هناك فرحة مختلفة نجدها لدى الأمهات خاصة بعد نجاح أبنائهم في كل المستويات الدراسية.. فما بالك لو كان طفلك من متلازمة داون وأصبح يشار له بالبنان بعد تفوقه الدراسي.. مركز السودان لمتلازمة داون خصص في هذا العام لأطفال الداون ولأول مرة فرصة امتحان شهادة الأساس وهي تعتبر نقلة نوعية ومتطورة خاصة أنهم في حاجة كبيرة لمثل تلك البرامج.
تعزيز القدرات
مدير مركز السودان لمتلازمة داون، ابتهاج محمد أوهاج، قالت إن مركز السودان لمتلازمة داون تأسس في العام٢٠١١م، كأول مركز متخصص بالسودان لتأهيل أفراد متلازمة داون وأسسه المرحوم المهندس إيهاب محمد أوهاج، ومن أهداف المركز تقديم برامج تعليمية تدريبية للداون منذ الطفولة المبكرة، إضافة إلى تأهيلهم مهنياً لتحسين حياتهم عبر تعزيز القدرات التي تسهل إدماجهم في المجتمع ليصبحوا منتجين ومتفاعلين في المجتمع، علاوة على رفع مستوي الوعي المجتمعي ووعي الأسرة بالطرق السليمة للتعامل معهم.
وكشفت ابتهاج عن اكتمال ترتيب إجراءات المرافق للجالسين عن طريق الوزارة، وتابعت: كانت هنالك مرحلة مهمة جداً وهي كيفية أن يتعرف المرافق على سلوك طالب متلازمة داون فقد حصل وتم التهيؤ النفسي لهم فزاد حماسهم وإحساسهم بالمسؤولية وزادت ثقتهم واطمئنانهم من خلال الامتحان التجريبي الذي عقد لهم .
فرحة وحلم
من جانبها وصفت الاستشاري النفسي د. نعمة إبراهيم في تصريحات لـ(اليوم التالي) فرحتها بتحقيق الحلم وقالت إنها أول دفعه من مركز السودان لتأهيل متلازمة داون تجلس لامتحان شهادة الأساس لعام (2021 – 2022م).
وأضافت نعمة أن الأمر ليس بالسهل والوصول لهذه المرحلة كانت هناك العديد من الصعاب والعقبات، لكن بالتحدي والصمود والإصرار والعزيمة من قبل إدارة المركز والاسطاف والطلاب وأسرهم جميعهم جاهدوا لتذليلها والتصدي لها، وذكرت أن الهدف ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻏﺎﻳﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻋﺎﻣﺔ.
مشروع التعليم للجميع
وفي ذات السياق قالت المساعد الفني بإدارة التربية الخاصة بمحلية شرق النيل أستاذة سماح عبدالقادر عمر: “بحمد الله وتوفيقه جلس للامتحان ذوو الاحتياجات الخاصة أكقر من (٢٠٠) تلميذ وتلميذة من بينهم أطفال متلازمة داون كتجربة فريدة على مستوى ولاية الخرطوم علماً بأن (الداون) شريحة يصعب دمجهم في المدارس العادية، نسبة لظروفهم وتقسمهم، وجاء ذلك في إطار مشروع التعليم للجميع .
وذكرت سماح بامتحان شهادة الأساس لطلاب متلازمة داون يتناسب مع قدراتهم وسيتحصلون على شهادات إكمال مرحلة الأساس.
وأوضحت سماح أن إجراءات الجلوس لامتحان هذا العام كانت سهلة جداً وذلك بفضل الله والى تفهم إدارة التعليم بمحلية شرق النيل دور إدارة التربية الخاصة وأهميتها.
وعي الأسر
من جانبه أشاد مدير مدرسة دار السلام المغاربة بنين أستاذ خالد كنزي بأن طلاب متلازمة داون متميزين من حيث الانضباط والنظافة والسلوك الطيب وأضاف أن أول عام يجلس ممتحنين من طلاب متلازمة داون لامتحان شهادة الأساس وأشاد باهتمام المركز بالطلاب كما ذكر أنه لم تكن هناك صعوبات من وزارة التربية والتعليم في إجراءات أرقام جلوس الممتحنين .
وأشار كنزي إلى أن جلوس طلاب متلازمة داون للامتحان تعتبر خطوة وعي للأسر والمجتمع.
أول دفعة تجلس للامتحان
وأشاد رئيس المجلس التربوي والآباء بمدرسة دار السلام المغاربة أستاذ الصادق محمد عبدالله حسن بمركز السودان لمتلازمة داون على الخطوة المهمة لجلوس أول دفعة لامتحان شهادة الأساس وتأصيل فكرة التعليم الدامج. وقال الصادق إنها أول دفعة تجلس للامتحان بهذا العدد الكبير من طلاب متلازمة داون، بل هذه أول مرة على نطاق الولاية .
اعتماد على الذات
وقالت والدة الطالب أيمن: “أنا دخلت أيمن مدرسة خاصة من الروضة وكان هدفي إنو يكتسب سلوك اللأفال الفي عمرو ويقدر يعتمد على روحو ويندمج اجتماعياً ونجحت في ذلك والحمد لله، لكن بعد ذلك واجهتنا صعوبات التعلم وذهبنا للمركز المتخصص مركز السودان وجدنا فيه تأهيل أبنائنا فب جميع النواحي اجتماعياً وأكاديمياً وثقافياً وفنياً حيث تتوفر به كوادر مؤهلة لهذه الفئة بالإضافة إلى اجتهادات الأسرة معه في البيت.. وعند إتاحة الفرصة للجلوس لامتحان الأساس فرح أيمن وكل الأسرة فرح شديد وأيمن بقي عندو هدف وإحساس إنو اترفع من مستوى لمستوى آخر حيث عليه الاجتهاد والوصول لطموحو” وأضافت: وبإذن الله لي قدام نتوقع إنو يكون في تصعيد أكاديمي ومهني بمراكز مشابهة لمركز السودان كمرحلة ثانوية.
إحساس بالفخر
في ذات السياق قالت خنساء بابكر عبد القادر. أم الطالب محمد إيهاب جعفر ضرار إن ابنها كان يدخل الروضة برفقة إخوته ومن ثم تم إدخاله المركز المختص بحالته ولم نجد صعوبة في ذلك، بل كان هناك شعور بالفرحة وإحساس بالفخر والاعتزاز وتم تعامله بطريقة مميزة دون فرز من إخوته.
وقالت منى عبدالكريم موسى أحمد ـ أم الطالب السر عبد الحافظ محمد عمر، إن دخول ابنها كان مشوار طويل وصعب لكن بحمدلله اجتزت المرحلة وأضافت: لا توجد صعوبة في وصولهم لهذه المرحلة بفضل الله وهي تشكر أسرة المركز، وتابعت: “بعد أن تمت تهيئة الجو المناسب لهم إضافة إلى غرفة المذاكرة، وهم مبسوطين وقالت: لأول مرة طلبة من المركز متلازمة داون يمتحنوا وشعورهم طيب بتلك الخطوة متوقعين لهم بتحقيق مشاريعهم وأن يصبحوا قدوة للبقية”.
وأضافت نعمات عبد القيوم الخزين ـ أم الطالبة أرز عبد المنعم علي ـ قائلة: نعم هناك صعوبة في المنهج ومفردات النطق بها وفهم المفردات صعبة للغاية، ثم فهم الامتحان وعدم تحمل الجلوس للمذاكرة.