عثمان جلال يكتب/ بي كم بي كم قحاتة باعوا الدم

 

(1)
عندما اكمل الرئيس البشير التدجين الاستراتيجي لمشروع الإنقاذ الفكري والسياسي وتعازلت عنه تيارات الاسلاميين منحازة للمشروع الوطني الديمقراطي وغدا مثل الخليفة التعايشي الذي اختزل المهدية الفكرة والثورة في ذاته ومحض تهويمات وأسطرة لم تسعفه على الصمود أمام جحافل جيش الإمبراطورية البريطانية، ولئن اختار التعايشي الشهادة على فروته فإن الرئيس البشير فك الله أسره اختار الاستمرار في السلطة عبر مناورات التطبيع مع خصوم الحركة الإسلامية الاستراتيجيين خاصة دويلة الإمارات، وقدم لهم بعض التنازلات التكتيكية،وتأبى عن التنازلات الاستراتيجية مثل فك الارتباط نهائيا مع الإسلاميين والتطبيع مع إسرائيل.
(2).
ولأن البشير انكشف ظهره بعد انفضاض وعزل عناصر القوة البشرية الصلبة التي ناجزت عن مشروع الإنقاذ بالسنان واللسان، واستند على القوة الهشة اخواننا الصغار كما وصفهم الشيخ الترابي نفذت الإمارات الخطة (أ) والمتمثلة في ازاحة هرم السلطة عبر هذه العناصر الهشة التي حركت اذرعها داخل الأحزاب السياسية، وصنعت اعتصام القيادة وعزلت الرئيس البشير، ثم وظفت الدويلة الإماراتية تناقضات العناصر الهشة وبدلا من الثبات والجسارة لمواجهة تحديات ما بعد عزل الرئيس البشير (هربوا وتسربوا)، ثم أبرمت الأحزاب السياسية صفقة المحاصصة ومغانم السلطة مع بقية عناصر المكون العسكري، ولكن ذات الأحزاب السياسية البائسة عبأت الحركة الجماهيرية المحتشدة امام القيادة بطاقات من الشعارات الثورية الكذوبة من شاكلة مدنياااو، ولا شراكة مع لجنة أمن البشير، حتى تسامت إرادة الجماهير مع هذه الشعارات الثورية فوق إرادة قيادات الأحزاب السياسية البائسة وأصبحت تشكل التحدي الاكبر أمام إكمال صفقة الشراكة في السلطة.

وبدلا من إدارة حوار عقلاني مع الجماهير المحتشدة أمام القيادة اختارت الأحزاب البائسة التماهي مع الخطة التكتيكية لفض الاعتصام وهنا وقع المكون العسكري والمدني في فخ التناقضات أمام دوافع انحيازهم للثورة بادي ذي بدء، ثم تمادت الأحزاب البائسة في دلق الشعارات الكذوبة من شاكلة انتفاء العلاقة مع المكون العسكري، والمطالبة بالتحقيق الدولي، ولكن ما إن دفع الاتحاد الأفريقي وإثيوبيا مبادرة ترميم الشراكة حتى خنسوا وابرموا صفقة شراكة الدم

باعت خزاعة بيت الله إذ سكرت
بزق خمر فبئست صفقة البادي
باعت سدانتها بالخمر وانقرضت
عن المقام وظل البيت والنادي
فلا تلحوا قصيا في شراه
ولوموا شيخكم إذ كان باعه
(3)
هكذا احترقت الأحزاب البائسة امام شعارات الثورة ولكن الجماهير لا تخون شعاراتها بي كم بي كم قحاتة باعوا الدم
وطيلة شراكة الدم لم نسمع أن نادت الأحزاب البائسة بإنجاز ملف التحقيق في قضية فض الاعتصام،وظلت تطاردهم لعنات شهداء فض الاعتصام بي كم، بي كم قحاتة باعوا الدم، حتى انفضت صفقة المغانم والمحاصصات،ثم طفقوا يتكففون الشارع الثوري من جديد ولكن شعار بي كم بي كم قحاتة باعوا الدم كان لهم بالمرصاد.
(4)
هكذا احترقت قيادات قحت أمام شعارات وقيم الثورة واحترقت امام جماهير الثورة،واحترقت أمام قاعدتها الاجتماعية، واحترقت امام ذاتها، واحترقت أمام التاريخ واحترقت أمام المستقبل
ولا طريق أمام قيادات قحت إلا بإعادة انتاج شراكة المغانم والمحاصصة البائسة مع المكون العسكري عبر رافعة مبادرة فولكر وعندها سيتأجج الشارع الثوري حد اللحظة الثورية ويسقط هذه الشراكة البائسة.

إن قيادات قحت المجلس المركزي مهدد وعقبة أمام إنجاز مشروع البناء الوطني والديمقراطي، وهم بين خيارين اما الترجل والاعتزال والدفع بقيادات جديدة، أو العزل وسحب الثقة والشرعية عنهم عبر قاعدتهم الحزبية.

Comments (0)
Add Comment