نميمة المحاميين “شوكت” و”أبوبكر عبدالرازق” -إن صحت نسبة الحديث لهما – استغلها سياسيون وناشطون من اتجاهات مختلفة وتم شحنها بـ(حمولة سياسية) زائدة ، لأغراض و أجندات مختلفة ، مع أنها حادثة فردية معزولة ، ويحدث مثيلها كل يوم في كثير من بيوت السودانيين وجلساتهم الخاصة (التعبير العنصري بأشكال مختلفة). وينبغي محاسبة ومحاكمة هذا السلوك العنصري القبيح لنوقف هذه المفردات من التداول في مجتمعنا ونحصّنه ونقوي لُحمته وتماسكه.
أما (سب الدين) فتلك كبيرة عند عموم أهل السودان ويعاقب عليها القانون الجنائي.
لكن العنصرية موجودة في كل مكان و لن تنقرض بسهولة ، وتحتاج لعمل وجهد كبير ، وليس استغلال سياسي لإدانة حزب و كيان سياسي باعتبار أن المحامي القائل (كوز) !!
أنا شخصياً لم أسمع باسم هذا المحامي المنسوب له القول من قبل ، فلا هو قيادي في المؤتمر الوطني ولا هو كادر وسيط ، فمهنة الصحافة تجعلك تعرف وتتعامل مع أسماء كوادر سياسية لا عد لها في مختلف الأحزاب ، فلا أدري على أي أساس تمت نسبة المحامي موضوع القضية لتنظيم الإسلاميين ونحن نعلم أن محاميين من توجهات سياسية مختلفة يترافعون عن المتهمين في قضية مدبري انقلاب الإنقاذ.
وقبل سنوات ، كان المحامي “نبيل أديب” رئيس اللجنة القانونية لقوى الحرية والتغيير يترافع في المحكمة عن مدير جهاز الأمن والمخابرات الأسبق الفريق “صلاح قوش” وكان رئيس هيئة الدفاع عنه ، فهل كان “نبيل أديب” (كوز) ؟!
دعوا هذا التسطيح في العمل السياسي أعزائي (القحاتة).
العنصرية موجودة في كل مكان بالعالم ، موجودة في بريطانيا أم الحريات و مهبط الديمقراطية ، فقبل شهور قرأنا وسمعنا بحادثة الوزيرة و النائبة “نصرت غني” وهي بريطانية من أصول باكستانية ، كشفت أن حزبها (المحافظين) استبعدها من منصب وزير دولة للنقل لأسباب عنصرية و قالت إن مسؤولاً بالحكومة أبلغها (أن زملاءها في الحزب غير مرتاحين للتعامل معها) ، وأثبتت ذلك في محاضر مجلس العموم البريطاني (البرلمان) !!
في أمريكا ، ولاية منيسوتا ، عام 2020م ، فُجع العالم كله بحادثة المواطن الأمريكي “جورج فلويد” الذي داسه شرطي أمريكي أبيض تحت (البوت) وكان “فلويد” يصرخ حتى الموت : I can’t) breathe).
أهلنا الظرفاء (الحلفاويين) عشيرة المحامي “شوكت”، يعتقد بعضهم أن الشماليين جنوب حلفا (سودانيين) ، بينما هم نوبيين فراعنة ، وعندما يصلهم قطار الخرطوم يرددون : ( قطر السودان جاء) !
ولا يزوجون بناتهم بيسر للجعليين والشوايقة وعامة قبائل السودان !
وفي دارفور الزغاوة خشم بيوت ، بعضهم يعتبرون أنفسهم (ملوك) والبقية رعايا.
عرب (الرزيقات) يقاتلون عرب (المعاليا) ولا يعترفون إلى وقت قريب بنظارتهم، كما قاتل العرب (الأبالة) قبل سنوات عرب (بني حسين) في مناطقهم (جبل عامر) .. و هكذا .
وبالتالي ، فإن استغلال السيد “سليمان صندل” القائد بحركة العدل والمساواة و السيد “مبارك أردول” مدير شركة الموارد المعدنية وغيرهما ، لحادثة الإساءة (النميمة) لزميلنا مدير التلفزيون الأستاذ “لقمان أحمد” هو استغلال سياسي لتحقيق مزيد من المكاسب بالطرق على هذه القضية وتضخيمها (قوى الهامش ضد قوى المركز) مع أن جماهير و نخب المركز هي التي بادرت إلى إدانة هذا السلوك العنصري وملأت الأسافير رفضاً له وتقريعاً.
أتركوا التحشيد (العنصري) باستغلال عبارة عنصرية.
توحدوا حول السودان ، إختلفوا حول البرامج ، دعوها فإنها منتنة.