رمضان وزمان الخلاعة والبلادة

د. خالد حسن لقمان

أذكر أنه وفي سنوات خلت كانت كل مظاهر الحياة لدينا تبدأ ومع اقتراب شهر رمضان الفضيل في الإعلان الصريح عن اقتراب هذا الزائر الاستثنائي الكريم، ولم تكن رائحة الحلو مر (الذي بدأ هو نفسه يمارس حياءً فاضحاً) هي وحدها ما تعلن عن ذلك، حيث كانت المساجد تبدأ في تقديم الدروس المتصلة بفقه الصيام، بل إن الدولة في عهد الرئيس السابق جعفر نميري (طيب الله ثراه) كانت تقوم بدور كبير جداً في تهيئة المساجد وصيانتها ومدها بالمصاحف والكتب الدينية، كما تقوم باستجلاب علماء من كافة أنحاء العالم، خاصة من الأزهر الشريف، وبعض من علماء المغرب العربي والجزيرة العرببة للمشاركة في تهيئة المجتمع للدخول في فضيلة هذا الشهر الكريم، وكثيراً ما كان الناس يشاهدون قبيل رمضان ( حتي خلال السنوات القريبة الماضية ) العلماء بالجلباب والعباءة والطربوش الأحمر، كما كانت تقوم اجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية في تقديم برامج خاصة تهتم بفترة ما قبيل دخول شهر القرآن الكريم، تتناول كل ما يتصل بفقه العبادة وأصل التشريع والسنة النبوية .. هكذا كان الحال يوم كنّا حاضرين في ديننا و عقيدتنا، أما الآن فحدث ولا حرج .. لا شئ البتة يشعرك بقرب هذا الشهر الكريم سوي شئ متناثر هنا وهناك عن برامج الغناء والليالي الماجنة بأهل القاع والعياذ بالله .. !!.. وهذا المشهد لا يشملنا نحن فقط هنا ولكنه علي مساحتنا الاسلامية والعربية باتساعها يبدو واضحاً وجلياً فحتي المسلسلات التاريخية الاسلامية غابت بفقر و عوز المراكز المنتجة لها وحل محلها الدعم اللامحدود لبرامج الغناء والرقص السافرة و برامج المسابقات التافهة المضمون و البلهاء في افكارها و ( العبيطة ) في تكنيكها الاخراجي و حبكتها الدرامية والترفيهية .. اللهم لا تؤاخذنا بما فعل ويفعل السفهاء منا إنك حليم كريم لطيف بعبادك ..

Comments (0)
Add Comment