سجلت أسعار السكر في السودان زيادات حادة، بعد أن رفعت الحكومة الرسوم الجمركية على واردات هذه السلعة من 3% إلى 25% وسط انتقادات واسعة لهذه الخطوة، حيث تشهد الأسواق موجة غلاء كبيرة، بفعل أزمة الإمدادات وارتفاع الأسعار العالمية الناجمة عن تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا.
وقال فتح الله حبيب الله، رئيس شعبة تجار الجملة في مدينة أم درمان بولاية الخرطوم لـ”العربي الجديد” إن سعر السكر قفز في أسواق الجملة مما يتراوح بين 22.5 و23 ألف جنيه إلى ما بين 26 و26.5 ألفاً للجوال زنة 50 كلغ بزيادة تصل إلى 17%، أما في أسواق التجزئة فيصل إلى 28 ألف جنيه، مشيرا إلى أن الزيادة جاءت بسبب رفع الرسوم الجمركية بنسبة تتجاوز 733%.
وأشار حبيب الله، إلى أن الأسواق تعاني من تراجع القدرات الشرائية للمواطنين، ما خلق نوعا من الركود، منتقدا عجز الحكومة عن اتخاذ إجراءات فاعلة لدعم الإنتاج المحلي ومواجهة انفلات الأسعار الذي يزيد من الضغوط المعيشية.
بدوره، قال الطاهر محمد، من سكان الخرطوم، إن زيادات الأسعار جعلت الكثير من الأسر غير قادرة على شراء احتياجاتها من السلع الأساسية، مشيرا إلى قيامه في السابق بشراء المواد التموينية بكميات تكفي احيتاجات أسرته لشهر كامل مع استلام راتبه، أما الآن فقد صار ذلك من المستحيلات بسبب الغلاء المعيشي، مشيرا إلى اضطراره لتقليص الكميات المشتراة والتي تجري وفق توفر السيولة على مدار الشهر.
وأضاف محمد أنه يشتري الكيلو غرام من السكرالمستورد بما يتراوح بين (500 و600) جنيه، بسبب انعدام المحلي، وهو يكفي بالكاد يومين فقط، ما يرهق ميزانيته الشحيحة، مطالبا بوضع حل جذري لمشكلة ارتفاع السلع.
ويحمل مواطنون تجارا مسؤولية ارتفاع الأسعار، منتقدين في الوقت نفسه غياب الدور الرقابي من جانب الحكومة على الأسواق. لكن التاجر في سوق بحري بالخرطوم، النورالحبر، قال لـ”العربي الجديد” إنه بجانب الزيادات الجمركية، هناك تكاليف اخرى تتسبب في زيادة الأسعار، منها تكاليف الوقود، التي تضاعف الأسعار على التاجر والمواطن على حد سواء.
صدمة للأسواق
وأضاف الحبر أن الزيادة الأخيرة لسعر الدولار الجمركي (المحدد للاستيراد) من 430 جنيها إلى 445 جنيها تسببت في صدمة للأسواق، وعمقت من حالة الركود نظرا لضعف القدرات الشرائية للكثير من المواطنين.
وقفزت معدلات التضخم إلى مستويات قياسية في الأشهر الماضية، إذ أعلن الجهاز المركزي للإحصاء، في إبريل/ نبسان أن التضخم السنوي ارتفع إلى 263.16% في مارس/ آذار مقابل 258.4% في فبراير/ شباط.