قيادة الإسلاميين التي نُريد إلى: جماهير الاسلاميين دون غيرهم نكتب

قيادة الإسلاميين التي نُريد
إلى: جماهير الاسلاميين دون غيرهم نكتب ،،
———————————————
✍️د. محمد حسن فضل الله
———————————————
١. (معايدات وجراحات)
يسر الله لي منذ  أيام خلت وتزامناً مع عطلة عيد الفطر المبارك أن أرصد المعايدة التي قام بها المهندس إبراهيم محمود الأمين العام المكلف إلى أسر المعتقلين.. ولما كتبت عن انطباعات أسر المعتقلين عنها ، وخيبتهم من طريقتها، واحباطهم منها في مقال حسبته مجرد رصد  عادي .. فإذا بالتداول حوله يسري من قروب الي قروب اخر في مجموعات الاسلاميين  ومنتدياتهم ، واماكن التقاءاتهم الاسفيرية ،واذا بالاتصالات تتنظم ،والأراء تتضافر عما آثار العواطف، وحرك الاشجان ، ونكأ من جراحات قديمة تعتمل في صدور القوم ولاتكاد تجد لها منتفساً .. وماتزال قصيدة  ابراهيم ناجي والتي غنتها أم كلثوم تطرق الآذان بقوة
أيها الساهر تغفو ..
تذكر العهد وتصحو
وإذا ما التأم جرح ..
جدّ بالتذكار جرحُ
فتعلّم كيف تنسى ..
وتعلّم كيف تمحو
فكان قدر الاسلاميين بتياراتهم  العريضه أنه ما يلتئم جرح من جروحهم  الا ويخرج  عليهم قياداتهم  من ينكأ الجروح القديمة من جديد ويفتق بُرئها لتسيل الجروح  دماً،  وتتنزل ألماً .. سواء كان ذلك في ادإفطارات رمضان ، أو معايدات العيد في منازل القيادات ، أودور الاحزاب ..
٢. (مناصحة الأسافير )
عندما كتبت مقالي الأول عن قيادة الاسلاميين تلقيت عتاباً متعددا من مجموعة من الاخوان: هم أصدق من عرفت ،وأكرم من صاحبت ،وأبر من لاقيت ،واعز   من صاحبت .. ومفاد العتاب أن الوقت لا يبدوا مناسبا..  كما أن فضاء التداول المفتوح في قضايا بالغة  الحساسية ليس هو بالأمثل .. بل كان أجدر أن تثار  تكون داخل الغرف المغلقه مما يليق (بالادب  التنظيمي) .. وقلت حينها للإخوان أن هذا إعذار أمام الله ،ومحض للنصيحه هو علينا واجب .. واذ ما اختارت القيادات  الحاليه أن تُبعد الناس عن غرف التداول المغلقه،  وتعزلهم عن اجتماعتها ، وتختار من يسمع لها لا من تستمع له في مجالس شوراها .. تذرعاً بظروف التضييق، وتقييد الأنشطة ، ورقابة الأجهزة الأمنيه ،والأسباب الأخرى التي  تضرب بأضانبها في سوح الاسلاميين ، وسحائب الظلام التي تحجب انظارهم ، والإعتقالات التي تغل اياديهم عن إمكانية التنظيم والاجتماع والتداول .. وكلها اسباب هي حيلة العاجز واختيار الضعيف، وتبريرات أصحاب الأغراض .. فلم يبق لنا إذن من سبيل إلا فضاءات التداول الاسفيري المفتوح  التي لاتعرف الإنغلاق،  ولاترتكس بها توجيهات  أصحاب المصالح  ، ولا تأتمر بأمر مسؤول منهم لتحظر رؤية قواعد الاسلاميين، وتحجر اصوات جمهورهم  من حق لهم ثابت فى المناصحه ،  ونصيب لهم معلوم في الشورى والتداول والاختيار .
