*حسن إسماعيل يكتب … مقالات فى الذكرى الثالثة للخيبة*

– فى النصف الثانى من التسعينات ارتفع صوتنا النقدى للتجربة الحزبية القائمة التى تقود المعارضة ضد الإنقاذ وكان هدف ذياك النقد هو تقويم التجربة الحزبية و( المساهمة ) فى إصلاحها….كنا نقول وأرشيف كتاباتنا واحاديثنا فى المنتديات موجود …إن الأحزاب السياسية التى تستلف بندقية الحركة الشعبية لإسقاط الإنقاذ تؤذى نفسها أذية بالغة فالواقع أن بندقية قرنق هى التى ستوظفها وتعتمدها عندها (كشغيلة باليومية) وقد كان …حقق قرنق اهدافه وجلس مع الإنقاذ فى مفاوضات ثنائية برعاية دولية ثم شاركها السلطة وكتابة الدستور ثم انفصل الجنوب بإحسان وظلت هذه الأحزاب تتلفت وهى تبحث عن العائد من خدمة أجندة قرنق ( الطويلة الممتازة )

ّ- قلنا أن إعتماد الأحزاب على اموال وتخطيط (مادلين اولبرايت) فى إسقاط الإنقاذ سيجعلها تهمل بناء نفسها وتطوير ادوات قوتها الذاتية..اقترابها من أولبرايت سيبعدها عن جماهيرها وعن محيطها الحيوى وتتحول قيادات تلكم الأحزاب إلى سكرتاريا نشطة فى مكتب القادة الغربيين
– وقلنا أن إسراف المعارضة فى إنتاج خطاب إعلامى مبالغ فيه وغير موضوعى سيجعل حمولة ذلك الخطاب عبئا ثقيلا فوق ظهر هذه الأحزاب..وقد كان …
ّ- وقلنا ان اعتماد المعارضة على الخارج لإسقاط الإنقاذ سيجعلها عاجزة عن إدارة شؤون الحكم بعد ذهاب الإنقاذ…. يشهد الله كانت هذه هى نصائحنا لأحزاب الغفلة وهذا ماتحقق حرفيا ..أصبحت هذه الأحزاب النطيحة مثل الفتاة (العبيطة) التى لم تتعلم فى بيت أمها وخرجت إلى الحياة الزوجية بشهادة عجز كبيرة وفشل وتخبط لاتنتطح فيه عنزان
ـ الأحزاب التى استلفت بندقية قرنق وعبدالواحد لإسقاط الإنقاذ اضطرت لاستلاف قرارات اللجنة الأمنية للبشير لإنجاح الإعتصام ثم احتاجت لاستلاف بندقية الدعم السريع للصعود إلى الحكم واضطرت لاستلاف توقيع حميدتى على (الوثيقة الدستورية) ثم بعد كل هذا عجزت عن حل مشكلة الرغيف والغاز واستدامة الكهرباء …ثم عجزت عن حماية كراسيها فحملها الشق العسكرى إلى المعتقلات كما تحمل أكياس النفايات خارج البيوت تشيعهم سخرية حميدتى ..(هو انتو بجلابيتكم الواحدة دى البعرفكم منو؟) بل ومن هوانها أصبح حميدتى يهددها بالانتخابات وهى تصرخ كما يصرخ الصبية من رسومات ( ام بعلو) !!
ـ سيرة هذه الأحزاب تقول انها كانت عالة على أمريكا وأوروبا ثم عالة على قرنق ، ثم عالة على حميدتى …ولم تعل نفسها يوما واحدا ..
ّـ لم تكتف هذه الأحزاب بالسقوط السياسى وهى تستلف بندقية قرنق مرة وبندقية حميدتى مرة أخرى بل سقطت أخلاقيا أيضا فى محطتين …مرة وهى تسرق قضايا عموم الشعب وتطلعه لحياة أفضل فسخرت هذا لمصلحة تكبير حلقومها ثم انهزمت هزيمة ساحقة فى الحفاظ على هذه التطلعات وتحقيق هذه الأحلام بل إنها حققت ماهو عكسها حتى أصبح الترند اليومى ( يابشة خلاص معليش ) ( وياأخوانا سوقوا عمر البشير واطلبوه فى برنامج المسامح كريم ) … أما السقوط الأخلاقى الأكبر فهو هذا الإتجار البغيض والقمئ بدماء البسطاء ومحاولة سرقته على الدوام للعودة لكراسى الحكم
ـ هذا الحبل الطويل من الفشل والتراكم الثقيل من الإخفاق جعل ظهر هذه الأحزاب عاريا ومكشوفا أمام الجماهير فأصبح هتاف الناس العفوى هو ( ياأحزاب كفاية عذاب ) ثم ما إن ترى هذه الجماهير قياديا وسط مظاهراتها إلا وتقوم ( بسكه ومطاردته ) مطاردة الأرانب !!!
ـ أما أسئلة ( موية النار ) التى سنسكبها على وجه هذه الأحزاب فتسلخه …فهى .. هل …. تستطيع هذه الأحزاب نشر كشوفات عضويتها ؟ وهل تستطيع ان تنشر برامجها السياسية ؟ (البرامج ) لا الهتافات !! وهل تستطيع نشر مصادر تمويلها؟؟ وهل تستطيع أن تحصى لنا عضويتها التى هجرتها وغادرت محطتها أو قدمت استقالاتها؟
ـ هل لهذه الأحزاب عضوية منتظمة وملتزمة بسداد الإشتراكات ومن ثم تشترك فى صياغة توجهات الحزب الفكرية والسياسية
ـ هل لهذه الأحزاب مراكز قياس رأى تعرف عن طريقها توجهات الرأى العام ؟
ـ من فى هذا الأحزاب قام بحفر بئر فى مناطق نفوذه أو ( زيرين سبيل ) للسابلة ؟؟
ـ وهل منها من تبرع بماكينة غسيل كلى من هبات وعطايا دول الخليج؟ …..ولكن كيف والله طيب لايقبل إلا طيب …
ـ أما بعد فهذه أسئلة نطرحها فى الفضاء العام يجيب عليها كل من يأنس فى نفسه الكفاءة …فقط (غلمان) يزيد بن معاوية و(خصيان) ولادة بنت المستكفى ( يمتنعون) !!
ـ أعزائى شباب السودان الممتلئ بالحماسة … فإن جماع الإجابات على هذه الأسئلة يصلح أن يكون إطارا لبناء أحزاب جديدة ، احزاب معافاة من أخطاء الماضى وسقطات التاربخ ، احزاب لايسرقها السادة الزائفون ولا الدهريون الجدد ، أحزاب برامجية طليقة التفكير، معافاة الوجدان، تتفق وتختلف على بصيرة لبناء الوطن ….

نواصل

Comments (0)
Add Comment