العميد ركن د. عبد الملك الرزم _ الأكاديمية العليا للدراسات يكتب :
التكتم على أجندة الزيارة
التكتم الشديد على أجندة زيارة البرهان للإمارات أتاح الفرصة للتكهن بأن الزيارة تهدف لإعادة حمدوك رئيسا لمجلس الوزراء وإنجاز تسوية سياسية مع المجلس المركزي للحرية والتغيير ، وهذا الأمر مستبعد تماما وغير ممكن لا في الوقت الحالي ولا لاحقا ، لأن هذه مرحلة ولت ولن تعود وتغيرت بعدها معطيات كثيرة ، لا ننفي أن الحرية والتغيير سعت للتقارب مع العسكريين عبر وساطة سعودية واماراتية لكن هذا الأمر تم تجاوزه ، ومرت مياه كثيرة تحت الجسر .
فزيارة الفريق أول البرهان رئيس مجلس السيادة لأبوظبي بصحبة مدير المخابرات ووزيري المالية والخارجية ، أجندتها في نوعية الوفد الذي رافق الرئيس ، فهي غير معنية بمناقشة ملفات السياسة الداخلية وإمكانيات المحاصصة مع أطراف تجاوزتها المرحلة ، وإنما تهدف الزيارة لتقوية وترسيخ البنية السياسية القائمة عبر تعزيز العلاقات الثنائية واتخاذ موقف (براغماتي) من الوضع الدولي الراهن الذي نشأ بعد الغزو الروسي لأوكرانيا وإستقطاب الدعم الإقتصادي لمجابهة الموجة المقبلة من المظاهرات التي قد تنشأ لا رغبة في إزاحة العسكر عن الحكم وإنما بدافع الجوع القادم بسبب شح الإمداد العالمي من القمح والوقود ، لذلك هذه الزيارة أكبر من أن تكون لإعادة حمدوك وحاضنته للحكم والذين يعتقد بعض السودانيون أن بيدهم عصا موسى لإصلاح الإقتصاد السوداني .