في الوقت الذي أعلن فيه خبر زيارة وفد أمريكي للسودان يعلن البنك الدولي استئناف برامجه الاقتصادية للسودان من بينها ثمرات، رغم نفي الخبر لاحقاً من قبل وزارة الخارجية.
وبغض النظر عن صحة الخبر أو عدمه تظل هنالك شكوكات تلازم معظم الشعب السوداني حول الجهات الممولة للبرنامج وأن الدعم الذي صاحب البرنامج ما هو إلا دعاية أكثر من كونها حقيقة، ويتساءل المراقبون: هل دعم برنامج الشرائح الضعيفة في السودان وما هي تلك الجهات التي تم دعمها؟ ولماذا توقف البرنامج أصلاً؟
وانتقد الخبير والمحلل الاقتصادي شمس الدين محمدين توقف برنامج البنك الدولي (ثمرات) الخاصة بدعم الفقراء بدعاوى قرارات ٢٥ أكتوبر التصحيحية.
واعتبر محمدين برنامج ثمرات واحد من أفضل البرامج في العالم من حيث قدرته في مجال وصول الدعم لمستحقيه، حيث تذهب مساعداته مباشرة إلى من هم في أمس الحاجة إليه.
وأضاف: هذا البرنامج طبق في دول كثيرة مثل البرازيل ومصر والجزائر وساهم في تقليل أعداد كبيرة من الفقراء في تلك الدول.
ولفت الخبير إلى فشل البرنامج في السودان فشلاً واضحاً مشيراً أن البرنامج وجه لأغراض وأهداف محددة وتابع: بدل أن يوجه للفقراء والشرائح الأكثر حوجة، وجه لشركات ومؤسسات التمكين لخدمة أجندات سياسية.
ولفت الخبير إلى أن الغرب في الأساس لم يقدم دعماً يعتد به للسودان وقال إن السودان ظل يعاني منذ التغيير الذي تم وازدادت معاناة الشعب السوداني خصوصاً مع تطبيق روشتة البنك الدولي التي زادت المعاناة والتضخم وغلاء المعيشة ورأى أن هذه الدول تتفرج ولم نسمع أي دعم حقيقي مقدم منها وظلت كلها مجرد وعود لم تتحقق.
وأضاف أن الدول المعروفة بـ(المجموعة السبع) لو كانت تريد أن تقدم دعماً حقيقياً للسودان ما كان تأخر كل هذا الوقت وتابع: القليل من الدعم التقني والمالي يمكن أن ينهض بالسودان لأن لديه موارد.
ووصف الخبير حديث الدول عن تقديمهم الدعومات والمساعدات الإنسانية بـ”الفارغ “وقال إنها وعود لمحاولة منهم التدخل في شؤون السودان والوصول الى أجنداتهم الخاصة.
وتقول فاطمة (إحدى المستفيدات) من البرنامج: تقدمنا الى هذا البرنامج وتم الصرف لنا مرة واحدة فقط، بعد معاناة والوقوف في الصفوف لأيام، وأضافت: هنالك جهات مستفيدة من الزحام لتضييق الوقت وتنفير الناس بعدم الوصول اليهم واستغلال ظروفهم المادية الصعبة التي تمنعهم من المجئ الى مواقع الصرف يومياً.
ويقول علي (أحد المستحقين): نحن لم نرَ أي دعماً حتى الآن، كل الحصل عبارة عن ابتزاز للناس ووعود كاذبة.
وطالب بتغيير كل الطاقم العامل في البرنامج بآخرين يخافون الله بحسب وصفه في هذا الشعب المغلوب على أمره.