٣.( ليس أنسب من الآن)
أما مناسبة الوقت  فلا أجد أنسب من الوقت الحالي أبداً اعتباراً لعدة عوامل تتقاطع وتتشاكل ، ولكن من اهمها ان ما يحيط بالاسلاميين من ظروف يجعل  مرحلتهم هذه من أدق واخطر المراحل التي مرت عليهم في تاريخ جماعتهم،  وأكثرها خطورة ، وأشدها دقه  .. هي ظروف تهدد بقاء الجماعه ، وتكاد تذهب بها ،وتخرم شملها،  وتعصف بوحدتها. وتمسح كسبها، وتمحو إسمها من حاضر الوجود ليستقر في غابر  التاريخ ..ومرحلة مهمة، دقيقة ،خطيرة وإستثنائية بهذا التعقيد  والمخاطرة تتطلب دون شك قيادة استثنائية في المقام الأول، وقيادة مقنعة لعضوية وجماهير الاسلاميين.. تبذل أعلى  طاقاتها وماهو كل الممكن ، وماهو فوق المستحيل .. لعلها تأخذ بأيديهم الي بر الأمان. وتكتب لهم مجداَ تحفظه صحائف التاريخ ،وقديما قيل في شأن القيادة (الجيش كتلة حرجة من اليورانيوم تحتاج الى نيوترون حر لتتحول الى طاقة هائلة ،و النيوترون الحر هو القائد)
٤. (القيادة التي ننشد )
القيادة التي تنشدها قواعد الاسلاميين ، وتضج برغبة الاستماع  اليها صدورهم وجماهيرهم هي قيادة ،صلبة المراس، عميقة الرؤية، جريئة الطرح ،عظيمة التدبير،  تستوعب طاقات العضوية ، وتنظم حماسهم، وتسوي صفوفهم ، وتشحذ، هممهم ، وتلملم شتاتهم وقديما حُكى ان (صعصعة بن صوحان)  وكان من حكماء العرب ومفكريها : انه دخل على معاوية بن ابي سفيان فسأله معاوية قائلا يابن صوحان صف لي الناس فقال : خلق الناس اطوارا طائفة للسيادة والولاية ، وطائفة للفقه والسنة ، وطائفة للبأس والنجدة ، وطائفة رجرجة بين ذلك يغلون السعر ويكدرون الماء  اذا اجتمعوا ضروا واذا تفرقوا لم يعرفوا….
٥. (القيادة التى نريد )
القيادة التي نريد لم تكن يوماً ممن يصفق للباطل، ويسكت عن الحق ، ويشهد الزور،  ويمرر رغبات الرئيس الأعلي… فما أضر علي الاسلاميين من تلك الثلة التي تحلقت حول مائدة الرئيس  في أيام الانقاذ الأخيرة تزيده ضغياناً ،وتزين له أمر الترشح لرئاسة البلاد، وتعدل له الدستور ،  وتطوع  له اللوائح ،  وتحسد  له أهل المصالح في المركز والولايات  وتعده بولاية جديدة لتشبع رغباته الشخصية في الحكم،..  دون أن تنقل له بحق رغبة إخوانه في التغيير قبل طوفان الشارع العام ، وفي التعديل قبل نفاد الرصيد ،.. وفي إتاحة الفرصة لغيره لمزيد من العطاء والتجديد،  ولتقديم عصارة الخبرات المتراكمة،  ولبيان أن الإسلاميين  بحر متجدد الدماء (كل ما خلا منهم سيدٌ قام سيدٌ قؤول لما قال الكرام فعول) … وبطبيعة الحال فإن مثل هذه القيادة التي صنعتها رغبة الرئيس، فى الترشح لدورة رئاسة قادمة  وقدمتها في مواقع القيادة  هي نفسها التي مهدت بضعفها، وصنعت بأخطائها الظروف المناسبه،  ويسرت الأمر أمام أحداث تغيير  ١٩ابريل ٢٠١٩ ، ولن نشير  الان  في طريقة ماتم فذاك مجال منفصل تدور الاراء حوله وتتباين هل هو خيانة أمانة، أم تصفية حسابات ، أم سوء تقدير،  أم خطأ تدبير ؟ … وسنعود إليه بإذن الله
