فيزا كارد في السودان .. بين رجال الأعمال و الشباب و البنوك

الزرقاء ميـديا

فيزا كارد في السودان .. بين رجال الأعمال و الشباب و البنوك

تحقيق: هبة القاسم

رجل أعمال: لا فائدة من (فيزا كارد وماستر كارد) لهذه الأسباب

نفت شركة (فيزا) ، الأنباء التي راجت الساعات الماضية عن تجميد العمل في السودان، وقالت إن نشاطاتها مستمرة.

وتداولت وسائل إعلامية الأسبوع المنصرم، أخبارا عن إيقاف شركة فيزا جميع تعاقداتها في السودان بدايةً ببنك الخرطوم بعد عجز البنك المركزي عن تقديم ضمانات بعد قرارات 25 أكتوبر.

لكن مدير فيزا في السودان وليبيا أحمد محيي قال لـ”سودان تربيون” الخميس، إن شركة فيزا “مستمرة في التزامها بمواصلة تطوير المدفوعات الرقمية والتوسع في الابتكار بالسودان”.

وفي فبراير الماضي، حصلت نحو 7 من المصارف السودانية على تراخيص من شركة فيزا لإصدار بطاقات فيزا كارد للسودانيين لتتم تغذيتها بالنقد الأجنبي والاستفادة منها في عمليات الدفع داخل وخارج السودان بينها بنك الخرطوم، قطر الوطني، بنك المال المتحد.

وتمكن البطاقات، الأجانب والمستثمرين في السودان من إجراء عمليات الدفع أمام نقاط البيع في السودان عبر الفيزا كارد في كافة الأماكن التي يرتادونها مثل الفنادق والمطارات وغيرها.

وأكد بنك الخرطوم، استمرار خدمات فيزا بنحو اعتيادي، مشدداً على أن المعلومات المُتداولة بشأن توقفها عارية عن الصحة.

وظل السودان محظوراً من التعامل مع نظام البطاقات العالمية مثل فيزا وماستر كارد منذ فرض العقوبات الاقتصادية الأمريكية على السودان في العام 1997م.

استفادة

فما مدى استفادة السودانيين من بطاقتي فيزا وماستر كارد؟

وهل اتاح الانفتاح الذي حدث خلال الفترة الماضية بعد رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان ورفع اسمه من دائرة الإرهاب ، الفرصة لاستفاد السودان فعلياً من المعاملات المالية الدولية مثل “فيزا كارد وماستر كارد”، أم أن تلك الوسائل العالمية المالية ما زالت في بداياتها وهل بإمكان المواطن السوداني التحويل الى أي دولة في العالم عبرهما ويشتري من المواقع العالمية الكترونيا ويشترك في كل الخدمات العالمية.

“الصيحة” تناولت موضوع “فيزا كارد وماستر كارد” في سياق التحقيق التالي:-

معلومات مهمة

البطاقات العالمية المصدرة بواسطة (فيزا كارد وماستركارد) من اشهر بطاقات الشركات العالمية في مجال الخدمات المالية الإلكترونية، حيث تدير البطاقات أكبر شبكة للمدفوعات الإلكترونية بين المؤسسات المالية والتجار والمُستهلكين حول العالم، وتمنح الترخيص للبنوك لإصدار بطاقاتها للعملاء وفقاً لشروط وأحكام مسبقة، وبالتالي يتمكّن حملة البطاقات الاستفادة من القبول العالمي لهذه البطاقات ويتمكنوا من إجراء مُعاملاتهم المالية المختلفة مثل (شراء، تحاويل مالية، الدفع مقابل الخدمات، تمويل والتجارة الإلكترونية).

تهيئة

“الصيحة” ولمعرفة تفاصيل دقيقة حول “فيزا كارد وماستر كارد” ومدى استفادة السودان منهما، التقت بمسؤولين ببنك السودان المركزي حيث قال محافظ البنك:-

إنه ومنذ العام 2017م بالتزامن مع قرار الرفع الجزئي للعقوبات الأمريكية عن السودان، بدأ بنك السودان المركزي يدرس إمكانية الاستفادة من هذا القرار بتكوين لجنة (تهيئة البنية التحتية المصرفية للارتباط بالبطاقات العالمية) من الإدارات ذات الصلة، إضافةً الى عضوية اتحاد المصارف السوداني وشركة الخدمات المصرفية الإلكترونية.

ومن أبرز مهام اللجنة، وضع خارطة طريق وآلية تنفيذ (استبدال البطاقات الحالية لتواكب مواصفات البطاقات العالمية، إجراء التحديثات على نظام المحول القومي للقيود، إجراء التعديلات المطلوبة على ماكينات الصرافات الآلية لاستقبال خدمة البطاقات العالمية، مراعاة السياسات والضوابط الخاصة بالنقد الأجنبي).

