاولون عبره إظهار المكون العسكرى والمؤسسة العسكرية كأنهم صاروا بوقا لإسرائيل وكأنهم صاروا واجهة للصهيونية وكأنهم صاروا ادوات تحركهم دوائر الماسونية ،، واؤلك المذيعين فى تركيزهم على ذلك اللقاء يغرقون فى شبر ماء وينظرون تحت أقدامهم لأن السياسية هى علم المناورة وعلم التكتيك ومواقف الدول لا تأخذ بتلك السطحية لأن اى دولة لها تقديراتها الظرفية والمستقبلية ولها دوافعها وتكتيكاتها المرحلية، ولو درس بعض مذيعى قناة الجزيرة بعض ابواب الفقه الاسلامى لعلموا ان الإسلام تحت بعض الظروف يبيح اكل الميتة ولحم الخنزير بل ان الفقه الاسلامى تحت بعض الظروف يبيح للمسلم المكره النطق بكلمة الكفر( تقية) لحماية نفسه ( من كفر بالله بعد إسلامه الا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) وهذا مافعلته قطر الشقيقة حينما اقامت علاقة مع إسرائيل وفتحت مكتبا للتبادل التجارى بين قطر وإسرائيل،، وهو ذات الشئ الذى تفعله تركيا الان فى عهد الفارس أردوغان الذى يقيم علاقة كاملة الدسم مع إسرائيل وبسفاراتها،، ورغم كل تلك العلاقات من قطر وتركيا مع اسرائيل لم يتشكك مسلم واعى مستنير او وطنى صادق غيور فى ان قطر وتركيا هما (شوكتا الحوت) فى حلق المشروع الصهيونى فى المنطقة وهما المعسكر الاقوى فى مواجهة ذلك المشروع الصهيونى الاستعمارى،، وإذا استثنينا قطر الحاضنة فأن قناة الجزيرة لم تتجرأ يوما بأتهام تركيا او أردوغان بأنه عميل وبوق للصهيونية كما يفعلون فى حالة البرهان،، وانا اقول هذا وقد حدثنى احد السياسين ان سمو الامير الشيخ حمد الذى وضع لقطر اسما كبيرا على خارطة العالم حينما انقلب على والده فى العام 95 كان الدعم السودانى اللوجستي والفنى والشورى حاضرا ومساندا لتلك الخطوة فى مواجهة الخندق الاخر الذى كان يخطط بقوة لافشال خطوة سمو الأمير حمد عبر افشال الخطوة وازهاق التغيير والسعى لأعادة الأمير الوالد خليفة بكل الوسائل ،، وقد حدثنى ذلك السياسى انه حينما اشتدت المؤامرة على قطر وعلى خطوة التغيير الذى قام به الأمير حمد جاءته المشورة من سياسى اسلامى سودانى ضخم كانت تربطه علاقة حميمة مع سمو الامير ناصح سمو الامير وقال له :: اذا اردت ان تلجم هذه المؤامرات التى تنشط ضدكم من شياطين الانس والجن اقم علاقة مع إسرائيل لان الذين يتامرون ضدكم هم أذناب إسرائيل ويخشون إسرائيل أكثر من خشيتهم لله وهم يظنون ان تامرهم عليكم يقربهم زلفى من إسرائيل ولذلك إقامة علاقة مع إسرائيل ستردع مؤامراتهم خوفا من إسرائيل وخشية من اغضابها،، بل اننى قد علمت ان ذات تلك الشخصية الإسلامية السودانية نفسها حينما اشتدت الحملة الاعلامية الضخمة الفاجرة ضد قطر وضد سمو الامير حمد من بعض الاعلام العربى الصفيق علمت ان تلك الشخصية الإسلامية السودانية هى نفسها من اوعزت لسمو الأمير حمد بإنشاء قناة فضائية عالمية تسحب البساط من تحت ارجل ذلك الإعلام العربى الدنيئ المتحالف مع إسرائيل والداعم للمشروع الصهيونى ،، ولم يتردد سمو الأميرحمد فى