قال عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني علي سعيد إن فولكر بيرتس فقد الحيادية، مشيرًا إلى عدم فهمه لطبيعة القضية السودانية وعدم إلمامه بتاريخ وتراث وثقافة وطبيعة الشعب السوداني.
ولفت سعيد إلى أن فولكر أختصر الثورة السودانية بزخمها الهائل الذي لفت أنظار كل العالم كثورة شعبية عظيمة عميقة الجذور، وتغطي كل أنحاء السودان يشترك فيها الحضر والريف والبادية، اختصرها المندوب الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بأنها مجرد أزمة.
وكان المبعوث الخاص للأمين العام قال في إحاطته إن هناك “مفسدين” لا يريدون الانتقال إلى الديمقراطية أو يرفضون الحل من خلال الحوار، وطالب الأطراف السودانية بعدم السماح لهؤلاء بتقويض فرصة إيجاد مخرج تفاوضي للأزمة.
ويرى سعيد أن هذا الاختصار يوهم كل القوى السياسية والمتحاورين معه بأن ما يحدث هو مجرد أزمة تحل عبر التفاوض وهذه خديعة كبرى.
وقطع بأن الثورات لا تحل بالتفاوض، مشددًا على أن الأمم المتحدة في مبادئها لا تنظر إلى الثورات وحركات الجماهير الكبرى على أساس أنها أزمة، ولكنها تتعامل معها كتحولات اجتماعية لها جذورها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية وبالتالي تساهم الأمم المتحدة في تسهيل مهام إنجاز الثورة كحل جذري لقضية البلاد، وأضاف سعيد بأن الثورة عملية متواصلة تنداح من نقطة إلى أخرى حتى تحقق أهدافها. أما الأزمة فهي وضع طارئ نشب لأسباب معينة، وبمعرفة هذه الأسباب ينتفي وجودها.
وذكر سعيد أن تكوين الآلية الثلاثية مكنت فولكر كي يتنقل بين القوى السياسية المختلفة ولجان المقاومة لإغرائهم بالجلوس مع العسكر للتفاوض والسؤال هو التفاوض على ماذا؟ وبين من ومن؟ وتابع سعيد: هل بين الشعب وأحدي مؤسساته؟ أم بين مجموعة من الجنرالات وملايين الناس؟ أم بين شريحة تملك السلاح والثروة وتستولي على السلطة بينما فئات المجتمع وطبقاته الأخرى تعاني من مشاكل اقتصادية وثقافية متوارثة منذ 1956 وحتى الآن.
وقال سعيد إن الشعب السوداني بطبيعته وتركيبته ومن خلال تراثه وتاريخه لا يخضع لما يملأ عليه، منبهًا إلى أنه شعب مستقل بتركيبته، لافتًا إلى المحاولات التي جرت لإخضاعه عن طريق الطوائف الدينية وجماعات الإخوان المسلمين والانقلابات العسكرية لكسر إرادته، فثار عليها جميعًا وهزم مخططاتها المدعومة من قوى خارجية لها مصالح في إبقاء السودان فقيرًا عاجزًا لا يمتلك قراره.
وتساءل سعيد قائلًا هل يعمل فولكر وآليته على أن يبقى الشعب السوداني عاجزًا لا يملك قراره بإجهاض ثورته التي قتل فيها مئات الشباب وهم يهتفون بأعلى صوت “سلمية سلمية حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب .. ومدنية خيار الشعب” ومطالبين العسكر تسليم السلطة للشعب بلا شروط، مشددًا على أن المعادلة: الشعب في مواجهة الجنرالات العسكريين يعملون على السيطرة بقوة السلاح في وقت هم فيه حفنة لا تمثل إرادة الشعب