الذهب يشعل النزاعات بدارفور

حظي انفجار الأحداث والاضاع بولاية غرب دارفور التى راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى وانفرط الأمن بمدينة الجنينة حاضرة الولاية ، بردود أفعال محلية وإقليمية ودولية واسعة .
وعقد مجلس الأمن والدفاع المشترك إجتماعا طارئا اصدر خلاله عدد من قرارات لإعادة الأمن والاستقرار بالولاية، كما زار وفد رفيع المستوى برئاسة عضو مجلس السيادة الدكتور عبدالباقي عبدالقادر، ويرافقه الفريق ركن يس ابراهيم وزير الدفاع ود.هيثم محمد ابراهيم وزير الصحة، ولاية غرب دارفور للوقوف على الأحداث التي اندلعت بمحليتي كرينك والحنينة، بجانب الإطلاع على الأوضاع الأمنية بالولاية.
وطالبت أمريكا بتشكيل قوات حفظ سلام بالاقليم، فيما علقت الأمم المتحدة المساعدات الإنسانية بدارفور بسبب تداعيات الاحداث بغرب دارفور.
ويري خبراء عسكريون ومحللون سياسيون ودبلوماسيون، أن هنالك اسباب عديدة وراء انفجار الأوضاع الأمنية بولاية غرب دارفور في مقدمتها الصراع حول الموارد وخاصة الذهب الذي ظهر بكميات كبيرة في جبل عامر وجبل مون، و(جبل كرينك) الذي شهد تفجر الأوضاع الحالية وأدي لمقتل وجرحي المئات من المواطنين، الي جانب الصراع حول الحواكير وانتشار السلاح وتجارة السلاح، والجهل، وتسييس الإدارة الأهلية، وخروج القوات المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي (اليونيميد)، وتأخر تنفيذ الترتيبات الأمنية التى نص عليها اتفاق جوبا للسلام.
أزمات متوارثة
ويري اللواء الدكتور أمين اسماعيل مجذوب خبير إدارة الأزمات بمركز الدراسات القومية بالخرطوم، أن التفلتات الأمنية والصراعات القبلية في دارفور هي أزمات متوارثة لأزمنة بعيدة ، غالباً كل عشر سنوات تحدث تغيرات ديمغرافية بين القبائل والحواكير والموارد والتى أدت إلى تفجر الأوضاع وظهور الحركات المسلحة.
واضاف: كان النظام السابق يتعامل مع حرب القبائل في دارفور بتسليح بعض القبائل ضد الأخري الأمر الذي أدى الي توليد مليشيات مسلحة تتبع للقبائل وقوات حرس الحدود والدفاع الشعبي وغيرها، وقديما كانت تحل النزاعات القبلية بواسطة الاداره الأهلية ولكن الآن في ظل انتشار السلاح وتجارة السلاح، وتسييس الإدارة الأهلية تراجع دور الإدارة الأهلية في حل النزاعات القبلية.
تصدير شحنة ماشية إلى السعودية
وعزا اللواء الدكتور أمين اسماعيل، اسباب انفجار الأوضاع الأمنية بدارفور الآن، الي الصراع حول الموارد والحواكير والجهل والانفعالات والفزع الذي انتشر مع انتشار السلاح وتجارته مما أدي الي انفجار الأوضاع الأمنية بجبل (كرينك) الآن يسبب الموارد، والذي أحدث خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات ، الأمر الذي يتطلب تدخل الدولة لإيقاف التفلتات التى تحدث الآن، الي جانب سد فراغ خروج قوات (اليونيميد) من دارفور وما أحداثه من تجدد للصراع بالاقليم.
حل النزاع
ويري اللواء الدكتور أمين اسماعيل مجذوب خبير إدارة الأزمات بمركز الدراسات القومية، أن حل النزاع في دارفور يكمن في إعادة الإدارة الأهلية الي دورها القديمة وأبعادها من السياسة ومنحها صلاحيات واسعة لرتق النسيج الاجتماعي وإجراء المصالحات والقبض على مخالفي القانون، وتنفيذ الترتيبات الأمنية التى نص عليها اتفاق جوبا للسلام، وبسط هيبة الدولة، وسد الفراغ الذي احدثه خروج قوات اليونيميد، بتشكيل قوة مشتركة مدربة لحسم التفلتات الأمنية.
الصراع علي الذهب بدارفور
ويري الاستاذ عبدالله آدم خاطر المحلل السياسي والخبير في الشأن الدارفوري، أن طبيعة الصراع الحالي بدارفور تتمظهر في الصراع علي) الذهب ) بعد تجاوز النزاعات القبلية والنزاعات بين المجموعات في دارفور بسقوط النظام السابق برئاسة عمر البشير، حيث كانت النزاعات مقسمة بين الحكومة السابقة والحركات المسلحة، وهذه الصراعات والنزاعات انتهت الآن لتظهر صراعات جديدة حول الموارد وخاصة الذهب في جبل عامر وجبل مون ثم جبل (كرينك) الآن والذي تفجرت به الأوضاع الأمنية وراح ضحيتها المئات من المواطنين بين مقاتلي وجرحي.
طبيعة الصراع
واضاف آدم خاطر: طبيعة الصراع الآن حول الذهب بدارفور، وبين الجهات التى تنقب عن الذهب وتطلب الحماية سواء الحماية من قوات الدعم السريع والجهات المنضوية تحت بدول الجوار من تشاد والنيجر ومالي وبقية دول غرب أفريقيا، والممثلين والمعدنيين عن الذهب والتى أيضاً تحت لحماية مما أدى إلى انفجار الأوضاع بجبل كرينك الآن .
ومضى آدم خاطر الي القول: طبيعة الصراع الحالي اقتصادي وفيه جوانب عسكرية إقليمية واضحة وغياب للدولة السودانية
فرص الحل
وحول فرص الحل للصراع الحالي بدارفور يري الاستاذ عبدالله آدم خاطر، أن الحل يمكن في وجود دولة سودانية وحكومة لهياكل واضحة قادرة على التدخل لحل أزمة الصراع وجذوره، وتقنيين الاستثمار في الذهب بدارفور، ورتق النسيج الاجتماعي بدارفور ، بجانب ايجاد قوات حماية دولية علي غرار قوات اليونيميد التى ساعد خروجها في انفجار الأوضاع الأمنية بدارفور.
خروج اليونيميد
وفي السياق ذاته يري السفير الرشيد ابوشامة، أن ما وراء انفجار الأوضاع في دارفور الآن يعود إلى خروج قوات اليونيميد من دارفور والتى كانت تسيطر على الأوضاع هنالك، الي جانب تجدد الصراع القبلي ، والصراع حول الموارد والذهب والحواكير.
واضاف: كل ما يحدث الآن افرازات لخروج قوات اليونيميد.
قوات حفظ السلام
ويؤكد السفير الرشيد ابوشامة، أن حل الصراع بدارفور يكمن في إرسال قوات حفظ السلام الدولية، علي غرار القوات المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي ( اليونيميد) والتى ادي خروجها الي تفجر الأوضاع الأمنية في دارفور من جديد، بجانب تنفيذ الترتيبات الأمنية التى نص عليها اتفاق جوبا للسلام.
وأعلن السفير الرشيد عن تأييده الي المقترح الأمريكي بارسال قوات حفظ السلام الدولية الي دارفور للحد من انتشار القتال وحفظ الامن

Comments (0)
Add Comment