التقاط الفكرة بذكاء كامل الدسم،، وعبر تلك المناصحة أنشئت واسست قناة الجزيرة والتى ولدت شامخة على اكتاف قيادات اعلامية ضخمة خرجوا من عمق التيار الاسلامى العربى،، وانا اقول هذا حتى يفهم بعض مذيعى قناة الجزيرة الذين تصتك اسنانهم تلمظا وهم يتناولون قضايا السودان اقول لهم ان فكرة قناة الجزيرة بخيلها ورجلها قد نبتت من داخل مؤسسة التيار الاسلامى الوطنى السودانى ،، ولذلك فأن قطر والسودان وقناة الجزيرة هم نور يخرج من مشكاة واحدة،، وانا اذكر هذا حتى يعلم بعض مذيعى قناة الجزيرة وقياسا على الحالة القطرية انه ليست كل الانقلابات شرا وليست كل العلاقات مع إسرائيل عمالة،، وعلى بعض مذيعى قناة الجزيرة الا يتشبهوا بأبناء الشيخ زايد الذين الذين يتحركون الان بالوكالة لايذاء السودان وتفتيت وحدته وهم بذلك يتنكرون لوصية والدهم الشيخ زايد ويخونون عهوده ومواثيقه ذلك الشيخ الفخم الحكيم الذى ما كان يرضى ان تمس السودان وشعبه شعرة من شر اوشوكة مؤامرة، لأن فكرة انشاء دولة الإمارات التى كانت مشيخات صغيرة متفرقة ليس لها ذكر خرجت باصرار من عقل الرئيس السودانى الراحل جعفر نميرى واقنع بها الشيخ زايد ،، وحينما تلفت الشيخ زايد بعد أن اقتنع بالفكرة لم يجد عالما دستوريا فذا ناصحا ومخلصا مثل الدكتور حسن الترابى ليسند له كتابةدستور الإمارات ونظامها الاساسى وقد فعل،، وبعد ذلك لم يتوانى الرئيس نميري فى دعم الإمارات بكل الكوادر الإدارية التى تساعدهم خلال مرحلة التأسيس ولذلك فأن الإمارات الدولة التى ترفل الان فى النعيم وتتبطر فى النعمة والتى تسخر اموالها لأيذاء السودان هى فكرة سودانية خالصة تعهدها السودان بكل الاخلاص والرعاية والحب حينما كانت نطفة وعلقة ومضغة قبل أن تنشأ فى الحلية وهى فى الخصام لاتكاد تبين ،، ونحن لانحسدهم ولكن نقول لهم كفوا شركم عنا،، وانا اقول كل هذا حتى يعلم الجمهور العربى ومذيعى قناة الجزيرة كيف كان فضل السودان على كثير من العرب ودولهم عظيما جليلا ،، ولذلك ينبغى على بعض مذيعى قناة الجزيرة ان يفهموا ان طريقة إدارة مواقفهم من الحالة السودانية اصبحت تفقد القناة قطاع عريض من السودانيين وهى تدعم افشل رئيس وزراء مر على تاريخ السودان وتدعم رئيس وزراء لا يستحى وهو يتقاضى راتبه بالدولار من دوائر اجنبية فى ظاهرة لو حدثت فى اى دولة محترمة فى العالم لتم فصله وصلبه فى ميدان عام ،، وهذا الراتب الدولارى هو الذى جعله يكتب خطابا سريا بتوجيه من السفارات الاستعمارية يطلب فيه انتداب بعثة اممية لاستعمار السودان وحاكم أجنبى على شاكلة (بول بريمر) الذى حكم العراق وفكك جيشه وقسم شعبه،، ولذلك يتحسر قطاع عريض من الشعب السودانى عندما تصر قناة الجزيرة على دعم هذا الدعى ومن وراءه اسوء أربعة احزاب عرفتها السياسة السودانية بقيادة الحزب الشيوعى وحزب البعث وهى احزاب كرتونية منبوذة تملك نواصى الكذب والجعجعة ولاتملك شرو نقير وسط مكونات الشعب السودانى وهذا ما يجعلها تطالب بحكومة مدنية بوضع اليد ودون