_ المقارنة غير واردة بين تجربتي المتواضعة ونصف قرن من إبداعات السر قدور!
__ الثقة التي أولتنيها (النيل الأزرق) شجعتني على قبول التحدي!
الروائي والسينمائي نزار مبارك قال (قبول مصعب الصاوي لإدارة النسخة ١٧ من برنامج ( أغاني وأغاني )
هو نوع من الفروسية، لأنه قرار يحتاج إلى فارس وليس مجرد مذيع)، هذا وقد شهدت وسائط التواصل والمزصات جدلاً واسعاً حول البرنامج لهذا العام ، من حيث الأسلوب والأداء وطرائق العرض، وتحدي الاستمرارية والمتابعة الجماهيرية، بعد رحيل مؤسس الحلقات القامة السر احمد قدور، حملتنا كل هذه التساؤلات وغيرها على أن نضعها بين يدي مقدم ومدير النسخة الإعلامي مصعب الصاوي؛ فكانت هذه الحصيلة …
حوار _ إبراهيم عبد الرازق
* اولاً، مالذي حملك على قبول هذا التحدي الضخم في إدارة برنامج عالي المشاهدة بعد رحيل العملاق السر قدو ر ؟
_ السؤال يتردد من كثيرين، حقيقة آراء الناس توزعت بين مشفقين عليّ، وخائفين ومترددين، من التجربة لكنني قبلت التحدي، ولحظة إعلان ذلك اشتعل (الفيس بوك) ومواقع التواصل الأخرى لمجرد الفكرة.
أتساءل مرة أخرى هل أرعبك هذا التحدي الكبير ، هل جعلك تتردد؟
_ اعترف أن المسؤولية كبيرة، لكن ما دفعني على قبول التحدي هو الثقة التي اولتني إياها قناة النيل الأزرق، و أنا بطبعي أبذل قصارى جهدي إذا وثق بي أي إنسان. ناهيك عن مؤسسة إعلامية بحجم قناة النيل الأزرق، وهي مع الاختيار قدمت لي أيضاً الدعم الكبير، وأرجو أن أكون أهلاً وسهلاً لثقتهم.لم تكن المسألة بحثاً عن الشهرة او المال. بل تقديراً مني لهذه الثقافية والاجتماعية ، لا سيما وأن الخيارات كانت متعددة أمام القناة.
* صف لنا شعورك وأنت تتلقى هذا التكليف؟
_ اتصلت بي إدارة قناة النيل الأزرق، وعرضت علي تقديم وإدارة هذه النسخة السابعة عشر من برنامج (أغاني وأغاني) للعام ٢٠٢٢ ، من شهر رمضان ، ودار حوار مثمر مع إدارة القناة ، حول هذه النسخة ومحتوياتها، فشكرتهم على ذلك ؛ ومن هنا بدأ مشوار العمل.
* يتساءلون أيضاً كيف تهتمون لهذه الدرجة بالغناء والتغني، والبلاد تعيش سيولة سياسية غير مسبوقة والشارع يناضل من أجل
الحكم المدني؟
_لم نغفل عن الوضع المعيش وتحديات البلاد، وظروف البلد السياسية والوطنية، ولا أجد أي تعارض بين الفنون وحالة الوطن أيا كانت، الفنون على مر التاريخ كانت القلب الذي يشكل كيان وهوية الإنسان السوداني، بما فيها الأشكال العاطفية، أنا لا فرق عندي بين الأغاني العاطفية والوطنية والسياسية ، فأي فن يخاطب المزاج السوداني هو عمل وطني ، بالنسبة للنضال السياسي الوطني قدمت النسخة ١٧ من (أغاني وأغاني) حلقة كاملة حول إبداعات خليل فرح ، واثنتين من الحلقات للأعمال التراثية والوطنية، كما تميزت هذه النسخة أيضاً بعرض التنوع الثقافي الفني بين الأقاليم في دارفور وكردفان، بجانب التنوع الفني بمدن السودان المختلفة .
* يقارنون بالتأكيد بين تقديمك وأدوات وروح الراحل السر قدور؟
_المقارنة غير واردة اصلاً، ومن يقارن تجربتي المتو اضعة بهذا العملاق قطعاً يجهل حقيقة أستاذنا السر قدور ، قدور وتجربته الفنية وعطاؤه الذي استمر لمدة نصف قرن من الزمان، شاعراً وملحناً ومسرحياً وإعلامياً هو نسيج وعالم لوحده ، أما إذا كان الموضوع حول الإدارة و المحتوى البرامجي ، فهذه مسألة خاضعة للنقاش والأخذ والرد.
* هل اجتهدت للتزود بروح حركة خفيفة مع الكوميديا كعمل موازٍ للعملاق السر؟
_ لكل إنسان تكوينه وطابعه الذي يختلف باختلاف بني البشر ، البرنامج ليس وقفاً على مصعب الصاوي وحده ، بل هناك فريق عمل متكامل يقوم بإخراج النسخة الثانية، التخطيط لنسخة هذا العام تم بواسطة الراحل قدور نفسه ،، ولم نتدخل نهائياً في ما خطط له ، فقط أضفنا حلقات خاصة بتجربة السر قدور نفسه كشاعر غنائي، احتفاءً به وتكريماً له.
*لماذا اختفى طه سليمان واحمد وحسين الصادق عن هذه النسخة تحديداً ؟
_البرنامج في كل نسخه السابقة كان يتعاقب عليه مطربون ،كل بحسب ظروفه واستعداده للمشاركة وإيمانه بالفكرة ، القناة لا تجبر فناناً على المشاركة. وليست هناك قائمة خاصة بشروط ومواصفات ، لكل نسخة ظروفها وتخطيطها.
* كيف يتم اختيار المطربين المشاركين ؟
_ البرنامج يحرص في كل موسم لتقديم أصوات جديدة ،كذلك يحرص على تواصل الأجيال الفنية ، لا سيما في ما يتعلق بأغاني التراث وأغاني الرواد من الفنانين، بجانب أغاني المعاصرين، ويتم توزيع المشاركات بين الأصوات النسائية والرجالية ، مع الأخذ بالخبرات والتجارب.
* كيف تم توزيع حلقات هذه النسخة ؟
_افردنا حلقات لتجربة الراحل السر قدور وبمشاركة الفنان الكبير كمال ترباس ، لأن الراحل أعطاه أكثر من إحدى عشرة أغنية
، كما شارك الفنان عصام محمد نور بأغنيات الموسيقار إبراهيم الكاشف ، مثل (الشوق والريد)، كما قدمنا أعمال قدور الأخرى للعاقب محمد حسن ومنى الخير.