حذر مسؤول رفيع في الجبهة الثورية من محاولات التشكيك في انتماء بعض المكونات القبلية في الجزء الشرقي من البلاد وإثارة نزاع حول الهوية والمواطنة وقال إن ذلك سيقود إلى اندلاع حرب أهلية شاملة في شرق السودان.
وقال المتحدث باسم الجبهة الثورية رئيس مؤتمر البجا المعارض أسامة سعيد، إن إغلاق شرق السودان من قبل أنصار الزعيم القبلي رئيس المجلس الأعلى لنظارت البجا محمد الأمين ترك خواتيم العام الماضي كان بمثابة جريمة كبرى تستدعي العقاب الرادع لما سببه من خسائر فادحة طالت الاقتصاد السوداني.
وأكد سعيد في مقابلة مع “سودان تربيون” أن توقيعهم للسلام لم يكن مع المجلس الأعلى للبجا، وإنما مع الحكومة السودانية التي ينبغي عليها الالتزام به وتنفيذ بنوده موضحاً أن من حق الأطراف المختلفة أن تعترض على الاتفاق، لكن بالوسائل السلمية دون استغلال الأوضاع السياسية بالاتجاه نحو إغلاق الطرقات والموانئ.
وقال سعيد: “تضرر الاقتصاد بصورة كبيرة جراء إغلاق الموانئ وهي جريمة كبيرة في حق الشعب السوداني، فالموانئ لسنين طويلة ستعاني من ارتفاع في رسوم الشحن والتأمين وقلة البواخر الراسية في ميناء بورتسودان نتيجة للإغلاق الطويل وزعزعة الأمن”، وأشار إلى أن هناك نحو 40 ألف عامل تضرروا من الإغلاق.
وبشأن انقضاء مهلة تجميد اتفاق مسار شرق السودان والتخوفات من حدوث مواجهات في حال المطالبة بإلغاء التجميد وتنفيذ الاتفاق أوضح سعيد أن الاتفاق هو جزء من سلام جوبا الذي وقعته الجبهة الثورية.
وشدد على ضرورة تنفيذه كحزمة واحدة دون تجزئة وقال: “إذا كانت المطالبة بتنفيذ الاتفاق سيقود إلى مواجهة، فليكن ذلك فالحكومة ملزمة بتنفيذ الاتفاق وهو موقع بحضور شهود دوليين”.
واستبعد وجود ضغوط على الحكومة من قبل مكونات اجتماعية في الإقليم لتجميد المسار الا أنه كشف عن أن اتفاق شرق السودان كان يستخدم كورقة ضغط في الخلافات بين المدنيين والعسكريين، ما أدى إلى أن تكون قضية الإقليم عرضة للمزايدة والصراع السياسي مضيفاً أن المعارضين للاتفاق لديهم أجندة خاصة بهم وأجندة متعلقة بأشخاص آخرين، “لسنا معنيين بأي حديث غير الذي يصدره الوسيط”.
ورفض القيادي في الجبهة الثورية دمغ قادة المسار بالأجانب واتهامهم بالسعي للسيطرة على الإقليم وقطع بأنهم مواطنين سودانيين من الدرجة الأولى ولديهم امتداداتهم الاجتماعية في شرق السودان.
وقال: “لم نأتِ من باب المسار فأنا كنت جزءاً من الكفاح المسلح في الشرق إلى أن توج باتفاقية أسمرا، وكنت مشاركاً في الاتفاقية وتوليت مناصب تنظيمية رفيعة في مؤتمر البجا”.
ويرى أن تحويل الصراع حول المواطنة والهوية سيقود الشرق إلى مهالك وحروب أهلية وقال: “نحن دعاة المواطنة المتساوية التي تكفل كامل الحقوق دون تمييز لأي شخص بعرق أو غيره”.