يرى كثير من المراقبين ان مبادرة “عوافي” الحملة القومية الكبرى لمحاربة المخدرات والادمان التي دشنها النائب الاول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” من اجل سودان خالي من المخدرات وشباب محصن تمثل احد اهم المبادرات التي تضع البلاد في بداية الطريق السليم نحو النهضة والتطوير وحلقة مهمة من حلقات الدفاع عن الوطن وامنه القومي نتيجة للاضرار الكبيرة والمضاعفات الخطيرة التي تنتج عن تعاطي وانتشار المخدرات وسط المجتمع! واي دولة ناهضة تحاول التطوير والتنمية لايمكنها النهوض بشباب مخدر فاقد السيطرة علي نفسه يفتك به الإدمان ويقعده من تشمير سواعد الجد للمساهمة في بناء البلاد الشباب احد اهم الموارد التي تتمتع بها اي دولة بحيث تتوقف علي المورد البشري الاستفادة من كافة الموارد الاخرى بحمايته تتم حماية نهضة البلاد!
انتشار المخدرات له مضاعفات كبيرة سالبة علي اقتصاد الدول بحيث تعمل من خلال اثارها في تغييب الوعي لدى المتعاطين من تقليل كفاءتهم وهمتهم للعمل مما ينعكس سلبا علي الاعمال والانتاج فيقلل بدوره من الناتج القومي للبلاد لتعطيل كثير من الايدي العاملة سواء في الزراعة او الصناعات الحيوية الاخرى التي تحتاجها البلاد! بل العمل علي تدمير المورد البشري نفسه!
من اخطر الاثار المدمرة للمخدرات استهدافها للأمن القومي للبلاد من خلال اغراقها بصورة مقصودة وممنهجة بالمخدرات لالهاء مواطنيها
وانعكاسه علي انشغال الاسر بانفسها وربما تفتيتها وبالتالي النتيحة النهائية هي تفتيت البلاد او الابقاء عليها ضعيفة وليس ذلك محض خيال او سيطرة لنظرية المؤامرة كما يمكن ان يقول البعض ولكنه حقيقة تكشفها محاضر واقع الادمان وانتشار المخدرات! ويسندها التاريخ في استخدام استخبارات الاعداء لسلاح المخدرات وقد رشحت كثير من الدراسات التي
توضح توزيع المخدرات علي الشباب ضمن الصراع في المشهد السياسي بالبلاد بصورة ممنهجة و مقصود لتدمير القوى الحية بالبلاد وهم الشباب اغلي ما تمتلكه البلاد من ثروات ولاعجب في ذلك لأن المستهدف للبلاد لايفرز مابين سلطات انقلابية او ثوار فلا فرق بينهما ضمن استراتيجية النهائية لان محصلتها اضعاف الجميع ولا يعنيه من المنتصر في مارثون التدمير هذا! اذ لايخفي استخدام هذه الاجهزة للمخدرات كنوع من الاسلحة للاستهداف من اجل تحقيق مصالحها الضيقة والتأثير علي كامل المشهد السياسي والاقتصادي بالبلاد! وكم من عميل تم استدراجه عبر الادمان علي المخدرات! اذ لا سقف في مثل هذه الحروب الخفية! وذلك اخطر ميادين الصراع والاستهداف لشل قدرات الدول وابقائها ضعيفة في كافة المجالات!؟
لايقتصر اثر المخدرات علي الجانب السريري فقط بالنسبة للمريض الذي يتعاطاها ولكنها من نوع الجرائم المتعدية التي تطال الاسر وتسعى لتدميرها وتطال المجتمع من خلال الانفلات الامني والجرائم التي لايقدم عليها سوى مغيبي العقل! اضافة الي اثارها الاقتصادية المدمرة في تقليل الناتج القومي ونقصان اليد العاملة فضلا عن تنفيذ اجندة الدول المعادية من خلال تجنيد العملاء فساحة المدمنين محيط حاضن لتجنيد العملاء او تنفيذ بعض المهام نتاج مايتم ممارسته عليهم من ابتزاز وتهديد وخلافه! المخدرات لعنة خطيرة وضرورة مكافحتها تنبع من اثرها علي الامن القومي والمصالح العليا للبلاد وينبغي النظر اليها بهذا القدر من المسؤولية وهذا السقف العالي من الجدية في مكافحتها!؟.