لقد كانت حلقة يوم الخامس من شهر رمضان من برنامج أغاني واغاني في علي قناة النيل الأزرق تقديم الأستاذ مصعب الصاوي مميزة للغاية حيث صدح فيها الكراون عاطف السماني برائعة الراحل الأستاذ حمد الريح ( الي مسافرة) والتي قدمها الكروان بشكل يصعب علي اي فنان اخر ان ياتي بافضل منه فقد تعملق عاطف السماني في الأداء حتي كاد يطفئ اداء صاحب الأغنية الحقيقي
لقد كان عاطف السماني بالامسوهو يغني مثل راهب ينشد تراتيل العشق الإلهي في محراب الحب والجمال كان انشاد طروب لو استمع اليه الطير في عنان السماء لسجد و هو طائر من فرط الاعجاب و لو مس منه طيف عالم الأحلام لصارت حقيقة ،
لقد كان الكروان عاطف السماني بحلقة الأمس متفرد في كل شي مثل شلال من ضياء طفاء بريق الاخرين ،
أن الساحة الفنية كانت طوال السنوات الماضية تفتقد إلي إبداعات الكروان عاطف السماني والذي شكل غياب امتد إلي سنوات و كنا نظن ان سبب ذلك الغياب الطويل هو باختياره ولكن كانت المفاجاة ان أسباب ابتعاده ترجع الي عدم اهتمام الإعلام أو بأسباب تختص بعدم الطلب وفي اعتقادي ان ذلك يرجع إلي عدم اهتمام الدولة برعاية المبدعين عبر إقامة مهرجانات سنوية للفن و الثقافة تتاح فيها فرص للمشاركة للجميع علي غرار مهرجانات الثقافة التي كانت تقام في عهد الرئيس الراحل جعفر محمد النميري فالفن يُعتبر واحداً من أهمّ عناصر و مظاهر أيّ نهضة حدثت، وتحدث، و ستحدث على هذه الأرض، فهو الوسيلة المؤثّرة و القادرة على إظهار ما لدى الشعب من ثقافة، وتحضّر، و أخلاق رفيعة، وقيمٍ، و مثل عُليا؛ فهو يعمل عمل المرآة تعكس واقع وحال البلاد والعباد فأيّ حضارةٍ عظيمة ستُنتج فنوناً عظيمة خاصّة بها، و العكس حتماً صحيح. ولا يمكن للفنّ أن يزدهر، أو أن ينمو، دون أن تتوفّر البيئة الحاضنة للإبداع، والمبدعين، والتي تُساعدهم، وتأخذ بأيديهم لإحداث نهضة فنيّة حقيقيّة في المجتمع، تُساعد على السموّ بالنفوس الإنسانيّة، و إيصالها إلى أعلى مراتب الأخلاق، و تهذيب النفس. و بسبب مايحدث من معاناة لأهل الفن و الأبداع في السودان هجر العديد منهم البلاد بحث عن أماكن أخري تقدر قيمة الفن فصدق فيهم قول السيد المسيح عندما قال ( لا كرامة لنبي في قومه) هي عبارة تعني أن الشخص لا يلقى الاحترام و التقدير من قومه بل من الآخرين أو كما قال أبو الفرج بن الجوزي على بحر المتقارب
:عذيري من فتية بالعراق … قلوبهم بالجفا قلب
يرون العجيب كلام الغريب … و قول القريب فلا يعجب ميازيبهم إن تندت بخير … إلى غير جيرانهم تقلب
و عذرهم عند توبيخهم …أن مغنية الحي ما تطربو
بدون شك أن الكروان عاطف السماني فنان يستحق كل تقدير و اهتمام فهو مغني تم اكتشاف موهبته و هو في عمر صغير جدا حيث كان يبلغ عمره حوالي العشر سنوات فقد شارك الفنان المغني الموهوب عاطف السماني في العديد من الأغاني التي كان لها معنى جميل وأنيق، يجعل من المستمع يشعر و كأنه يعيش لحظات الأغاني بالتفصيل و ظهر عاطف السماني في وقت كان الغناء فيه صعب للغاية في أواخر تسعينات القرن الماضي كان حينها مطرب الشباب الراحل محمود عبد العزيز ملك للساحة الفنية بدون منازع بجانب اصوات شابه مثل الراحل نادر خضر و وليد زاكي الدين و عصام فرفور و جمال فرفور و مصطفي حمزة و رغم تلك المتاريس الفنية تمكن الكروان عاطف من شق طريقة بقوة وسط هولاء العمالقة و اليوم لم يعد في الساحة الفنية صوت يستحق الاستماع إليه مع كامل الاحترام لبعض المحاولات المحدودة في عالم الغناء و لكنها لا ترقي إلي مستوي الفن الأصيل من الزمن الجميل و لكن برجوع الكروان عاطف السماني عادت العافية للفن الجميل
لقد كانت مشاركة عاطف السماني إضافة كبيرة لبرنامج أغاني واغاني في ظل رحيل الأستاذ السر قدور الذي كان يعتبر العمود الفقري للبرنامج وقد كان لسان حال الكروان عاطف السماني و هو يصدح بالأمس برائعة الراحل حمد الريح ( إلي مسافرة ) كأنما ينعي لنا الراحل السر قدور
💫💫💫💫💫
حليلو قال سايب البلد ياحليلو كيفن نسيبو يروح بعيد في رحله مجهوله الامد يحليلو …..كل العمر كان لحظه واحدة نشوفو والشوق يتقد نسكر نغيب من لطفو من دلو الحبيب من لونو من كرز المغيب الرامي محلو الثمر في شفايفو زي ياقوت ندر في شكلو زي نص القمر انت مثير مخلوق عشان احلي الثغور اشواقنا تتعطر تطير من نفحه من مجري العبير من لفته من جيدو النضير من لفظه من ثغرو المثير بيهو القلوب كم تاتمر لومره سيد الناس امر بي نظره بتذوب حجر بي بسمه بتطول عمر ياحليلو
علاء الدين محمد ابكر alaam9770@gmail.com