انتخابات ليسيروا بالسودان على طريق (لينين)الرئيس الشيوعى الذى أقام حكمه المدنى الشيوعى على أشلاء 17 مليون جثة قتلهم سحلا بعد الثورة البلشفية فى الاتحاد السوفيتى ،، وليسيروا بالسودان على طريق بشار الأسد البعثى الذى يقيم حكمه المدنى على الاف الجثث التى تحترق يوميا بالطائرة والبراميل المتفجرة، فهؤلاء هم قدوتهم وهذه هى مدنيتهم التى يتشدقون بها شاخصة وماثلة لكل ذى بصر وبصيرة تلك المدنية الكذوب التى جعلتهم يصفقون ويغنون ويرقصون عراة يوم ضرب السيسى المعتصمين بالطائرات والدبابات فى ميدان رابعة العدوية، والجزيرة تطبل لمدنيتهم الكذوب وسط دهشة قطاع عريض من الشعب السودانى واندهاشه من اللوثة التى أصابت عقل وذكاء بعض مذيعى قناة الجزيرة الذين اصبحوا بمواقفهم الغريبة فى الحالة السودانية يدفعون القناة لتصادم عشرات الالاف من الأسر التى شرد اربابها وابناءها من وظائفهم ظلما وجورا بواسطة لجنة التنكيل وعشرات الالاف من الأسر والايتام الذين توقف دعمهم بسبب حل المنظمات الطوعية التى كانت تتكفل ايتامهم وترعى اسرهم وعشرات الالاف من الطلاب الذين فقدوا التعليم المجاني وشبه المجاني بسبب حل وايقاف عدد كبير من تلك المدارس الخيرية التى كانت تتكفلهم،، وتصادم كذلك عشرات الملايين من الطبقة الوسطى الذين سقطوا فى براثن الفقر ولفتهم المسغبة بفعل الفشل والتردى الاقتصادى الذى أسقط فيه حمدوك البلاد وبعض مذيعى قناة يرددون تبريرات واكاذيب حمدوك بأسناد الفشل الى شركات الجيش والامن ومذيعى قناة الجزيرة لايعلمون ان كل شركات الجيش والامن لايتجاوز راسمالها 3 مليار دولار فى حين ان شركات الكهرباء وشركات البترول ومصافى البترول وخطوط نقل البترول وكلها حكومية يتجاوز رأسمالها 18 مليار دولار وهى تدر نقدا لخزينة الدولة بعد الزيادات المهولة فى اسعار الوقود والكهرباء مايعادل ملايين الدولارات يوميا هذا غير شركات الذهب وشركات الانتاج الزراعى والحيوانى:: فكيف ل 3 مليار تغلب 18 مليار يااهل النهى !!؟ ، مع ملاحظة ان هذه الشركات المفتري عليها والتى حجمت وسرح بعضها الآن كانت تعمل بكامل قوتها خلال حكم الإنقاذ ولم يتردى الاقتصاد ولم ينحدر بهذه الصورة التى اوصلها له ( الخبير) حمدوك الذى قال (بعضمة لسانه) عقب تسلمه رئاسة الوزراء قال انه تسلم رابع أقوى اقتصاد فى أفريقيا،،بل ان بعض مذيعى قناة الجزيرة عبر دعمهم لحمدوك ووزراءه الذين حاربوا فى السودان كل مكرمة وفككوا كل فضيلة وظلوا جهارا ينشرون الإلحاد والفسق والفجور يصادم مذيعى قناة الجزيرة جماعات الإسلام الصوفي والسلفى والمعتدل ويصادمون خلاوى القران وحفظته الذين كانت ترعاهم (جمعية القران) الكريم والتى تم حلها وتسريحها وفى استفزاز ذى معنى لا يفعله إلا السفلة تم منح مبانى رئاستها لمستشارة حمدوك للمثليين،، ولذلك انا اقول ليت قناة الجزيرة تقوم بأستطلاع رأى واسع حول طريقة تغطيتها لاحداث السودان لتعلم كم هى حجم الخسارة التى خسرتها وسط جمهورها فى السودانى،، ولذلك انا