حكومة الدكتور عبدالله حمدوك تطورت فى ثوبها الجديد بالإعلان عن حكومة “حزبية” صريحة وهذا بالطبع ينزع عنها الغطاء الملازم لوصفها بحكومة الفترة “الانتقالية”؛ فمتطلبات الانتقال كما هو معلوم تلزمها العناصر ذات الصبغة الحيادية أو الكفاءات المستقلة كما كان يروج سابقا.
ولعل هذا التطور الأميبى المضطرد فى خلية الحراك الثورى والتحور من حالة العنفوان الشبابى غير المتحزب فى شكل “تجمع المهنيين” أولا و”لجان المقاومة” فى مرحلة لاحقة ومن ثم القفز على كل ذلك بتكوين حكومة “محاصصات حزبية” خالصة يخلق سنوات ضوئية من التباعد بين الأحزاب السياسية والكيانات الشبابية. ومعلوم أن هذا التباعد قد يظهر الكيانات الحزبية في مظهر المجموعات الإنتهازية التى تقول ما لا تفعل فقد إستمرأت أساليب الخديعة والتعايش المستمر مع حالة الإنكار denial، وربما أن تطورات تسارع وتيرة الأحداث تقودنا لصدام داخلى يدعونا للبحث فى أضابير المسكوت عنه لنجهر بالسؤال:
هل تدرك النخب عديمة التجارب المجهودآت التى تبذل فى الخفاء لتحويل السودان إلى دولة فاشلة وعاجزة ؟!
وللاجابة على هذا السؤال لا بد من التذكير بأن الجماهير خرجت فى ديسمبر ضد انسداد الأفق السياسى وتكلس النظام وليس فى الأمر عجب أن تخرج اليوم بنفس الدواعى بالإضافة إلى التخبط الإقتصادى وقصر النظر وإتساع رقعة الإحباط.