بقلم د. محمد عثمان عوض الله
١/ رفع اليسار شعار تسقط بس، لاسقاط حكومة المشروع الاسلامي في السودان. وإمعانا منه في الخداع والتضليل، فقد أخفي نفسه تحت مظلة تجمع المهنيين، دون أن يوضح للرأي العام قيادة هذا التجمع ولا برنامجه البديل.
٢/ لم تنطلي هذه الخدعة على قطاعات الشعب السوداني المختلفة، وهو الوعي الذي عبر عنه الاستاذ علي عثمان محمد طه في تسجيله المشهور، الذي تحدى فيه قوى اليسار بان تعلن عن برنامجها لما بعد سقوط الانقاذ. ثم أوضح أن إخفاء هذا البرنامج ما هو إلا دليل على أنه يتعارض مع ثوابت الدين وقيم المجتمع ولذلك لايجرؤون على اعلانه.
٣/ جاء الرد لمقاومة هذا الوعي على في محاضرة ل د. الرشيد سعيد. أوضح فيها خطة اليسار للصراع، ببث خطاب الكراهية والشكوك والاشاعات والاتهامات الإعلامية والقتل المعنوي وذلك بحث الشباب على انشاء الحسابات الوهمية في الوسائط الاجتماعية واستهداف كل من يقف حجر عثرة أمام المشروع اليساري العلماني، ابتداء بعلماء الدين من أمثال د. عبدالحي يوسف، د. اسماعيل عثمان، د. محمد الأمين اسماعيل، بروف عصام أحمد البشير. مرورا باستهداف الجيش باعتباره صمام الامان والشرطة باعتبارها الحارس الأمين، والقضاء باعتباره الجهة المهنية المحايدة التي يلجأ إليها المتخاصمون. فعمت الفوضى وانتشر خطاب الكراهية واختلط الحابل بالنابل.
٤/ خاض المجتمع السوداني أسوأ تجارب الكراهية والعنف اللفظي والمادي ضد بعضه البعض. ثم صرح المسؤولون الجدد أنهم سيزفون المواطنين الى المقابر وان خصومهم سيصرخون وأنهم سيفصلونهم عن العمل ولو أن اجراءات تعيينهم كانت سليمة وان كانوا يمثلون الشريف الرضي. وطلبوا من المواطنين كتابة التقاربر ضد بعضهم البعض وتدوين الانهامات وأعفوهم من الحاجة الى أي دليل. ولاستدرار المزيد من عواطف الناس، صرحت القيادية في حزب المؤتمر السوداني الاستاذة حنان، أنهم و لتجييش مزيد من مشاعر الكراهية، فانهم يحتاجون الى قتل المتظاهرين والى اراقة الدماء للمتاجرة بدماء الشهيد، وذكرت حادثة الشهيد ودعكر.
٥/ ثم بعد ذلك، انفجرت الأجندة اليسارية المتطرفة، وظهرت على حقيقتها وهي ضرب وتفكيك كل المجتمع وقيمه وثوابته ومؤسساته. فتم ضرب الصائمين لحظة افطارهم وأثناء صلاتهم، وتم ضرب حلقات تلاوة القران في عدة ولايات، وطلاب الخلاوي، واغلاق اذاعة القرآن وتحويل جمعية القرآن الى مستشارة النوع الجنسي لحماية حقوق المثليين وتم تغيير المناهج التعليمية وفصل ثلاثين ألف موظف عن العمل عبر لجنة سياسية وتم استخدام النيابة لتلفيق التهم واعتقال الخصوم السياسيين، لمدة تجاوزت الثلاث سنوات مات خلالها بعض المساجين في زنازينهم. ثم تحدث محمد البوشي عن تفكيك الاسرة حتى لا تُسال البنت عن لبسها ولا عن خروجها وسهرها. ثم تحدث د. محمد هاشم جلال في محاضرات مشهورة عن تفكيك السودان طوبة طوبة، وعن اجتياح العاصمة بواسطة حركة مسلحة متمردة يكون جيشها هو الجيش السوداني الجديد وكذلك شرطتها. واخيرا جاءت محاضرة د. الباقر العفيفي صارخة ومتطرفة أشد مايكون التطرف، وهي تدعو لجان المقاومة الى تفكيك الجيش والشرطة والقضاء و اجتياح كل الدواوين الحكومية واستلامها واحتلالها بلا رجعة وتكوين الحكومة البديلة ابتداء من مجلس الوزراء، القصر الجمهوري وحكومات الولايات والمحليات.
هذا هو برنامج اليسار العلماني الذي أستخدمت أجهزة الدولة لتنفيذه في السودان منذ ابريل 2019 وحتى الان، وهاهي فصوله مستمرة ولم تكتمل بعد ولكن نتائجة شاخصة وصارخة وماتزال تتخلق.
٦/ يواجه هذا البرنامج اليساري، مقاومة شرسة من جميع أركان المجتمع، الطرق الصوفية والادارات الاهلية والكيانات الاسلامية والوطنية ومن عامة المواطنين. إلا أن اليسار يلجأ في كل مرة الى خطاب الكراهية والشكوك وبث الاشاعات، ثم لجأ هذه المرة الى بعثة الامم المتحدة ورئيسها فولكر وقال قائلهم أنهم يستقوون على خصومهم بالسفارات، سفارة سفارة.