مبارك اردول يكتب
بين مجلسي السلم والأمن الأفريقي ومجلس النواب الأمريكي… تباين التعاطي مع القضية السودانية…
عقد في اليومين الماضيين جلسات مختلفة تناولت القضية السودانية بحثا وبيانا، الأولى كانت جلسة إستماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي من وراء المحيطات والبحار والثانية كانت جلسة مجلس السلم والامن الافريقي الذي إنعقد في عاصمة الاتحاد الأفريقي أديس أبابا.
كانت الجلسة الأمريكية التي تداول فيها النواب تظهر عقلية المستعمر الغربي الذي يريد أن يفرض قيمه وثقافته وديمقراطتيه (العرجاء) غض النظر عن الواقع المختلف، انبرى في الجلسة النواب يستجوبون الموظفين الممسكين بملف السودان سؤال وراء سؤال وكان سياساتهم السابقة نجحت ان يفرضوها لأي شعب من شعوب العالم غصبا عنهم.
لقد أثبتت كل التجارب إنها فشلت وجرجروا خيباتهم خلف ظهرهم خروجا واخلوا منسوبيهم مسرعين بما فيهم من دعموهم بمثل هذه المبالغ (100) مليون دولار، تمسكوا بهم (من دعموهم) يأسا لآخر رمق، وبلغ بهم الحال أن يعتلوا أجنحة الطائرات هربا من دولهم وشعبهم الذي تأمروا عليه.
الجلسة كانت أشبه بالتهريج وكأن شعوب العالم ترتعد خوفا من جبروتهم، خلاصة الجلسة أنهم بصدد فرض عقوبات ووقف المساعدات المالية التي لم نسمع بها أو التي تأتي لازيالهم، والعقوبات في العالم كسياسة غربية لم تظهر أي نجاح هى في حد ذاتها لوقف المعاقبين من إتباع أي سياسات، وحتى المساعدات المفترى عنها هي في الأصل ضعف المبلغ المدفوع من حر مال السودانيين عندما اجبروا للفكاك من قائمة الإرهاب التي وضعوا فيها حيث دفعنا 335 مليون دولار ويمنون علينا اليوم بوقف 700 مقابل ان نصبح مستعمرة نأتمر بأمرهم وننتهي لنهيم.
للعلم المساعدات الغربية بما فيها قروض المؤسسات المالية من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وغيرهم من الاندية لم تساعد او تنجح لنهضة الدول بل كانت الدول الناجحة والناهضة هي التي تعتمد على نفسها وتنمي مواردها ومنتجاتها.
في المقابل عقد مجلس السلم والامن الافريقي اجتماعا وخرج فيه ببيان نصه الآتي :
+ دعا إلى حوار لا يستثني أحداً.
+ دعا الي إجراء انتخابات بنهاية الفترة الانتقالية.
+ رحب البيان بتعيين حكومة تكنوقراط مدنية، داعياً إلى إكمال هياكل الفترة الانتقالية.
+ أكد مواصلة الاتحاد الإفريقي مرافقة السودان خلال الفترة الانتقالية.
+ أعرب مجلس السلم والأمن الإفريقي عزم الاتحاد الإفريقي على مواصلة الانخراط والتشاور مع السودان الدولة ذات المكانة المرموقة في القارة الإفريقية وأحد الأعضاء المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية والاتحاد الإفريقي، في كل ما من شأنه العمل على تعزيز الجهود الرامية إلى استعادة السلام والوئام والاستقرار والتعافي الاقتصادي في السودان.
سأترك للقارئ الكريم حق التعليق ولكن دعني أقول هذا البيان يوضح صحة المقولة السائدة في الأروقة الأفريقية ” حلول أفريقية لمشاكل أفريقيا” وحتى اللغة التي تحدث بها البيان ظاهر فيها الندية واحترام فيها سيادة السودانيين واستقلاليتهم في قرارهم.
ولم يأتي البيان الا بعد زيارة رئيس مفوضية السلم والأمن الأفريقي السفير بانكولي إيدوي الي البلاد ووقوفه على الواقع بنفسه واستماعه لكل الأطراف.
لا توجد مقارنة مطلقا بينه وبين النواب المتعجرفين الذي لا يفرقون بين السودان والصومال ولا يدرون مكانها في الخريطة، فقط يكتفون بتقارير وتقارير من يدفعون إليهم تلك الأموال ال 100 مليون دولار.