حصلت الناشطة السودانية المدافعة عن حقوق المرأة أميرة عثمان حامد، اليوم الجمعة، مع أربعة أشخاص آخرين، على جائزة المدافعين عن حقوق الإنسان المعرّضين للخطر، والذين يناضلون سلمياً من أجل أيّ من الحقوق المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، التي تقدّمها منظمة “فرونت لاين ديفندرز” الدولية غير الحكومية.
وتكافح حامد، رئيسة مبادرة “لا لقهر النساء” في السودان، وهي مهندسة في الأربعينيات من عمرها، منذ سنوات طويلة، من أجل قضية المرأة السودانية.
في يناير/ كانون الثاني 2022، اعتُقلت حامد للمرّة الأخيرة قبل أن يُطلق سراحها، علماً أنّ أوّل اعتقال لها أتى قبل عشرة أعوام، في عام 2002، لأنّها ارتدت سروالاً.
وفي عام 2013، اعتُقلت مرّة ثانية لأنّها رفضت تغطية شعرها، وقد أتى ذلك استناداً إلى قانون يلزم السودانيات بتغطية شعرهنّ ويحظر على النساء ارتداء السروال. لكنّ هذا القانون أُلغي في ما بعد، وقد صرّحت حامد حينها لوكالة فرانس برس بأنّ “هذا القانون يحوّل النساء من ضحايا إلى مجرمات”.
وقال المدير التنفيذي للمنظمة غير الحكومية أندرو أندرسون، في بيان نُشر اليوم الجمعة، إنّ “هؤلاء المدافعين عن حقوق الإنسان الشجعان يُثبتون في كلّ يوم أنّ الذين يعملون من أجل حقوق الأكثر تعرّضاً للخطر يُحدثون فارقاً كبيراً”.
وفي عام 2019، وضع الجيش السوداني حدّاً لثلاثين عاماً من حكم عمر البشير بعد انتفاضة شعبية، تصدّرت المرأة السودانية خلالها مشهد الاحتجاجات ضدّ النظام. وفتح ذلك الطريق أمام مرحلة انتقالية في السودان، كان من المفترض أن تقود إلى حكم مدني ديمقراطي. لكنّ انقلاب قائد الجيش الفريق أوّل عبد الرحمن البرهان على شركائه المدنيين، في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، قطع تلك المرحلة الانتقالية.
ومنذ ذلك الوقت، ينزل آلاف المتظاهرين إلى الشارع بانتظام للاحتجاج على هيمنة العسكريين على السياسة والاقتصاد في السودان، الذي يحكمه جنرالات بلا انقطاع تقريباً منذ استقلاله قبل 66 عاماً. وقد أدّى قمع التظاهرات إلى سقوط 96 قتيلاً وآلاف الجرحى واعتقال المئات، من دون ظهور أيّ بوادر حلّ سياسي حتى الآن.
وخلال حملة القمع الأخيرة تلك، اعتقلت حامد في 23 يناير 2022، قبل أن يُطلَق سراحها بعد أسبوع. وفي ذلك الحين، طالبت بعثة الأمم المتحدة في السودان بإطلاق سراحها، مؤكّدة أنّ “اعتقال أميرة وسيناريو العنف ضدّ المدافعين عن حقوق المرأة قد يؤدّيا إلى وقف مشاركة البعثة السياسية في السودان”.
في بيانها، حيّت المنظمة مانحة الجائرة تصميم أميرة عثمان حامد التي “لم تتوقّف قطّ عن مواصلة مهمّتها، وواصلت المشاركة في تظاهرات سلمية” على الرغم من “انتهاكات حقوق الإنسان” التي ارتُكبت بحقها.
وفي الأيام التي تلت الإفراج عنها، شاهد مراسل وكالة فرانس برس حامد وهي تجوب العاصمة مستندة إلى عكّازَين بسبب إصابة في الظهر، نتجت عن حادث تعرّضت له في أثناء مشاركتها في التظاهرات ضدّ الانقلاب.
وبحسب موقع “فرونت لاين ديفندرز”، أُطلقت الجائزة السنوية للمدافعين عن حقوق الإنسان المعرّضين للخطر في عام 2005، في دبلن، وذلك “تكريماً لعمل مدافع عن حقوق الإنسان يقدّم بشجاعة، من خلال العمل غير العنيف، مساهمةً بارزة في تعزيز وحماية حقوق الإنسان للآخرين، وعادة ما يكون هو بنفسه معرّضاً لخطر شخصي كبير”.