اغتالوا فيها البراءة والموقف والجسارة والمهنية والانحياز للقضية الفلسطينية في زمن التخاذل والركوع من أوسلو إلى سلام يدعي موقعوه بأنه سلام الشجعان.
اغتالوا شيرين لأننا أمة تغتال القصيدة وتغتال نخلات العراق وغصون زيتون حيفا ويافا.
أُغتيلت شيرين في يوم هبت فيه العواصف الترابية على الوطن العربي من بغداد حتى الخرطوم.
اغتالوا شيرين مثلما اغتالوا بلقيس وأعدموا آخر رئيس عربي قال
عفواً يا شيرين تبكي عليك عيون العرب على استحياء.
لن تربت على أكتاف أسرتك العواصم العربية فدمشق أضحت مسرحاً لحرب العرب والعرب ،وبغداد تحت الاحتلال ، والخرطوم خانت شعارات اللاءات الثلاث ، وقررت أن تقف مع القاتل الصهيوني وتطالب سادتها بشنق جثة شيرين ،
والرياض يخنقها النفط الأسود ويرحمها من شرف رفض سفح دماء الأبرياء.
والجزائر يشغلها رياض محرز لاعب ألمان سيتي عن قراءة تاريخ أرض الشهداء والعلماء حتى واسيني الأعرج انكسرت ساقه، وصمت محمد شكري في المغرب بعد العشاء بالخبز المحشو بالدجاج الكويتي.
اغتيلت في فلسطين سنبلة وحمامة اسمها شيرين ولأننا اقلعنا عن عادة الغضب قررنا أن نقرأ على روحها الفاتحة سراً ، خوفاً وطمعاً.
نحن بالهزيمة قانعون وبالصبر ممسكون
ولانملك إلاّ أن نقول إنا لله وإنا اليه راجعون.
يوسف عبد المنان