#البعـد_الاخـر || مصعب بريــر يكتب.. مشروع الصرف الصحى بولاية الخرطوم الأمل الذى تحول لكارثة بيئية .. فهل من حل (1) ..؟!

> كانت العاصمة القومیة بمدنها الثلاث الخرطوم ، بحري و أمدرمان تعتمد كلیاً علي تصریف المخلفات السائلة عن طریق الأنظمة البسیطة في الدرجات الأولي والثانیة ، و مراحیض الحفر في اجزاء كبیرة منها ، و في الدرجات الثالثة و الشعبیة.. كما أن إستعمال تنوع التحلیل طریقة للتصریف معمولا به في الدرجات الأولي و میسوري الحالة في الدرجات الأخرى و المنشئات الكبري مثل الجامعات والفنادق وخلافه .

> ولما كان هذا الوضع لایتماشي مع التنمیة المنشودة في البلاد من حیث تدني صحة البیئة و توالد الباعوض و انتشار الأمراض ، فكر المسئولو ن في أول خطوة نحو إنشاء مشروع للصرف الصحي في السودان ، و الذي كان یعرف بمشروع المجاري وقتها.. كانت الفكرة لإنشاء مشروع الصرف الصحي منذ عام 1939م ، و لكن تأخرت الفكرة في التنفیذ لظروف الحرب العالمية ، حتى بدأت الدراسة والإنشاء و التنفیذ لمشروع مجاري الخرطوم كمرحلة أو لي في عام 1954م.

> تم تصمیم المشروع بواسطة المهندس الإستشاري وقامت بالتنفیذ شركة إنجلیزیة ، كما كان مجلس بلدي الخرطوم ووزارة الحكومة المحلیة أنذاك هم أصحاب المشروع .

> أما مشروع مجاري الخرطوم بحري فتمت دراسته في عام 1961م وقام بتصمیم المشروع شركة Jahnson Danialman hall Manden الأمریكیة كما تم التنفیذ بواسطة شركة
Level.H.C الأمریكیة أیضاً وأكتمل المشر وع في عام 1971م ، و بدأ التشغیل في أكتوبر من العام 1971م ، و قد توقف المشروع علي المرحلة الأولي التي شملت المنطقة الصناعیة أثر قطع العلاقات بین السودان وأمریكا ، و ظل المشروع قاصراً علي المنطقة الصناعیة وكو بر ولم یشمل المناطق الأخرى ، و كان مشروع مجاري الخرطوم بحري یشرف علیه إداریاً مجلس بلدي الخرطوم بحري

> دمج مشروع مجاري الخرطوم و مشروع مجاري الخرطوم بحري لیكون ما یسمى بإدارة الهندسة الصحیة و التي شملها التغییر أخیراً لتسمي إدارة الصرف الصحي والتي إنبثقت عنها شركة الخرطوم للصرف الصحي عام 1992م وحالیاً تعمل تحت مسمى شركة الخرطوم للمیاه و الخدمات و المسؤولة من أعمال الصیانة و التسیر لمشاریع الصرف الصحي بالولایة من خطوط و طلمبات ضخ و حقول تنقیة .

> كما ظلت إدارة الصرف الصحي السابقة مسؤولة عن الإشراف العام والإستشارات تحت وزارة التخطیط العمراني والمرافق العامة .

> ذكرنا هذه المقدمة التاريخية المهمة لنعكس حجم التراجع المريع لاحلامنا بالحفاظ على بيئة متوازنة بفعل تراكم الفشل الاستراتيجى الذى واجهته مشاريعنا الحيوية المهمة التى تزيلت اهتمامات حكامنا الاجلاء على مر حقب حكم السودان بفعل سيادة وطغيان معارك الكراسى بين نخبنا التى ابتليت بها بلادنا على حساب اولويات المحافظة على نظم صحة البيئة وبقية الخدمات الوقائية .. حتى تحول الأمل الذى علقنا عليه احلامنا “مشروع الصرف الصحى” من اجل مستقبل صحى امن الى كارثة بيئية ظللنا ندفع ثمن اثارها امراضا ومعاناة .. و سنسعى عبر هذه الحلقات لاضاءة كشافات الحقيقة على اسباب هذا الانهيار وافاق الحل …

> و سنواصل ..

Comments (0)
Add Comment