أبدت الحكومة السودانية عدم الرضا عن أداء بعثة الأمم المتحدة، ورئيسها فولكر بيرتس، مع اقتراب فترة عمله في يونيو المقبل، وطالبت وزارة الخارجية بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان (يونيتامس) القيام بمهامها كاملة والإيفاء بإلتزاماتها بما فيها تسهيل بناء السلام والمساعدة في توفير مطلوبات الانتقال السياسي وحشد الموارد اللازمة لذلك . وأكدت وزارة الخارجية عدم ايفاء (يونيتامس) بأي دعم مالي في هذا الإطار ، مشيرة إلى أن السودان ومنذ إنشاء البعثة حصل فقط على مبلغ 400 مليون دولار منها 200 مليون دولار ضمن مشروع برنامج (ثمرات) لدعم الأسر الفقيرة . ومع اقتراب فترة انتهاء عمل البعثة الأممية بالسودان وفي ظل عدم رضا الحكومة السودانية، برز ثمة سؤال .. هل ستجدد الحكومة للبعثة الأممية بشروط جديدة .. ام تنهي التفويض وتدخل في مواجهة مع المجتمع الدولي والقوي الدولية…؟ ويري خبراء ومحللون سياسيون، أن الحكومة ستجدد عمل بعثة الأمم المتحدة بشروط جديدة وتعديل تفويضها، ولن تلجأ إلى الدخول في مواجهة مع المجتمع الدولي والقوي الدولية، كما أنها لن تجدد لفولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة، لعدم رضا الحكومة السودانية عنه، ولتدخله في الشوؤن الداخلية للبلاد، وانحيازه لبعض القوي السياسية، وعدم التعامل القوي السياسية الأخرى، بجانب ظهور فولكر كطرف ضمن القوي السياسية. تقصير واضح في عمل البعثة وكان السفير علي الصادق وزير الخارجيه قد اكد في مؤتمر صحفي بوزارة الخارجية ، أن هنالك تقصير واضح في البعثة في الإلتزام بمهامها ، منوها إلى أن السودان الآن بصدد تقييم وتقويم عمل البعثة وإصلاح مسارها . وابان أن الحكومة حينما طالبت بإنشاء البعثة كان الغرض مساعدة السودان في جوانب إستراتيجية أهمها توفير الدعم اللوجستي والمالي للتحضير للانتخابات ، ولتنفيذ مطلوبات السلام، ولتأسيس البنيات التحتية للازمة للانتقال السلس . وقال وزير الخارجية بأن البعثة لم تلتزم بهذه الجوانب ولم توفي بإلتزاماتها، مبينا أن هذه النقاط أساسية لتحقيق الفائدة المرجوة من بقاء البعثة بالسودان . وأوضح الوزير أنه في غضون أسبوعين سيبلغ عمر البعثة بالسودان عامين، مبيناً أن هذه الفترة كافية لتنفيذ نسبة عالية من الأهداف المرجوة من البعثة. رفض التدخلات الخارجية وأعلن وزير الخارجية، رفض السودان لأي تدخلات خارجية في الشئون الداخلية وان ذلك موقف مبدئي واضاف: البعثة ليس لديها الحق في التدخل في شئون السودان الداخلية خاصة الإجراءات القضائية، مبينا أن البعثة طلبت من قبل السودان لأداء مهام محددة ومعلنة ومعلومة التجديد بشروط للبعثة الأممية ويري بروفيسور حسن الساعوري المحلل السياسي والاستاذ بالجامعات السودانية، أنه سيتم التجديد بشروط لبعثة الأمم المتحدة بالسودان. واستبعد دكتور الساعوري، إنهاء الحكومة السودانية لتفويض بعثة الأمم المتحدة، تفاديا الي الاصطدام بالقوي الدولية والمجتمع الدولي، ولكنها ستجدد للبعثة الأممية بشروط تراعي تحفظات الحكومة علي أداء البعثة الأممية، وتحدد أولويات عملها خلال الفترة المقبلة. شروط الحكومة للتجديد وحول الشروط الحكومية للتجديد للبعثة الأممية بالسودان، يري دكتور الساعوري، أن شروط الحكومة للتجديد للبعثة الأممية تكمن في عدم تدخل البعثة الأممية في شؤون البلاد الداخلية، خاصة وان البعثة تدخلت في شؤون البلاد الداخلية واصبحت كأنها جزء من القوي السياسية، بل إنها تدعم قوي سياسية معينة وتنحاز لها، وغير معنية بالتعامل مع اللقوي السياسية الأخري وغير راغبة في التعامل معها، ولذلك لابد من إيقاف تدخل البعثة الأممية في شؤون البلاد الداخلية، وتحديد أولويات عملها، واضاف: وهذا ما تطالب به الحكومة السودانية، بل حددت الحكومة هذه الأولويات كشرط للتجديد لبعثة الأمم المتحدة، فالحكومة أعلنت عن عدم الرضا عن أداء بعثة الأمم المتحدة، وحددت مسارات لعملها. اسس جديدة لعمل البعثة الأممية وفي السياق ذاته يري السفير الرشيد ابوشامة المحلل السياسي، أن التجديد لبعثة الأمم المتحدة بالسودان سيتم وفق أسس جديدة تحددها الحكومة السودانية، من بينها استثناء البعثة من العمل السياسي، وسحب الصلاحية التى تتمتع بها الآن لإدارة الحوار بين الأطراف السودانية. واضاف السفير الرشيد: الحكومة لن تجدد لفولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة، ولكن أمام فولكر وقت وفرصة لاحداث اختراق في ملف الحوار والتوصل لاتفاق لإدارة الفترة الانتقالية بتكوين حكومة مدنية برئاسة رئيس وزراء قوي ، ليست كحمدوك، كما أن الغرب وامريكا سيضغطون من أجل الوصول إلى حل سياسي وتشكيل حكومة مدنية قبيل انتهاء فترة فولكر في يونيو المقبل. فولكر يعازل الحكومة وتوقع السفير الرشيد ابوشامة، أن يعازل فولكر الحكومة السودانية من خلال التقرير الذي سيقدمه الي الأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن الأوضاع في السودان، حيث سيتجنب فولكر مهاجمة الحكومة، وسيقدم تقرير ترضي عنه الحكومة، واضاف: ولكن رغم عن ذلك الحكومة السودانية لن تغير رأيها في فولكر ولن تجدد له بعد انتهاء فترة عمله في يونيو المقبل، ولكن ستجدد لبعثة الأمم المتحدة باسس جديدة تستثني منها الشأن السياسي والتدخل في الشؤون الداخلية، والاكتفاء بدعم السلام والانتقال وإجراء الانتخابات. تشكيل حكومة مدنية وأكد السفير الرشيد، أن فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان سيكون عاقلا ولن يهاجم الحكومة ، وسيقدم تقرير ا عن الأوضاع في السودان يغير الموازين، والمشهد. واضاف: إذا نجح فولكر بيرتس سيشكل حكومة مدنية برئاسة رئيس وزراء ، يتم التوافق عليه بنسبة تصل إلى 60%، بمشاركة قوي الحرية والتغيير، وتبقي البقية معارضة ، ومن ثم ستعود المساعدات الدولية للسودان من قبل الغرب وامريكا. وأشار السفير الرشيد الي تفاؤل فولكر بنتائج الحوار غير المباشر الذي أجرته الآلية الثلاثية، في التوصل إلى حل سياسي للأزمة السياسية، وتشكيل حكومة مدنية، ولكن إذا فشل فولكر الحكومة لن تجدد له، وستسحب فقرة الحوار السياسي من مهام البعثة الأممية وتعدل تفويضها.