ربع مقال… د. خالد حسن لقمان… الترابي ..فتيً أخلاقه مثل

الزرقاء ميديا

. . لن يستطيع أحد أياً كانت درجة خصومته أو عدم اتفاقه مع الشيخ الراحل الدكتور حسن الترابي الذي صادف الخامس من مارس الماضي الذكرى السادسة لرحيله .. أن ينفي بأن الرجل قد مثل حجر الزاوية وقطب الرحى في الساحة السودانية على وجهها السياسي والاجتماعي وبالتالي الفكري والثقافي خلال نصف قرن كامل من الزمان عبر تأثيره البالغ على وجه بل و(متن) الحياة السودانية والإقليمية وربما العالمية من حولها .. فهكذا يقدر الله للأمم والأوطان أن يندفع وميضاً من بين ركامها المعتم ليحدث بحركته وفكره هالة عظيمة من الضوء والتوهج فتنجذب إليه القلوب وتنتبه إليه العقول و الراحل الترابي كان بجهده الذي آمن به وسعى إليه وعاش من أجله بإيمان كامل ويقين راسخ متحملاً كل تبعات ما يفعل تضييقاً وتنكيلاً وحبساً وسجناً طوال مراحل حياته شاباً ورجلاً و كهلاً وشيخاً طاعناً هو هذا الوميض المتوهّج الذي أنار للشباب طريقهم وللنساء دربهم فأخرج من هؤلاء العابدات الطاهرات والعاملات في كل ضروب الحياة بمثل ما أخرج من أولئك رجالاً شهباً مضيئة أزكاهم وأطهرهم في سبيل دعوة الحق التي لا تموت ولا تحول إلى (منظمات) ولا تضم إلى تنظيمات (خربة تائهة) فتحت أبوابها لشذاذ الآفاق وسفهة المدينة و حراميي الخزانة العامة.. حياك رب الحق وأنت في ملكوته الأبدي يا شيخ حسن وأجزل لك العطاء بمثل ما أعطيت واجتهدت و رحمك الله إمام علي الشيخ حين شدوت :

فتى أخلاقه مثل
وملء ثيابه رجل
يعج الحق في دمه
ويزحم صدره الأمل
تراه الصبح مبتسماً كأن حياته جدل..
ينم سلوكه عنه ويتبع قوله العمل ..
وإن دارت معاركها فلن يتزحزح الجبل ..

Comments (0)
Add Comment