في فلمه الناجح ( خلطبيطة) يؤدي محمود عبدالعزيز دور الموظف البسيط (حسان) (العلى نياتو ) ولكنه بسبب هذه البساطة يقع في كثير من المشاكل …
– يقترب (حسان) من زميلته في العمل(نرجس) ليهنئها بعيد ميلادها ويعتذر لها أنه لم يجلب لها هديتها معه ولكنه يطلب منها زيارته في شقته لإعطائها الهدية…هنا تثور ثائرة (نرجس ) أمام الموظفين وتدعي ان حسان خدش حياءها وتجاوز حدوده ووضعها في خانة الإشتباه بمثل هذه الدعوة وحسان يتفاجأ بكل هذه ( الثورة ) والهتافية ويرسل اعتذارا مضطربا وينسحب …وفي المساء يتفاجأ بجرس شقته يقرع بإصرار وعندما يقوم بفتح الباب يتفاجأ بسيدة تلج إلى الداخل مباشرة …وقبل أن يخمن من هي ..كانت السيدة تخلع النظارات العريضة وباروكة الشعر الشقراء وتقول له أنا نرجس ..وأنا تحت أمرك (بس كان لازم اهيج عليك الصبح قدام الموظفين عشان كرامتي وكده ) ..تقول هذا وهي تضحك بغنج مفضوح وتتثنى على المقعد …وتكرر انا تحت امرك !!
ـ ( نرجسنا المصونة) قحط …تلبس نظارتها العريضة وباروكتها (الحمراء) وتطرق باب الحزب الشيوعي بعد المغرب وتقول له نحن تحت أمرك ..ولكن ولأن الحزب الشيوعي ليس في بساطة (حسان) يسأل قحط ماذا تريدون؟ فيقولون له نريد أن نتفق … ولكن الحزب الشيوعى يقول لهم في خبث ( ما في اتفاق ) عايز أشوفكم أول في المظاهرات في الشارع …وقحط ذاتها تطرق باب المجلس العسكري بعد منتصف الليل ..و حميدتي يسألهم ..في شنو ؟ …و( نرجس ) ترد …(ماتفهموا كواريكنا الفاتت دي غلط)!..(كنا بندافع عن شرفنا الثوري أمام الجماهير ) لكن الآن نحن ( تحت أمركم ) …وعضو المكون العسكري يرد ( نسو بيكم شنو )… ؟ّ (زمان كنتو أربعة وبي جلابية فد واحدة ..وأسى بقيتو أتنين ونص وسديري بلا سروال …نسو بيكم شنو) ؟ كان قلتو جابكم الشارع ..الشارع الآن يحاصر فولكر …ونرجس تزور فولكر قبيل الفجر ..وتسلمه رأيان ..رأي مكتوب ( يقولون) فيه أنهم لن يعودوا للتفاوض مع العسكر ..ورأي شفاهي من جملة واحدة ..( شوف لينا اتفاق مع العساكر بأي تمن ) ..(وأبو العريف بتاعهم يشرح ) … الحزب الشيوعي حيسقط برهان وحتبقى المعركة بينهم والإسلاميين والشيوعي لن يصمد وستجدون أنفسكم أمام الفلول مرة اخرى !! ..( الفلول ) الكلمة التي كتبها فولكر في تغريدته قبل يومين وفولكر يشير لأحدهم ..(إنت بي رأسك الكبير ده عملت لينا كل المشاكل دي) ….ثم يصمت …قبل أن يقول ..بصراحة كنا نريد أن نجمع رأسين في الحلال (قالها بلهجة سودانية ملكونة) (لكن أنتو ما عدتوا تسووا رأس …شيلوا ورقتكم دي وضموها لي ورقة مريم الصادق نحن شغالين التسوية جمع مريم وفضل الله برمة) …وينتفض أحد (سلوك ) الوفد ..نحن (تسكنا) الجماهير ومريم شغالة تسوية …هذا لن يكون …و … !!
ـ ثم يقوم السيد فولكر بفتح المعجم العربى ويبحث عن معنى مفردة ( فلول) ويضع اصبعه على المعنى .. ( القوم المهزومون ) ..ثم يدير مقطع القيادي القحطاوي الذي هرب ليختبئ في المخزن من الجماهير …ثم يعيد تشغيل المقطع الذي ينقل له يوم حصار مكتبه …والهتاف ..(يافولكر يامأفون نحن قطعنا رأس غردون )……وتتعالى أنفاسه وتهبط وهو يقول ونظراته تتبع وفد قحط …مافي فلول غيركم !! و ….
ـ وتعود (نرجس القحطاوية) آخر النهار مهدودة الحيل بعد أن سامت ماء وجهها ولم تجد من يشتريه …وتعلم (حسان) السوداني …ألا يقدم هدايا أعياد الميلاد بهذه الطريقة ..وألا يدعو لمسكنه كل من هب ودب!!..