في مثل هذه الأيام من شهر فبراير ٢٠٢١م، أصدرت لجنة التمكين قراراً بإعتقال كل (رموز وكوادر حزب المؤتمر الوطني وواجهاته في المركز والولايات)، ونشطت حملة إعتقالات طالت المئات في الخرطوم والولايات، هكذا دون جريمة سوي الإنتماء السياسي، ووقع هذا القرار شخص معروف الإنتماء السياسي وصارخ العداء للتيار الإسلامي، فقد أعلنت اللجنة أنها (سياسية)..
ومن أيام الإستبداد السياسي تلك نلخص عدة شواهد :
اولاً : تجاهل المجتمع الدولي والمنظمات الأممية وخاصة بعثة اليونتاميس ورئيسها فولكر بيرتس، لهذا التعسف في إستخدام وتوظيف القانون وإنتهاك الحقوق، وقد وصلتهم هذه المعلومات ولمنظمات عديدة، ولم يحركوا ساكناً، ولو بكلمة قلق أو إبداء مشاعر اسف، وكشف ذلك أن هذه المجموعات الدولية تفتقر للبعد الأخلاقي والحس الإنساني وأصبحت جزء من (المشكلة) في السودان، ونذكرهم اليوم ان لسانهم لم يكن رطباً بالإدانة العام الماضي، وآذانهم صماء، وقد فك فجأة مع إعتقالات هذا العام، ونقول لهم ان الحرية حق للناس جميعاً، فهذا دوركم ومناط تكليفكم، وقد تم إختباركم وفشلتم..
وثانياً: نذكر قوي الحرية والتغيير، وكافة القوى السياسية، إن من مصلحة الوطن ان تدار المعارك السياسية بنزاهة، فهذا اوفق للبلاد وارفق للعباد، والمعاول التي تم تسليطها على رقاب الإسلاميين، هي ذاتها ما تدق على (قفاكم) اليوم، وبذات ادواتكم الصدئة تدخلون السجون والإعتقالات، قبل أن يخرج ضحاياكم منها، إنها دائرة جهنمية، وقد تلطخت أيديكم فيها بكل رزيلة ومنكر، فلا استفاد الوطن ولا كسبت جماعتكم سوي بؤس المسعى وخيبة المردود..
وثالثاً: للنشطاء والميديا وللمحامين وأصحاب الرأي، وبعضهم كان منتشياً بقرارات التمكين قبل عام وهي أسوأ مخرجاً ومقصداَ من إعتقالات هذا العام، راجعوا مواقفكم ولتكن هذه تذكرة، وبعضكم في هيئات الإدعاء لمحاكمة خصوم سياسيين بقرارات جائرة، ويدافع عن بطلان ذات القرار عن رفاقه اليوم، ترفعوا عن هذا الإنفصام البائس والنفاق النكد وابداوا حالة مراجعة وتأسيس مواقف مبدئية تتوافق وقناعاتكم..
ورابعاً :ونقول للإسلاميين والوطنيين لقد ظلمتم وصبرتم، فلا يجرمنكم شنآن قوم ألا تعدلوا، ومن العدل ان نطالب لهم بإطلاق السراح أو محاكمة عادلة وسريعة، وغاياتنا الوطن والمواطن، وبذل الجهد في ذلك بإخلاص وسماحة قصد، وكل ما نلاقيه فهو تعبد لله.. ثم إن القبض على هؤلاء لن يداوي جرحاً ولا يشفي غليلاََ، فالأولي كظم الغيظ، والتسامي فوق الجراحات.. ومعاركنا أكبر من التشفي، هذا الوطن في حالة الإحتضار وينتظر مساهمتنا في إقالة عثرته، ومهما قيل فإن الخيار للتيار الإسلامي والوطني .. حفظ الله البلاد والعباد..