أجاد الغناء بالعربية الفصحى والعامية السودانية وتفرد عن رصفائه في المجال الفني بـ(5) مواهب تميز فيها مُجتمعة أبرزها “الغناء والتلحين والشعر”.
وللتنقيب في بحر الراحل عبد الكريم الكابلي، نظم منتدى المقرن الثقافي ليل الجمعة، أمسية حملت عنوان «حبــك للنـــاس» تحدث فيها الشاعر التجاني حاج موسى والإعلامي عماد البشرى ولفيف من أهل الفن والثقافة ومُحبو الفنان، وصدح فيها الفنان هاشم الكابلي بأغنيات أعاد للأذهان ذكريات الزمن الجميل وكأنها من أمسيات التسعينيات الخرطومية والتي سطع فيها نجم كابلي.
عمل سيرى النور قريباً
توفي عبقري الأغنية السودانية، فجر الجمعة، الثالث من ديسمبر 2021م عن عمر يناهز 90 عاماً، بالولايات المتحدة الأمريكية.
لكن بالأمس القريب كشف الشاعر التجاني حاج موسى عن عمل سيرى النور قريباً تم تسجيل بروفة له في وقت سابق وهو من كلماته وأداء الآيقونة التي ولدت في شرق السودان مدينة بورتسودان في العام 1932.
وأشار المتحدثون في المنتدى إلى أن الكابلي شاعر ومُلحن ومُطرب وباحث في التراث الشعبي السوداني، إلى جانب كونه مثقف ومترجم. بداياته الفنية
ويقول التجاني إن الكابلي بدأ الغناء منذ الثامنة عشر من عمره، وظلَّ يغني في دائرة جلسات الأصدقاء والأهل لمدة عقد من الزمان إلى أن واتته الفرصة الحقيقية عام 1960م وبحسب حاج موسى فإن الكابلي آيقونة السودان في الفن والشعر والغناء والأداء الرفيع، ويعتبر من أكثر الفنانين شهرة، وقد تعددت مواهبه التي أثرت الفن الغنائي السوداني.
مشيراً إلى أن الراحل من مواليد مدينة بورتسودان ودرس بها مراحله الدراسية، والتحق الكابلي بعد أن نشأ وشبَّ في مرتع صباه ما بين مدن بورتسودان وسواكن وطوكر والقلابات والقضارف والجزيرة خصوصاً منطقة أبوقوتة وكسلا، التحق بالعمل في وظيفة مفتش إداري بالهيئة القضائية في العام 1951م، وبدأ ظهوره الفني في العام 1960 عندما تغنى بأنشودة “آسيا وأفريقيا” للشاعر تاج السر الحسن ومن أشهر أعماله (حبيبة عمري) و(يا ضنين الوعد) و(أكاد لا أصدق) و(حبك للناس).
الكابلي وملك الكنار
فيما أشار عماد البشرى إلى أن كابلي تغنى كذلك بعدد من القصائد العربية منها (أراك عصي الدمع) للشاعر أبو فراس الحمداني، و(شذى الزهر) للشاعر المصري محمود عباس العقاد، و(صداح يا ملك الكنار) للشاعر المصري أحمد شوقي و(معزوفة لدرويش متجول) لشاعرها محمد مفتاح الفيتوري.
وفي الأمسية أمطرة لؤلؤاً تغنى نجله هاشم الكابلي بأغنيات أبرزها (عز الليل وحبك للناس ويا قمر دورين) وغيرها من الأغاني التي أرجعت الحاضرين إلى أمسيات الزمن الجميل.
وجه آخر
وللفنان الذي برع في عدة مواهب فنية منذ صغره تواصلت لنحو 60 عاماً من الإبداع واحتفاء كبير لأعماله الفنية، وجه آخر فـ”الكابلي” التحق بالقضاء السوداني وعمل مفتشاً إدارياً بإدارة المحاكم في خمسينيات القرن الماضي 1951، بعد أن أكمل دراسته، بعد ذلك، تولى الكابلي منصب درجة كبير مفتشي إدارة المحاكم في العام 1977، وبعد ذلك سافر إلى المملكة العربية السعودية ليتعاقد مع إحدى المؤسسات السعودية مترجماً، لكنه لم يستمر طويلاً فعاد إلى السودان بعد ثلاث سنوات في العام 1981.