انطلقت بشكل مفاجئ احتجاجات في عدد من مدن وأحياء العاصمة السودانية، للمطالبة بالحكم المدني وتحقيق العدالة وإطلاق سراح العشرات من المعتقلين.
وشارك الآلاف في الاحتجاجات التي عمت أحياء عديدة جنوبي وشرقي الخرطوم ومناطق مختلفة في مدينتي أم درمان والخرطوم بحري، شمالي العاصمة.
وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين رفعوا شعارات تطالب بعودة الجيش إلى ثكناته، وترك الحكم للمدنيين.
وتأتي الاحتجاجات الجديدة امتدادا لسلسلة من الاحتجاجات المستمرة منذ نحو 7 أشهر، رفضا للإجراءات التي اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر، التي أنهت شراكة كانت بين المدنيين والعسكريين منذ إطاحة نظام عمر البشير في أبريل 2019.
وانتشرت قوات الأمن بكثافة في الشوارع الرئيسية في وسط أم درمان وفي عدد من مناطق الخرطوم، واستخدمت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق المحتجين.
يأتي هذا فيما تسعى الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة الإيقاد، لجمع الأطراف السودانية على طاولة الحوار للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد، وسط انتقادات شديدة وجهتها الإدارة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي للطريقة التي يتم لها التعامل مع المحتجين، حيث قتل حتى الآن 96 شخصا وأصيب المئات معظمهم بالرصاص الحي.
وتأثر اقتصاد البلاد سلبا بالأوضاع الحالية وباستمرار تعليق المساعدات الدولية، حيث تقول مؤسسات التمويل الدولية والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي أن استئنافها مربوط بعودة المسار الانتقالي.