توهان و حيرة .. و أرض السمر تخطف الأنظار .. !!
.. بمرور سريع على قنواتنا الفضائية خلال اليومين الأولين من شهر رمضان المعظم لم أجد جديداً يذكر يمكن أن نقول عليه جديداً ومبتكراً .. الحال كما هو، بل ازداد (درناً) و(طيناً) .. برامج الأغاني الصارخة الماجنة هي المشترك الأعظم في أكثر أوقات البث أهمية في الخارطة البرامجية باعتبارها تمثل ذروة المشاهدة وهو أمر لا أدري من الذي رسخه في العقلية المنتجة لمثل هذه البرامج ومن الذي زرعه في أذهان أصحاب هذه القنوات ومالكيها والتي عدد مقدر منها يحسب الآن للحكومة والآخر قريب منها .. من قال لهؤلاء أن قمة الإمتاع للمشاهد السوداني في رمضان تتمثل في مشاهدته للأغاني .. ؟ .. هل هنالك دراسة .. أو حتى مسح عام لمزاج الغالبية العظمي من قطاعات المجتمع السوداني يؤكد هذا.. ؟ .. ولكن المدهش الذي استوقفني خلال تجوالي (الريموتي) هذا أن وجدت تلفزيون السودان القومي (الأب البايولوجي لكل القنوات السودانية) قد اتجه هذا العام اتجاهاً آخر بعرضه لسلسة (أرض السمر) الوثائقية في نسختها الجديدة للعام 2022م .. وذلك في توقيت ذهبي (عقب نشرة الأخبار الرئيسية) والذي تعرض فيه القنوات الأخرى أهم برامجها وبالتأكيد وعبر عرضه لهذه السلسلة المدهشة في هذا التوقيت، فقد كسب التلفزيون القومي هذه الدورة الرمضانية في أكثر ساعاتها أهمية على الإطلاق ويكون بذلك قد حرر نفسه من هذا القالب الترفيهي الضعيف والفارغالمحتوي عبر هذه السلسلة الوثائقية الفريدة التي قلبت المشهد التلفزيوني رأساً على عقب كما قال بذلك بروفيسور “علي شمو” خبيرنا الإعلامي الكبير.. إذاً مبروك تلفزيون السودان الذي يبث هذه السلسلة و قد كسب بها الجولة بذكاء يحسد عليه عبر قراءته السليمة والمواكبة لمستجدات الوضع السياسي الراهن بانعكاساته القوية على الوضع والحال الاجتماعي بالبلاد .. مبروك تلفزيون السودان ومبروك مخرجنا العالمي “سيف الدين حسن” منتج ومخرج هذه السلسلة المدهشة وفريقه الفني والبرامجي ..