اقول لاخواننا القطريين ان العلاقة بين السودان وقطر أكبر واعمق من ان تقيم خلال هذه الفترة الانتقالية الكالحة المعقدة وهى أكبر واعمق من ان توجهها مواقف تكتيكية او قرارات تمويهية لم يحن بعد فك طلاسمها ،، وبغض النظر عن صواب المواقف وخطئها وبغض النظر عن تعقيدات الوضع السودانى وضخامة المؤامرة التى يتعرض السودان وبغض النظر عن نوعية التكتيكات التى تستخدمها القيادة السودانية لإدارة الفترة الانتقالية انا اذكر القيادة السودانية واذكر الاخوة فى قطر ان الصحابى الجليل البدرى حاطب بن أبى بلتعة حينما تخابر مع المشركين وكشف خطة الرسول الحربية وافشا سر جيشه على أعتاب فتح مكة وعندما كشف أمر تخابره وهو ما يعرف فى الجيوش الحديثة اليوم بالخيانة العظمى، استل سيدنا عمر سيفه واستأذن الرسول قائلا :: يارسول الله دعنى اضرب عنق هذا المنافق،، لم يستجب الرسول الحكيم الذكى لموقف سيدنا عمر ، وعلمه وبقية الصحابة درسا بليغا فى كيفية إدارة الازمات وكيفية تقييم المواقف والاشخاص وعدم الاستناد على المواقف اللحظية العابرة مهما كان حجمها ومهما كانت ضخامة جرمها وخطئها حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم بكل هدوء وهو يشع حكمة ووقارا :: ياعمر مايدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال لهم اعملوا ماشئتم فأنى قد غفرت لكم،، ولذلك ان كانت لدى مناصحة لقيادات البلدين فى قطر والسودان ان يتعاملوا مثل ما تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع حاطب بن أبى بلتعة فأن لم يكونوا بدريين فاليتشبهوا باهل بدر ،، وأنا أقول لأخوتنا القطريين وقناة الجزيرة تشبهوا بروسيا والصين،، فقد لايعلم إخوتنا القطريين وقد لاتعلم قناة الجزيرة بل قد لايعلم عدد كبير من السودانيين انه عندما ابطلت روسيا والصين قرارات مجلس الأمن خلال تحركاته الاخيرة ضد السودان وابطلت العقوبات قد لايعلم كل اؤلك ان حمدوك ووزير خارجيته وحاضنتهم السياسية كانوا ومازالوا يساندون داخل مجلس الامن موقف المعسكر المقابل لروسيا والصين الذى حرك القرارات والذى كان يسعى لفرض العقوبات ،، ورغم ان روسيا والصين مازالت فيهما بقية من شيوعية وبقية من اشتراكية ورغم ان الدولتين يعلمان ان كل المشهد السياسى السودانى ظاهرا وباطنا يحركه الحزب الشيوعى عبر كوادره الظاهرة والمستترة ،، الا ان كل ذلك لم يمنع الدولتين من الوقوف فى الخندق الذى يحمى مصالح السودان وشعبه لان كلا الدولتين ولأنها كبيرتان لاتتخذان قراراتهما وفق مايجري الان فى الفترة الانتقالية الكالحة التى اختلط فيها حابل الخيانة بنابل الفشل والتى تسيدتها طفيليات الاحزاب المنبوذة، ولكن الدولتين بعين البصيرة نظرتا بعيدا الى ما وراء الفترة الانتقالية وعرفتا الى اين ستتجه اشرعة السياسة السودانية والى اي بحر ستصب امطار الحراك السودانى، وهما بذلك يقدمان درسا بليغا فى كيفية إدارة المواقف عبر التفكير الاستراتيجي وتجاوز التكتيكات الظرفية /// لواء عبد الهادى عبد الباسط