الخبز.. رغم انخفاض الدقيق تبقى الأسعار

اتحاد المخابز: الزيادة في الغاز، الكهرباء، الجبايات لها تأثير على أسعار الخبز
محلل اقتصادي: الحكومة يجب أن تفعل الدور الرقابي على المخابز
صاحب مخبز: تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على سوق القمح العالمي باتت هي المشكل الأكبر

اسبتعد أصحاب مخابز تراجع أسعار الخبز بعد انخفاض أسعار دقيق المطاحن مؤخراً، لجهة أن مدخلات صناعة الخبز تضاعفت هي الأخرى، وبحسب خبراء اقتصاديين فإن المعادلة غير متكافئة نسبة لعدم تراجع يذكر في أسعار غاز المخابز والمدخلات الأخرى مع ارتفاع تكلفة العمالة في المخابز مقارنة بالسابق، والشاهد أن حالة من الفوضى بعد انخفاض أسعار الدقيق مؤخراً بدأت تجتاح أسعار الخبز والتي ما زالت مستمرة، ورغم الاستقرار النسبي في أسعار الصرف هذه الأيام يبدو أن الأسعار القديمة باقية كما في السابق، ويعتبر اقتصاديون أن عدم تحريك الجهات ذات الصلة نحو مراجعة أسعار الخبز ينذر بوجود كارثة اقتصادية خاصة توقف حماية المستهلك في خانة التفرج على ما يحدث من فوضى في الأسعار التي يخشاها المستهلك.
انخفاض الدقيق
وقبل يومين أعلنت المطاحن عن انخفاض في أسعار الدقيق، من 30 ألف جنيه للجوال 50 كيلو إلى 26 ألف جنيه، وذلك تماشياً مع انخفاض واستقرار سعر الدولار.
ويشير مراقبوان إلى أن تخفيض أسعار الدقيق من المطاحن دخل يومه الثاني، حيث كان التخفيض الأول الأسبوع الماضي من 34 ألف جنيه للجوال إلى 30 ألف جنيه، ومقابل ذلك لم تخفض المخابز أسعار الخبز للمستهلك، إذ استمرت أسعار الخبز في ارتفاع مستمر وصلت إلى 50 جنيه لقطعة الخبز في العديد من المناطق، وانتقد اقتصاديون غياب الرقابة الحكومية على المخابز، مشيرين إلى أن قطعة الخبز زنة 60 جرام مفترض تباع بسعر 35 جنيه في المخبز، شامل 15% أرباح لصاحب المخبز، وقطعة الخبز زنة 50 جرام مفترض تباع بسعر 30 جنيه، أيضاً شامل 15% ربح لصاحب المخبز، وطالب اقتصاديون ومستهلكون بتفعيل دور حماية المستهلك والدور الرقابي لوزارة التجارة والتموين واتخاذ إجراءات بتحديد أسعار وأوزان الخبز وحماية المستهلك بما يخفف من ارتفاع تكلفة المعيشة.
التوقيت المناسب
في وقت استبعد فيه عدد من أصحاب المخابز بولاية الخرطوم، عدم تراجع أسعار الخبز نتيجة لانخفاض أسعار دقيق المخابز، يقول حسن أدروب صاحب مخبز لـ(اليوم التالي) إن التراجع لم يكن في مثل هذا التوقيت بالمناسب، وأرجع ذلك لانخفاض أسعار القمح، وقطع بأن تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على سوق القمح العالمي باتت هي المشكل الأكبر وكذلك على السوق الداخلي.
غاز المخابز
وقلل عيسى صلاح ـ عامل بأحد المخابز ـ بولاية الخرطوم، من حدوث انخفاض في أسعار الخبز بالخرطوم، ونوه إلى تراجع الطلب عليه نسبة لضعف القوة الشرائية في شهر رمضان المبارك، وأردف قائلاً: إن ثبات أسعار الخبز بالرغم من تراجع الدقيق يعود لعدد من العوامل والتي من بينها ندرة وغلاء غاز المخابز وزيادة أسعار الخميرة والكهرباء وبالتالي لا أتوقع أن تتراجع أسعار الخبز بسبب انخفاض أسعار دقيق المطاحن فحسب وإنما هناك عوامل أهم بالنسبة لأصحاب المخابز – على حد قوله.