سبعة بنوك

وأشار محافظ بنك السودان في رده لـ(الصيحة) الى استيفاء سبعة بنوك سودانية للشروط منحها البنك التراخيص وباشرت بتقديم خدماتها للافراد والشركات وهي (بنك المال المتحد- بنك قطر الوطني – بنك الخرطوم – بنك فيصل الإسلامي- بنك أم درمان الوطني – بنك الجزيرة السوداني الأردني- البنك السوداني الفرنسي).

وأضاف محافظ بنك السودان بأن المواطنين يمكنهم استخراج بطاقتي فيزا كارد وماستر كارد من البنك التجاري المقدم للخدمة بعد أن يقوموا بفتح حساب تحت مسمى (البطاقات العالمية) إذا كان عميلاً جديداً أو فتح حساباً فرعياً إذا كان عميلاً حالياً.

استفادة

وحول مدى استفادة المواطنين من تلك البطاقات، قال إنهم يستفيدون عالمياً سواء كانوا افرادا او شركات من خدمات الصراف الآلي العالمية من سحب وإيداع وتحويل, نقاط البيع, مواقع التجارة الإلكترونية, وأيضاً عمليات الدفع بغرض الشراء من المتاجر ومن مواقع التجارة المتعددة والدفع مقابل الخدمات في جهات مختلفة (فنادق, مستشفيات, وكالات سفر…).

وتحدث بنك السودان عن فوائد اخرى لتلك البطاقات، وقال إنها تمكن المواطن للاستفادة من الخدمات والسلع عبر بوابة الدفع الإلكتروني والقنوات الرسمية التي تتيحها داخلياً وخارجياً دون الحاجة الى حيازة النقد الأجنبي “كاش”، وايضا اجراء كافة المعاملات من دفع وتحويل دون الاضطرار لاستخدام السوق المُوازي (السوق الأسود) وغيرها من الأساليب المُخالفة للقانون والتي قد تضر بالاقتصاد السوداني، وأضاف قائلاً: قد تكون هذه الخدمات من المؤشرات الجيدة لاندماج الجهاز المصرفي بالعالمية وجذب الاستثمار الخارجي وتوفير أرضية ملائمة للقائمين بالاستثمارات، وكشف بأنها كذلك تتيح للمستثمرين المحليين الارتباط بالاسواق العالمية للقيام بالمدفوعات وتحصيل القيم مقابل السلع مباشرة دون وسطاء او انشطة غير مرخصة.

فوائد

من جهته كشف محمد عمر أبو بكر المسؤول عن البطاقات في مركز استخراج بطاقة ماستر كارد ببنك فيصل الإسلامي لـ(الصيحة) بأن البطاقة تفيد في المجال المصرفي سواء لأفراد أو شركات أو مجالات الاستثمار عموماً.

وقال: يمكن استخدامها في أي مكان يوفر خدمة ماستر كارد في العالم سواء كان نقاط البيع والصراف الآلي وكل المواقع الإلكترونية التي توفر هذه الخدمة، وقال إن سقفها في حدود 5 آلاف دولار في الشهر، وقال ان المتطلبات التي يجب أن تتوفّر للتسجيل في الخدمة “إثبات شخصية ومبلغ 200 دولار” ويخصم منها 35 دولاراً رسوم للبطاقة ويتم إيداع الباقي في الحساب وتستمر صلاحياتها لمدة 3 سنوات ويُخصم سنوياً مبلغ 25 دولاراً كرسوم للبطاقة ويتم استلام المبلغ نقدياً “كاش” لإيداعها في خزينة البنك.

وأكد عمر أن البطاقة في بنك فيصل تستخرج في نفس اليوم الذي يقدم فيه الطلب مراعاةً للعملاء وتوفير أفضل الخدمات لهم.

لا فائدة منها

فيما قال رجل الأعمال معاوية أبايزيد، إن بطاقتي “فيزا كارد وماستر كارد” لا تناسب الأعمال التجارية الكبيرة في الاستيراد والتصدير، وذكر ان التحويل حتى الآن يتم عبر دبي، وقال إن الحديث عن رفع الحصار الاقتصادي عن السودان حديث غير صحيح، مشيراً إلى أن الحصار الاقتصادي الغرض منه وضع تكاليف إضافية في الوارد والصادر، وقال انهم كمستوردين يتعاملون عبر دبي وفق عمولات إضافية تؤدي الى زيادة في أسعار السلع، مشيراً إلى أن السودان لم ينجح حتى الآن في فتح النظام المصرفي العالمي وكل ما يُثار عن فتحه عبارة عن زوبعة في فنجان.

من جهة أخرى، أشار عدد من المواطنين الى انهم لم يستفيدوا من بطاقتي “فيزا كارد وماستر كارد”، وذكروا أنها لا تتيح تحويل مبالغ كبيرة للخارج، فقط محصورة في مبلغ خمسة آلاف دولار شهرياً وهو مبلغ ضعيف لا يتناسب مع العمليات التجارية، وذكر المواطن سيف الدين عبد الله أنه ظن بعد أن قام باستخراجها بإمكانه تحويل مبالغ ضخمة، لكنه فُوجئ بتحديدها لسقف محدد في التحويل..!

نقلاً عن الصيحة

Comments (0)
Add Comment