عادت (الشروق) وتبقى الحقيقة محمد حامد نوار

نصر القضاء، السيد جمال الوالي ورد إليه بعض حقوقه ومُمتلكاته ومن بينها قناة الشروق. مثلما تكسّرت رماح الكيد قبلاً حينما حاولت نزع (السوداني) الصحيفة التي سعى لنزعها وقبرها بعض الذين بصقوا على جلباب الرجل، يوم أن ظنوا أن فريات أصحاب الحلاقيم العريضة يُمكن أن تدنس ملامح أهل الفضيلة.

تآمروا على (السوداني) بيتهم ودارهم التي علّمتهم رص الحروف ورماية البيان في مسلك وضيع تتحاشاه حتى (الكلاب) التي إن أعسرت بالسعار والعلل تذكر صاحبها فلا تعضه – لكنهم فَعلوا – ورغم ذلك استعصم الرجل النبيل بصمت السادة وحكمة القادة ونزاهة الصالحين، فعبر فوق مُطارداتهم للعاعات الدنيا كريماً. وحتى بعد أن تطاول عليه من كف عنهم أذى الأيام من الشركاء القدامى ثم أتوه يعتذرون، اكتفى بشيمة العفو وذكر محاسنهم ولم يحرجهم بقول فظ وسلام فاتر.

في قناة الشروق شهدنا جميعاً القطة تأكل ألسن أهل الحق المجاور من صحفيين وفنيين ورموز إعلامية جبنوا في خوف خوار من أن يشهدوا بالحق لصاحب الحق وبالفضل – من بعد الله – لصاحب الفضل بل إن بعضهم لوّن وجهه بألوان المرحلة وقدم نفسه على هتافيات البيان الثوري ليكون شاهد ملك بالضلال لصالح فسحة مقعد ورق وظيفة ما أحقرها حينما يكون ثمنها الجحود والنكران. ومضت الأمور إلى ما تعلمون فأغربت شمس نصرتهم في مشرق الشروق الجديدة. تنكّروا حتى لسابق أيامهم في فضائية فتحت لهم أبوابها بلا تمييز وتمايز وأصحابها أعلم بهوياتهم. معلوم فيها من هو الشيوعي والبعثي والناشط المتنشط، كانت الشروق مثل أهل بابل فيها كل السحنات والألسن، بل وعن ثقة ويقين قاطع أقول إن عود من يصنفون كإسلاميين فيها يعدون على أصابع اليد! فيما تكاثر فيها غيرهم ممن بلعوا ريقهم. كنت أتلقيهم وأراهم يتخفون يختفون، يعجزون عن المناجزة، خوفاً مرة وطمعاً مرات أكثر. رغم إن القط يزود عن حماه وربما الخنزير. فكان الضعف المُهدر لماء وجوه الرجال حتى رموها في جب النزع والمصادرة.

عجزوا جميعاً من إخراج كلمة حقيقة ليشهدوا على الأقل أنهم كانوا خداماً في فضائية بوصفهم. تعلموا فيها الفصاحة وظهور الوجوه الطلقة وحسنوا عبرها سيرهم ورصيد كسبهم الوظيفي ثم انقلبوا بنعمة ذلك يجحدون.

سيتدافعون اليوم بالدمع والنشيد يذكرون قناتهم. فقد ذهب الذين يعاش في أكنافهم وعلى أكتافهم من قوم ياجوج وماجوج التهييج. سيتحوّل البعض إلى وضعية الحرباء التي ستحسن الآن القول في حق جمال الوالي. قد يأتون يعتذرون أو يقفون حيث الضوء الخافت ليتسلّلون مع خيوط الظلمة ليجلسون فهم تبع لمن غلب وملك. واطمئن هؤلاء أن (الوالي) وهذه ميزة فيه ما كان من أهل الغل ولا أصحاب الضغائن، هو رجل محياه السمح مثل دواخله الندية سيكون هو ذات الرجل الذي لا يرد حتى من تجرّأ عليه وخان. سيكون بذات السماحة والتسامح الذي جعله في كل تفاصيل هذه المحن مستعصماً بالهدوء والسكينة. فهذا قدره في بلد قدر عليه أن تداوي عدالة الأيام فيه غشامة الأنفس وتحيُّزات المراحل.

عادت القناة بحكم (القضاء) هو ذات العدل الذي أظنه أطلق سراح القيادات الموقوفة. أظن تبعاً لهذا.. خرخرة مافي.

Comments (0)
Add Comment