٦. (قيادات وليس حالات )
القيادة التي ننشد: قيادات أصيلة وليست (حالة:  حالة اختراق ، أو حالة فساد، او حالة انتهازية ) .. قيادة يشهد ماضيها بمجاهداتها وصبرها ، وانضباطها، وصدقها في كل التحديات ، قيادات تعرفها جماهير الاسلاميين نبعت من صفوفهم وتخرجت  من مدارسهم التنظيمية، وتدرجت في سلك أماراتهم.. قيادات   ليست (مصادر) معلومات ،أو (زراعة) حزب في وسطنا، أو (شتل) جماعة في ساحاتنا،أو (تجنيد) مخابرات في جماعتنا ، أو عمالة سفارات في صفوفنا .. قيادة لا تلتبس بالخزي،  ولاتتدثر بالعماله ،ولاتحوم حولها الشكوك، ولا تحيط بها الشبهات ، والنماذج كثيرة بالاسماء والمواقع والصفات … بيد انني ألجم قلمي عن الكتابة في هذا المضمار، وأمسك عن الإسترسال في ذكر الأسماء والمواقف …  فللسر عندنا بابٌ له غلقٌ .. ضاعت مفاتحه والباب مقفول.
٧.( إختيار وليس صدفه )
القيادة التي نحلم بها : قيادة لم تصنعها الصدفه،  ولم تأت بها الترضيات ، ولم  تدخل من الأبواب الخلفية، ولم تقدمها التزكيات المريبه ، أو الواسطات المشبوهه… القيادة التي نرجوها قيادة صلبه لاتعرف المهادنة، ولايتملكها الجبن و لايقعد بها الخور ،  قيادة هي نفسها قدر من أقدار الله تصارع الباطل فتصرعه، وتناصر الحق فتنصره ، لا قيادة كلما استشعرت خطرأً حولت اموالها في البنوك ، ونقلت اسرها الي المدارس والجامعات،  واشترت الفيلات والشقق في مصر أو تركيا أو ماليزيا ثم هربت بليل تاركة الجرح ينزف والعضوية  بلا قيادة ، والجماهير بلا رأي ، تتهدهم لجان الفصل والتمكين ، وتصادر أموالهم دون حق سلطات جائره  وتكتب  السجون، شهادات ، وفاتهم  وتحرر المعتقلات تقاريرهم الطبيه .. والقوم في مهاجره ينعمون برغد العيش وطيب المأكل ، ودعة الحياة ،
نحن معاشر الاسلاميين نرجو قيادة ناضجة تملك عقلاُ، وتصنع رؤية ، وتمتلك ارادة التنفيذ، لا تعرف المستحيل .. قيادة تستنهض ط موات الاسلاميين وتلمم شعثهم ،وتنظم صفوفهم، لعل الله يفتح علي اياديهم ،ومن حقنا أن نطالب لذلك وسنطالب،  وان نسعي لذلك وسنسعي .. وان نكتب في سبيل ذلك وسنكتب ثم نكتب …
أيها القائدُ العظيم تقدَّمْ
أنت بالحرب والكتائب أعلمْ
أنت علَّمتهم وسوف تراهم
من شُيوخِ الوغى فنعم المُعلِّمْ
أنت أعددتَ للبلادِ حياةً
ليس من دُونها مَفازٌ ومغنَمْ
ضلَّ من يَحسبُ الرجالَ سواءً
أفضلُ الناس من أعدَّ ونظّمْ
ولنا عودة بإذن الله،،

Comments (0)
Add Comment