ويبقى الود
النائب العام في اختبار جديد
تحية وتقدير لهذا القاضي العظيم
الدكتور عمر كابو
ما سأكتبه هنا ليس ضربا من خيال ولا حروف من عبث ما أكتبه هنا حدث اليوم في محكمة جنائية من محاكم السودان٠
فقد حددت المحكمة المختصة بنظر البلاغ رقم (٤٤) والتي اشتهرت بقضية بيت الطائف والمختصة بمحاكمة عدد من المتهمين تم توجيه تهمة الإرهاب لهم بدعوى أنهم يريدون تفجير الخرطوم تهمة لا تقف على ساقين ولا تسندها بينة كل ما في الأمر تلفيق وخبث ومنكر من القول وزور كما سيرد تفاصيله لاحقا٠
بالرجوع لموضوع جلسة اليوم التي شهدت أحداثا درامية غريبة لا تخطر ببال عاقل ولا يمكن توقعها فالجلسة محددة لسماع أقوال المتحري في البلاغ والذي كان قد بدأ في استعراض المتهمين حتى وصل للمتهم رقم ٢٨ وهنا بدأت القصة والتي أثارها محامي الدفاع الأستاذ البارع محمد الحسن الأمين بسؤاله للمتحري متى تمت إضافة هذا المتهم فكانت المفاجأة أن أكد المتحري على أن النيابة العامة قامت بإضافة المتهم قبل أسبوعين وبمناقشته اتضح أن هذا المتهم تمت إضافته لمحضر الدعوى دون علم القاضي ودون أخذ الإذن منه وبعد مرور أكثر من عشر جلسات فقط بعد أن أحست النيابة ضعف قضيتها وهوانها٠
هنا انبرى محامو الدفاع والذين شرفوا المهنة علما ونبوغا ومعرفة بقيادة محمد الحسن الأمين وعبدالباسط سبدرات وهاشم أبوبكر الجعلي وعواطف الجعلي والطيب هارون وعماد جلجال ومحمد الحسن عوض الله واللواء الصائم وعبدالله الجيلاني وصلاح عشرات ومجدي سرحان وعمر عبدالفتاح وعبدالله درف ومحمد الحسن شوكت رافضين لهذا الإجراء الذي يخالف مبادئ وقيم العدالة ويتعارض مع أهم دعائم ومرتكزات السياسة الجنائية التي ترفض إهدار حق المتهم في محاكمة عادلة وناجزة فاضافة متهم جديد بعد مضى ثلاث سنوات يعني في إهدار لهذه الحقوق واطالة لامد التقاضي ومزيد إجراءات الهدف منها إبطاء الإجراءات والإبقاء على المتهمين في (الاعتقال السياسي) أكبر فترة ممكنة امعانا في الظلم واهدارا لقيم المحاكمة العادلة٠
أمام ذلك لم يجد القاضي العملاق مولانا زهير بابكر إلا أن يعلن عن حزنه العميق ورفضه التام للمساس بمحضر الإجراءات وتوجيهه للنائب العام بالتحقيق الفوري والعاجل في هذا المسلك الذي لايشبه النيابة ويضر بنزاهتها وبسمعتها فأي مساس بمحضر التحريات يعد جريمة نكراء تمس قيم النزاهة والشفافية وتهدر حقوق المتاقضين وتشكك في نزاهة القضاء وتمس سمعة مؤسساتنا العدلية٠ ليعلن تنحيه عن نظر هذا البلاغ الذي فقد أهم مقوماته وهو التشكيك في إجراءاته٠
مقام نتوجه فيه بالتحية والتقدير لهذا القاضي المحترم الشجاع الذي رفض أن يلوث سمعته وأن يقترن اسمه في بلاغ كله زور وبهتان وظلم وافتراء٠رغم أنني تمنيته أن يواصل في إجراءات هذا البلاغ لأنه وجدانه السليم وعقيدته قد انطوت وانحازت للانتصار للقانون فمن كان مثله حتما لن ينتصر إلا للحق والعدل والقانون٠
كنت بالأمس في محكمة الامتداد لفت نظري قاض يعمل بكل همة ويسعي جيئة وذهابا في غياب موظفي المحاكم بسبب الإضراب لخدمة المتاقضين سألت أحد الزملاء المحامين عنه فقال لي هذا هو مولانا جمال سبدرات فقلت له رأيته مذ الصباح الباكر يسعى بين محكمته وبين مكاتب الموظفين لتسريع الإجراءات٠
ما جعلني أقرر بكل اطمئنان أن قضاء السودان بخير مادام فيه رجال في مثل نزاهة وورع وتفان وتجرد مولانا زهير بابكر ومولانا جمال سبدرات٠
بقي أن تعلم عزيزي القاريء لم كل هذا التسويف والظلم والعسف في هذا البلاغ؟!فقط لأن المتهمين فيه رجال في قيمة وشموخ كمال عبداللطيف والفريق على سالم والفريق الأول مصطفى محمد مصطفى واللواء صالح يس واللواء صديق سيد أحمد وعوض الحاج وطارق يوسف ومحمد أحمد عبدالهادي رجال أطهار خدموا الوطن وسعوا لنهضته كل حسب موقعه حيث سيكتب التاريخ يوما أنهم عاشوا رجالا بعمق الوطن٠