هل سيترك المبعوث الأميركي الخاص إلى منطقة القرن الإفريقي منصبه

كشفت تقارير صحافية أنّ المبعوث الأميركي الخاص إلى منطقة القرن الإفريقي ديفيد ساترفيلد، سيترك منصبه قبل الصيف المقبل. وأفادت المصادر أنّ نائبه بيتون كنوف سيصبح القائم بأعمال المنصب. وكان ستارفيلد قد قطع آخر زيارة له للسودان على نحو مفاجئ، وقالت السفارة الأمريكية في الخرطوم وقتها، أن المبعوث ستارفيلد غادر الخرطوم على وجه السرعة لأسباب خاصة به وسيعود في أقرب وقت ممكن.
يذكر أن ساترفيلد كان قد شغل منصب سفير للولايات المتحدة في تركيا، كما عمل مساعداً لوزير الخارجية بالوكالة لشؤون الشرق الأدنى بين عامي 2017م و2019م. وبين عامي 2009م و2017م تولى ساترفيلد منصب مدير عام مراقبي القوة المتعددة الجنسيات في شبه جزيرة سيناء. وعمل قبل ذلك منسقاً لشؤون العراق وكبير مستشاري وزير الخارجية ونائب رئيس البعثة الأميركية إلى العراق ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى وسفيراً للولايات المتحدة لدى لبنان.
وقبل ستارفيلد غادر المبعوث الأمريكي لشؤون القرن الأفريقي جيفري فيلتمان، الذي عاصر قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر التصحيحية وسعى بكل ما أوتي من قوة لمناهضتها وإفشالها. ورصدت وسائل الإعلام المحلية والعالمية تصريحات لجيفري تحدث فيها عن ضرورة تراجع المكون العسكري في السودان عن القرارات وإعادة الدولة المدنية حسب وصفه. وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن فيلتمان سيغادر منصب المبعوث لكنه سيواصل تقديم المشورة في وزارة الخارجية، وأنه سيعمل عن قرب معه ومع مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، مولي في.
وأثار التغيير المتكرر في الفريق الأمريكي المختص بشؤون القرن الأفريقي شكوكاً بخصوص إلتزام إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه المنطقة، لا سيما في وقت تواجه خلاله أزمات أخرى في السياسة الخارجية. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن منطقة القرن الأفريقي تظل أولوية مطلقة، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وقال خبراء ومحللون سياسيون أن تعيين 3 مبعوثين لأمريكا في منطقة القرن الأفريقي والسودان في أقل من عام تدل على سياسة التخبط والعشوائية التي تتعامل بها واشنطن مع الملف الخطير. وأكد الخبراء أن السياسة الأمريكية تجاه السودان مرتبكة تماماً، خاصة بعد أن فقدت حلفاءها داخل الحكومة بضربة قاصمة بعد أن أعدتهم لسنوات طويلة لإدارة المشهد في السودان. إلى جانب دخول روسيا والصين كحلفاء صادقين في السودان والمنطقة مما صعب على أمريكا بسط نفوذها الذي يعتمد على سياسة التهديد والوعيد والوعود الزائفة.
وتوقع الخبراء أن تصيب (لعنة السودان) مبعوثي أمريكا لأنها لا تريد الخير للشعب السوداني وتسعى لتحجيمه وتقزيمه والسيطرة عليه ونهب ثرواته بدون تقديم أي شئ مقابل ذلك. وأكد الخبراء أن كنوف سيلحق بفيلتمان وستارفيلد ومن يأتي بعدهم، لأن الخطة معدومة والرؤية غير واضحة. مشيرين إلى أن فزاعة أمريكا وتخويفها للعالم وتصويرها بأنها الأفضل إنتهت بعد أن تكشفت سياساتها ووعودها لدول العالم، مدللين على ذلك بما حدث في أفغانستان وأوكرانيا الذين خدعوا شعوبهم بأنهم معهم وتخلوا عنهم مع أول طلقة رصاص وقنبلة دخان.
من جانبه أكد المحلل السياسي محمد سعيد أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تملك خططا للسودان غير التضليل وإثارة الفتن وزعزعة الأوضاع وفرض سياستها الخاصة كما حدث في زمن رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك. وقال محمد أن إستقرار الأوضاع في السودان غير مرضي لأمريكا لذلك فهي تبحث بإستمرار عن من يهندس لها زرع الفتنة والفرقة والشتات في السودان وهي دوما على عجلة من أمرها مما يوقعها ويوقع مبعوثيها في الكثير من المزالق والأخطاء، فينعكس ذلك سلبا على سياساتها الكلية في السودان ومنطقة القرن الأفريقي.

Comments (0)
Add Comment