ما بين جورج قرداحي وداليا البحيري وبلقيس اليمنية

 

✍️الفاضل سليمان

الشعب الطيب الشعب البسيط الشعب الكريم لدرجة الإستلاب والفرح الطفولي لرؤية الأجنبي وإن كان مجرد( عربي)

سبق أن تناولت في كتاباتي وأطروحتي للدكتوراه مفهوم الإستلاب الذي يجعل السوداني الشامخ صاحب الحضارة الضاربة في جزور الأصالة شعب كوش الذي حكم مصر وحتى حدود فلسطين

يظهر أقل قامة من أصله وشموخه

هذا الفرح الطفولي لمن يلتقطن الصور مع فنانة هُن أجمل منها

والفرح الطفولي لمضيفات الطائرة التي تقل بلقيس اليمنية

كل ذلك مع بلاهة وإحساس بالانبهار يعلو وجه كل مذيع أو مذيعة يحاوران ضيف عربي!!

تقودنا كل هذه المشاهد لمعني الإحساس بالدونية والإستلاب الحقيقي

سأدلل ببعض الامثلة حول نظرة العرب لنا ك مجرد أفارقة وليس عرب وإن تمشدق البعض وتمسك بنسبه الي العباس

لن أدلل بمثل الوزير الذي نادي بطرد الدول الغير عربية من جامعة الدول العربية وأولها السودان

ولا باعتراض دول بعينها في مؤتمر شهير ان يبدأ دكتور سوداني فصيح حديث الافتتاح

بل أدلل بمشهد حضرته شخصياً ضمن دورة في سوريا في المركز العربي وASBO (إتحاد إذاعات الدول العربية)

كانت الدورة شهر عن إخراج برامج المنوعات حضرها 45 مخرج من مختلف الدول العربية سألتهم فرداً فرداً سؤال واحد:

لماذا لا تقدمون الفن السوداني عبر قنواتكم الرسمية؟

كانت إجاباتهم جميعاً بلا استثناء:

(غير مسموح لنا بتقديم ثقافات غير عربية وكل الدول العربية ملزمة بالمحافظة علي الهوية العربية)

ركزوا معي علي كلمة (الهوية)..

الهوية التي تعض عليها كل دولة تحترم نفسها وشعبها بالنواجز وتعممها علي كل الأجهزة الإعلامية الرسمية والخاصة

بالمحافظة علي عادات وتقاليد وأعراف وثقافات وإرث الدولة وتميزه..

هذه الهوية مفتقده في أجهزتنا الإعلامية وفي الدولة بل كذلك بعض البشر

لذلك نحن مستلبين وسريعي الثأثر بالقشور وبما لا يشبهنا حتى زفة الأعراس بدلاً من العديل والزين أصبحت مصرية ودبكة بكامل الأزياء ومن مهند نور طلعت أغنيات وتقبيل العريس للعروس ومعانقتها أمام أهلها واخوانها وخيلانها وأعمامها

لذلك أصبحنا شعب يسهل إستلابه وأصبح شائهاً لا هو (عربي قُح ولا أفريقي صرف)

صديقي الفنان الجميل كمال الشادي نهره عسكري في أحد المطارات العربية بأن يرجع للخلف فلم يرجع.

فقال له العسكري العربي : أعتقد كلامي بالعربي واضح
فقال له صديقي :
انا ما عربي انا افريقي سوداني
وتخيلوا الدهشة التي علت وجه العسكري.

انتقل لمأساة الدونية المتمثلة في حضور الممثله داليا البحيري والمغنية اليمنية بلقيس وقبلها استقبال جورج قرداحي الذين أُستقبلوا إستقبال الفاتحين والسماح لقرداحي حتى بمقابلة رئيس الجمهورية!! وهذه كتبت فيها بوست نقدا لزميلي المذيع المميز الجميل الطيب عبدالماجد والذي أعتقد أنه يمتلك مقومات مذيع أكبر من قرداحي ولكن مشكلتنا لانسوق لانفسنا

فهل يمكن ان تقدم دولة عربية تذكرة وحجز علي أفخم الفنادق للدكتور عمر الجزلي مثلاً لمجرد استضافته رغم نجوميته وعلو قدره لدينا كسودانيين كقامة من قامات بلادي الاعلامية ويسمح له بمقابلة رئيس الدولة وهو ليس رئيس ولا حتى دبلوماسي؟

التحية والاحترام والتقدير لدكتور عمر الجزلي لدينا بألف جورج قرداحي علماً وثقافةً وحضوراً وكاريزما

الفنانة الدرامية القديرة فتحية محمد أحمد التي قدمت للدراما جل عمرها كانت تعاني سكرات الموت بالمستشفي وكانت الكاميرات تتابع داليا البحيري حتى عند الحنانة.عجبي ثم عجبي

ما هذا الاحساس الموغل في الدونية والخنوع؟
ماذا يفيدنا فنانة يمنية مغمورة غنت أغنية سودانية؟

قبل كدة عندنا فنان سوداني غنى أغنية هندية مافي سفارة هندية احتفت بيهو ولا قدمت له دعوة لزيارة الهند

وفنانات سودانيات تغنن ل أم كلثوم وأليسا هل احتفل الاعلام العربي بهن؟

صديقي الفنان كمال الشادي كان طالباً في مصر ووقتها عمارة النصر كانت تستقبل عمالقة الفنانين السودانيين محمد وردي وسيد خليفه ويوسف الموصلي وحسن عطيه وأحمد المصطفي وابراهيم عوض ومن الدراميين محمد السني دفع الله وعبدالحكيم الطاهر وتحية زروق هل حدث ان سلط عليهم الإعلام المصري الضوء أو استضافهم؟

سوى بعض المشاركات المتواضعة لسيد خليفة وأحمد المصطفى كلاً 3 دقائق في أفلام متواضعه

والعجب التلفزيون الرسمي السوداني الذي يحتفي بالعيد الوطني لكل الدول العربية حتى جزر القمر ويقدم علي شاشته كل الفنانين العرب

إذن القرار قرار شموخ وعزة دولة تفتقد الهوية

نحن سبقنا كثير من الشعوب إعلامياً وثقافياً واقتصاديا

لكننا نظل نمسك بجلباب العرب كالطفل الممسك بثوب أمه خوفاً من الضياع وسط الزحام!!

إلي قبيلة الإعلام ومن يلتصق به زوراً:

استضافة فنان عربي ليست حدثاً يتفرغ له كل الإعلام في الوطن

كما ان إعداد برنامج يستضيف نجم عربي ليس سبقاً إعلامياً ولا تشريف لهذا الشعب الشامخ الأصيل

أمة خرج منها الطيب صالح وبروف عبدالله الطيب وبروف وداد المحبوب بوكالة ناسا العالمية
لاتحتاج ان يكون بها افراد يتصفون بالدونية والخنوع والفرح الطفولي بشوية ضيوف عرب من الصف الثالث.

نحن أكبر وأعرق وانبل من أن يضحك علينا العرب بسبب شوية (مراهقي اللا إعلام) ..
لك الله يا وطن
المخرج الفاضل سليمان🎬

Comments (0)
Add Comment