تواصلت فعاليات خيمة الصحفيين بمعهد جوتة الألماني، باستضافة الشاعر عالم عباس، وذلك ضمن سلسلة نقاشها عن مدن السودان، حيث تناولت مدينة الفاشر وأحد رموزها الأستاذ عالم، الذي اشتهر بكتاباته عن فاشر السلطان.
واستعرض العالم قصة (الموغاي)، الذين كانوا بمثابة صحافيين ينقلون حديث السلطان للرعية وكذلك حديث الرعية للسلطان واشتهروا بالصدق والأمانة وحظوا بحماية السلطان.
رموز الفن والثقافة بدارفور:
وتناول الأستاذ عالم عباس عدداً من أحاديث وأمثال (الموغاي) الشعبية المشهورة والتي امتازت بالبلاغة، كما قدم سرداً عن تاريخ دارفور وثقافتها وتراثها مشيراً إلى عدد من رموز الفن والثقافة بدارفور، ويصف عالم المناخ الثقافي في الفاشر آنذاك بقوله في المدينة: كانت في المدنية مكتبات عامرة تأتيها الكتب مباشرة من بيروت والقاهرة، مثل مكتبة حسين عبود ومكتبة عبدالله الكتبي، ومكتبة النهضة ومكتبة الجماهير، وفيها كانت كتب جبران خليل جبران، ميخائل نعيمة، وكتب دار العودة ودواوين إيليا أبو ماضي ونزار قباني ومجلة الهلال والآداب والطليعة وميكي وسمير، وروايات نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس، وكتب علوم الدين والفقه.
وحول معالم مدينة الفاشر قال: كان هنالك نادي الفاشر والذي بناه الأهالي وأيضاً يحوي ملعباً للتنس ومسرحاً ضخماً وسعياً على الجانب الشمالي منه، أما الجزء الجنوبي فيضم مباني الأنشطة الاجتماعية والثقافية الأخرى، كالمكتبة وأماكن للعب الورق وتنس الطاولة والدومينو والطاولة.. كما كان هنالك نادٍ للعمال، جنوب شرق السوق الجديد، كان كأنه شرط لازم أن يضم كل نادٍ مكتبة مسؤول عنها أمين من إدارة النادي، كان بالمدينة ملعبان للاسكواش، وكان هنالك نادٍ للصبيان، إضافة الى دار ضخمة للسينما.
سائقو اللواري:
وتناول أيضاً سائقي اللواري في مدينة الفاشر وأشار الى أهمية المساعدين (مساعد الحلة والمساعد الكبير)، وقال: العمل كمساعد هو أحد مراحل ما يعرف الآن بالتدريب على رأس العمل. حيث يتأهل المساعد ليصبح سائق لوري.. لقد اكتسب سائقو اللواري مهارات يجابهون بها باقتدار وثقة مصاعب ومفاجآت السفرية. قال هؤلاء السواقين يتمتعون بالأمانة والغيرة على سلامة البضائع وهم رسل حضارة وثقافة. وأشار الى الروائي الراحل إبراهيم إسحق في (حكايات من الحلالات) وقال: إبراهيم شكل في المتخيل السردي قرى وحلالات دارفور.. ثم قرأ خلال الأمسية قصيدته (صمت البراكين).
تجدر الإشارة الى أن عالم عباس قد ألقاها في احتفالية جائزة الطيب صالح العالمية بقاعة الصداقة قبل ثورة ديسمبر وقد تنبأ بالثورة العظيمة في ديسمبر 2019م.
الشعر والمعارضة:
وقال الشاعر عالم عباس إن الشعر السوداني ظل حاضراً ومعبراً ولعب دوراً مفصلياً ومهماً في المعارض السياسية.
وأدار الأمسية الناقد راشد مصطفى بخيت حيث تطرق الى حداثوية شعر عالم عباس أن شعره يغوص في المدهش لعالم متغير ولديه لغة شديدة الثراء والكثافة والمعاني.
وكانت الأمسية حكايات بين إبداعات الشاعر وأغاني الفنان عمر إحساس.
لقد ظلت خيمة الصحفيين على مدى سنوات متنفساً يتيح تناول مواضيع متعددة، واهتمامات مختلفة، وكل شخص يجد ما يهتم به.
وتناولت ليالي الخيمة أنشطة متعددة سواء كانت سياسية أو ثقافية أو اجتماعية أو رياضية، بجانب التوثيق لمسيرة شخصيات ذات إسهام في الحياة العامة.
وتشكل نشاطاً ثقافياً مهماً، وتُناقش الخيمة العديد من القضايا السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية المطروحة على الساحة السودانية.