ورطة سفراء
اسامه عبد الماجد
¤ نحو أحد عشر سفيرآ ، وبحضور وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق التقوا رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبد الفتاح البرهان امس .. هم واخرين بمحطات خارجية .. اصدروا ما اسموها بقائمة السفراء الشرفاء.. وكأن الاخرين من زملائهم عملاء.. ابان قرارات 25 اكتوبر التصحيحية والتي وصفوها بالانقلاب العسكري.
¤ كانوا يرحبون في بيانات بالمواقف الدولية ضد السودان وقتها.. وكانت البيانات تنص على الاتي: (ندعو الدول والشعوب المحبة للسلام إلى رفض الانقلاب ونعلن انحيازنا التام إلى مقاومتكم البطولية التي يتابعها العالم).
¤ حطوا من قدر الدبلوماسية السودانية .. بعد ان حولوا الوزارة الى ساحة نشاط طلابي سمته العبث.. ومارسوا سلوك غريب غير مهنى وغير مسبوق في الخارجية.. وتاثر دولاب العمل بالوزارة جراء اضراب غير معلن من جانبهم.. وغياب بعضهم لاكثر من شهرين .. رغم ان المادة(50 ل) من قانون السلك الدبلوماسي تنص بالفصل لمن يتغيب عن العمل لمدة (45) يوم دون عذر.
¤ اما من كانوا بالخارج وفي محطات مهمة.. ضربوا بقوانين الوزارة عرض الحائط.. مما افقد الدبلوماسية السودانية احترامها على الصعيد الخارجي.. كان بعضهم يطل عبر الفضائيات ويتحدث مثله ووجدي صالح.. بعد ان شعروا انهم سيفقدون مواقعهم.
¤ اقارن دومآ بموقفهم المخزي والسفراء الذي فصلوا ظلمآ .. حينما كانوا منتشرين في الخارج طلبت منهم الخارجية التبليغ خلال شهر .. لم يتمردوا ويسيئوا للسودان ويطعنوا البلاد في ظهرها بتحريض الدول عليه.. أو يخرجوا عن الادب الدبلوماسي..
¤ عادوا بسرعة وهم يوقنون ان قرارات فصلهم جاهزة.. لم يتوددوا للقحاته عندما فصلوا ونازلوهم بالقانون.. وعادوا مرفوعي الرأس.. بينما السفراء الذين هاجموا البرهان ذهبوا للتودد اليه.. بعد ان جمد نقل بعضهم لمحطات خارجية عقب وصول موافقة دولآ على ترشيحهم.. رضخوا وهم يمنون انفسهم بالسفر.. صفعهم البرهان وهو يستقبلهم مرتديآ البزة العسكرية.
¤ بصراحة هؤلاء السفراء غير جديرين بنقلهم الى محطات خارجية .. على الاقل في الوقت الراهن.. حتى ينزعوا عن انفسهم عباءة الناشطين ويثبتوا استقلاليتهم.. ان الوزارة شهدت ترديآ مريعآ منذ تعيين اسماء عبد الله على رأسها .. ولم تسترد عافيتها حتى اليوم..
¤ اجد نفسي مشفقآ على الوزير المكلف السفير علي الصادق .. الذي يقوم بجهد كبير لترتيب البيت الدبلوماسي .. وفق حيادية بائنة ومهنية معهودة فيه .. تتطلب من القيادة دعمه ومؤازرته واطلاق يده.. بعد ان تراجع حضورنا الدولي وضعف تاثيرنا حتى على جيراننا وفقدنا مناصب حصل عليها السودان بعد عقود من الجلوس في مقاعد المتفرجين.
¤ ومهما يكن من أمر فان الاوضاع بالخارجية تحتاج جهد كبير من مراجعة للبعثات وايفاء بالمرتبات .. وعدم التسييس.. ورفع مستوى الاداء.