نفخ ساي
يقول صاحب مخبز جنوب الخرطوم، فضل عدم ذكر اسمه، وردتنا أنباء عن انخفاض في أسعار دقيق بعض المطاحن، وأوضح في تصريح لـ(اليوم التالي) إن بعد الانخفاض بلغ سعر جوال دقيق الخبز 50 كليو ما بين 26 إلى 28 ألف جنيه وبحسب دقيق المطاحن، أبان: لا يوجد أي مبرر للارتفاع السابق في أسعار الدقيق، ومضى قائلاً: (لما زادوا الأسعار كان نفخ ساي) واستبعد صاحب المخبز أن تنخفض الأسعار بسبب انخفاض الدقيق وحده، مضيفاً أن هناك مدخلات أصبحت أسعارها متضاعفة يوماً بعد الآخر.
تجمع المخابز
في وقت أعلن فيه عصام عكاشة الناطق باسم تجمع المخابز، عن اتجاه لمراجعة تكلفة صناعة الخبز لتتماشى مع انخفاض أسعار الدقيق الأخيرة، وقال في لسونا، إن نزول الدولار له تأثير إيجابي على أسعار الدقيق بالتالي أسعار الخبز، وأشار للانخفاض الذي طرأ على أسعار الدقيق اعتباراً من أمس حيث وصل سعر الجوال زنة 50 كيلو إلى 26 ألف جنيه بدلاً عن 30 ألف جنيه، وأضاف أنه بموجب انخفاض أسعار الدقيق يكون هنالك انخفاض في أسعار الخبز، وقال إن الزيادة في أسعار الغاز، الكهرباء، الجازولين، المياه، الجبايات والعمالة لها أيضاً تأثير على أسعار الخبز.
الجشع المستمر
يقول المهتم بالشأن الاقتصادي عثمان النور إن أي انخفاض في أسعار أحد مدخلات صناعة الخبز دائماً ما تكون طفيفة خاصة في أسعار الدقيق والخميرة والغاز، وقال إن تعويضها من إنتاج المخابز بجعل سعر قطعة الخبز بـ50 جنيه تعتبر مبالغة كبيرة، ومضى قائلاً: هذا امتداد لجشع جديد من أصحاب المخابز، معرباً عن أمله أن يحدث تراجع في أسعار الخبز بعد انخفاض أسعار الدقيق مؤخراً، وذكر في حديثه لـ(اليوم التالي): بهذا الجشع المستمر سيعاني الكثيرون إن لم يتم تدارك الأمر.
انعدام الجودة
اعتبر أستاذ الاقتصاد بعدد من الجامعات بالممكلة العربية السعودية والمحلل الاقتصادي دكتور محمد عيد كليس أن الخبز من السلع الضرورية التي تعتمد عليها شريحة كبيرة من السكان في السودان، وأبدى أسفه قائلاً: في حديثه لـ(اليوم التالي) إن صناعة الخبز في السودان تشهد تلاعباً كبيراً يكمن في السمسرة والغش في الأوزان والأحجام وانعدام الجودة، إضافة إلى انعدام الرقابة، وطالب أصحاب المخابز بضرورة مراعاة السوق خاصة أن القمح سلعة استراتيجية قابلة للارتفاع أو الانخفاض وبالتالي من الأنسب أن تجري مراجعة للأسعار بأسرع ما يكون.
الدور الرقابي
فيما يرى الخبير الاقتصادى الدكتور عبدالله الرمادي أن تراجع أسعار دقيق القمح إحدى البشريات في شهر رمضان المبارك، وأضاف: هذا ما كان متوقعاً أن يحدث، وقال لـ(اليوم التالي) ستشهد أسعار القمح انخفاضاً كبيراً في الفترة القادمة، ورهن ذلك نسبة لزيادة الإنتاج لمحصول القمح في هذا الموسم، لكنه أبدى أسفه لعدم تدخل الحكومة لعملية ضبط جودة الدقيق وكذلك حتى صناعة الخبز، وتابع: هذه هي مسؤولية الحكومة على حد قوله، متمنياً أن لا نتفاجأ في مقبل الأيام بحدوث أي زيادة جديدة في أسعار الخبر لأن الواقع لا ينذر بذلك، وحث الحكومة على ضرورة أن تفعل الدور الرقابي على المخابز بأسرع وقت ممكن.

Comments (0)
Add Comment