صفوة القول
بابكر يحي
بمنتهى الدهشة – تلقيت نبأ تخرج طلاب كلية الدعوة والإعلام بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية (بالقونة) مروة الدولية – نعم بالقونة مروة الدولية – هكذا يسمونها ؛ فلقد حزنت على اسم الجامعة، حزنت على أننا كنا نلقبها بجامعة (اللوح المحفوظ) ، حزنت على ضياع مجهودات الراحل البروفيسور أحمد علي الإمام، ومجهودات البروفيسور سليمان عثمان، حزنت على ضياع صرامة وعصامية البروفيسور علي العوض، وتأسفت على ذهاب غرس البروفيسور عبدالله بريمة سدى ، وغضبت على ضباع بلاغة الدكتور صلاح الدين الهادي وثلة من العلماء حزنت على اقتران سيرتهم بهذه الجامعة ، العلماء الذين كانت تزخر بهم بلادنا السودان، فقد كانوا نجوما في العلوم الفقهية والشرعية، وعلوم المقاصد بل يشار إليهم بالبنان في كل العالم الإسلامي والعربي ، فيا حسرتهم حينما يسمعوا أن طلاب جامعتهم التي أسسوها على التقوى والرضوان أصبحوا يتخرجون (بالقونات) ويتراقصون بهذه الطريقة..!!
لا أدر كيف يستطيع علماء الشريعة والعلوم الإسلامية وأساتذة القراءات وأصول الدين في الجامعة هذا الخبر المحبط ، لا أدر كيف كان شعورهم في أن نتاج جامعتهم كان أجوفا خاليا من بذرة الدين والتدين، لا ادر كيف يتعايشون مع فكرة الفشل هذه !! لا أدر ما الذي درسه هؤلاء المتخرجون – هل فعلاً جلسوا في حلقات التلاوة الصباحية ؟ هل فعلاً حفطوا نصف القرآن الكريم ؟ بل هل فعلاً هم خريجي جامعة القرآن الكريم؟! لماذا لم يستقيلوا منها ليلتحقوا بالجامعات الأخرى حتى لا تصيبهم لعنة التدين الكذوب؟ لماذا لم يقدسوا هذا الاسم (القرآن الكريم والعلوم الإسلامية ) ؟ لماذا لم يتعلموا الحد الأدنى من السماحة والخلق؟!! وهل فعلا فشلت جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في أن تكون غرسا طيباً لطالما أن بعض طلابها بتخرجون بهذه الكيفية المخجلة ؟!
كنا نأمل ان يقيم خريجي جامعة القرآن الكريم حفل تخرجهم بأجمل مهرجان لتلاوة القرآن الكريم يقدمون فيه للأمة السودانية أجمل الأصوات ؛ وينظمون فيه المسابقات في الفقه وحفظ القرآن وعلوم السيرة والسنة النبوية الشريفة وما أجمل ذلك من تميز إن هم فعلوه؟!!
صفوة القول
اغلقوا جامعة القرآن الكريم حفاظا على هذا الاسم ، وتقديسا لكلام الله، فلا ينبغي أن يرتبط اسم الجامعة بشباب منحطين لا قيمة لهم ولا فقه ولا سماحة ؛ او احصروا الجامعة في من يرغب (بحق) في أن ينال شرف الدعوة والتدين والخلق الإسلامي القويم، فالجامعة لا ينبغي أن تكون مثلها مثل أي مؤسسة علمية أخرى بل بينبغي أن تتميز برسالتها وبطلابها وبمنهجها، أحصروها على (قليلين) يريدون ان يستمتعوا بنور الله وسرحوا (جوغة السفهاء) ليعبثوا بعيداً عن اسم القرآن الكريم حتى وإن اصبحت كلية واحدة يتخرج منها صفوة ممن يعظمون شعائر الله، والله المستعان.