سيد حامد يكتب:الأثنين أحبُّ إلينا ، والسبت أخضر تبركاً ..

الأثنين أحبُّ إلينا ، والسبت أخضر تبركاً ..

يا صاحب الإسراء
جبريل أمامك
يا قائد الكرام
من حاز مقامك؟ .

أكرم الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالإسراء والمعراج (والراجح أنه كان في رجب ، قبل الهجرة بسنة واحدة) معجزةً إلهيةً وهديةً ربانيةً مؤيدة ،  يسرّي عنه ويكافئه ويخفف عنه مصائب عام الحزن (المسبوق بثلاث سنوات عجاف من المقاطعة والحصار الإقتصادي والإجتماعي) الذي شهد وفاة عمه أبي طالب مصدر الحماية الخارجية لتبليغ الدعوة ‏، وليس أدلّ على ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم “ما نالت مني قريش شيئًا أكرهه حتى مات أبو طالب‏” .

ومما تعرّض له عليه الصلاة والسلام ما رواه مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال : “بينما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يصلي عند البيتِ ، وأبو جهلٍ وأصحابٌ له جلوسٌ ، وقد نُحِرَتْ جزورٌ بالأمسِ. فقال أبو جهلٍ : أيكم يقوم إلى سَلا جزورِ بني فلانٍ فيأخذه ، فيضعه في كَتِفَي محمدٍ إذا سجد؟ فانبعث أشقى القومِ فأخذه . فلما سجد النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وضعَه بين كتفَيه. قال : فاستضحكوا . وجعل بعضُهم يميلُ على بعضٍ … فلما قضى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صلاتَه رفع صوتَه ثم دعا عليهم “اللهمَّ عليك بقريشٍ” ثلاثَ مراتٍ . فلما سمعوا صوتَه ذهب عنهم الضحكُ . وخافوا دعوتَه ، ثم قال : اللهمَّ عليك بأبي جهلِ بنِ هشامٍ ، وعتبةَ بنِ ربيعةَ ، وشيبةَ بنِ ربيعةَ ، والوليدِ بنِ عقبةَ ، وأميةَ بنِ خلفٍ ، وعقبةَ بنِ أبي مُعَيطٍ (وذكر السابعَ ولم أحفظْه) فوالذي بعث محمدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالحقِّ لقد رأيتُ الذين سمَّى صَرْعى يومَ بدرٍ ، ثم سُحِبوا إلى القَليبِ ، قليبِ بدرٍ” .

وكما شهد عام الحزن وفاة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها (وما أدراك من خديجة) ، شهد كذلك رفض أهل الطائف دعوته ، وسبوه وآذوه ، وأَغْرَوْا به سفهاءهم فرَمَوْهُ بالحجارة حتى دَمِيَتْ قدمه الشريفة ، فما زاد على الدعاء “اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي ، وَقِلَّةَ حِيلَتِي ، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، أَنْتَ رَبُّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبِّي ، إِلَى مَنْ تَكِلُنِي، إِلَى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي أَمْ إِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي ، إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ عَلَيَّ غَضَبٌ فَلاَ أُبَالِي…” . وأخبر صلى الله عليه وسلم “… فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ، ثُمَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ . فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لاَ يُشْرِكُ بِه شَيْئًا” . فعاد إلى مكة حزيناً كسير النفس لم يدخلها إلّا في جوار مشرك (مطعم بن عدي) .

في هذه الظروف العصيبة والمحن المتلاحقة جاءت معجزة الإسراء والمعراج تثبيتاً له صلى الله عليه وسلم ، ومواساةً ، وتكريماً وسكينةً ، وتشريفاً ، ومنحةً ربانيَّةً تمسح الأحزان .
*

صليت عليك جزيل ثم السلامِ
يتنامى في كل آن عدد الأيامِ
ابن أب كساوي أحمد ليكم خدّامِ
المختار عليك رجز يا أب قدراً سامي .
*
اللهم أكرم عبدك سيد حامد غاية الإكرام ..
وصلّ وسلم وبارك على حبيبك صاحب الإسراء النبي الغالي .

Comments (0)
Add Comment