بدون زعل..

فوزي بشري

صديقي نجم قناة الجزيرة القطرية، فوزي بشري، بقاري آبق، سليط اللسان، حاد الذكاء. ساخر بطبعه، دقيق الملاحظة.. في واحدة من إجازاته، ضبطني في مطعم “الكرنك” بالرياض، قريبا من شارع المشتل.. أتناول طعام الغداء مع سيدة سورية جميلة ومنعمة.. تبدو عليها آثار الدعة والراحة.
كان خارجا، بعد أن فرغ من غدائه، حين جاءته التفاتة ليجدنا في الفناء الخارجي، تحت “ظلال الزيزفون”، كما يحب مولانا أحمد عبد الله عبد الحميد ان يقول.. كنت غاطسا في البطاطس.. جاء ناحيتنا، سلم، تبادلنا العبارات السريعة.. الكلام في عينيه، وليس هذا وقته.. لازم أخارجو… “شكلك مستعجل، لاحق ليك مواعيد… المهم ما دام قاعد بنتلاقى،، بيناتنا التلفون”.. أصلح عمامته الفارهة، ملفحته، وأكل مخارجتي ليهو في حنانو، ومضى..
بعد ساعتين إتصل بي.. “عارف قصة رجل الرزيقات، يوم فتح الأبيض على أيدي الأنصار؟؟” ٠٠ قلت “لا”.. بطريقته المشوقة في الحكي، وصوته الممتلئ وقارا” قال ليك والناس داخلين الأبيض، وسط الهرج والمرج والهلع الذي وقع على المحاصرين، واحد من أهلك الرزيقات ديل، ماشي على وسط المدينة، على صهوة جواده، مع الداخلين، حين لمح قبطية بضة، تتلاصف مهرولة، مذعورة مثل فرخ القطا، تحاول أن تلحق بالذين دخلوا الكنيسة ليحتموا من الدراويش… لكز جواده وانطلق في اثرها… خمشها من وسطها، بيد واحدة، ورفعها أمامه على الجواد… لوي رسنه، وانقلب ميمما جهة الغرب.. كان بعض رفقائه ينادونه “فلان ماشي يين؟”.. إلتفت إليهم قائلا “كلموا سيدنا المهدي، قولوا ليا فلان لقى حوريتا، هنا في الدنيا دي، ومقبل، خلاس”… وانخرط فوزي في ضحكته المقرقرة…ضحكت معه، بالطبع..
“ف هسي يا ود الخالة، أظنك، زي صاحبك الرزيقي داك، لقيت حوريتك، لكن ما أظن عندك نية تقبل”..
قاتل الله البقاقير…
طارت، كما هي العادة… أو كما قال امرؤ القيس، مخاطبا الذئب” كلانا إذا ما نال شيئا، أضاعه… ومن يحترث حرثي وحرثك يهزل”..
شايف كيف؟

* ملحوظة:
الصورة محاولة جادة لاصطياد ذئب امرئ القيس

Comments (0)
Add Comment