أعلن والي شمال دارفور نمر محمد عبد الرحمن، عن تخريج 1.900 جندي من مقاتلي الحركات الموقعة على اتفاق السلام خلال أسبوعين، تمهيدًا لضمها لقوة حفظ الأمن في الإقليم المضطرب.
ويجرى تدريب المقاتلين في معسكر “جديد السيل” التابع للجيش بالفاشر، بناء على قرار أصدره مجلس السيادة في 7 ديسمبر 2021، بتشكيل قوة مشتركة ذات مهام خاصة تعمل على حفظ الأمن في دارفور.
وقرر المجلس آنذاك تكوين القوة من 3.300 جندي، نصفهم من مقاتلي الحركات، لتُنشر في ولايات شمال وجنوب وغرب دارفور تتلخص مهامها في جمع السلاح والتعامل مع النزاعات الأهلية والعمل على فضها؛ بقيادة ضابط رفيع في الجيش.
وأعلن نمر، في مقابلة مع “سودان تربيون”، السبت؛ عن “تخريج حوالي 1.900 جندي من قوات الحركات خلال أسبوعين، ليعملوا على حفظ وبسط الأمن بولايات دارفور، وفقًا لاتفاق السلام”.
وكشف الوالي عن توقيف السُّلطات الأمنية في الفاشر 150 متهم يهددون الأمن بشمال دارفور، في إطار الحملة التي نُفذت مؤخرا للقضاء على الظواهر السالبة؛ جرى تحويل بعضهم إلى سجون العاصمة الخرطوم والبقية حُبسوا في سجن شالا.
وقال نمر عبد الرحمن إن طريق نيالا ــ الفاشر يُعتبر أكثر الطرق التي تُجري فيها عمليات النهب، حيث تنشط مجموعات مسلحة في الاعتداء على المواطنين ونهب ممتلكاتهم، كان آخرها اغتيال شرطيان قرب مخيم زمزم للنازحين.
وأشار إلى أن الحكومة المحلية خصصت رقما ليُبلغ عبره المواطنين عن الظواهر السالبة وتهديدات المسلحين لأي منطقة، إضافة لانتشار قوة مشتركة ووضع كاميرات مراقبة في الطرق.
واعتبر الوالي قراره الخاص بإيقاف السيارات غير المرخصة التي تُهرب إلى البلاد من دول الجوار والمعروفة شعبيًا بـ “بوكو حرام”، أسهم بصورة كبيرة في توقف عمليات النهب.
وجرى تعيين نمر محمد عبد الرحمن ــ وهو قيادي في حركة تحرير السودان ــ المجلس الانتقالي ــ واليًا على شمال دارفور في 13 يونيو 2021، بموجب تقاسم السُّلطة في اتفاق السلام الموقع في أكتوبر 2020.
وأعلن الوالي عن استحداث آلية للتعامل مع 9 معسكرات للنازحين في الولاية لتوفير الاحتياجات الضرورة المتمثلة في الصحة ومياه الشرب والغذاء والتعليم لهم.
واعترف بوجود فجوة غذائية في بعض مناطق الولاية، حيث يغطي برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة 60% من حاجة المواطنين فيما وفرت الحكومة ممثلة في وزارة المالية وديوان الزكاة 50 ألف طنا من الذرة؛ وقال إن بقية المناطق المتأثرة ستغطي عبر المنظمات والحكومة الأميركية لسد الفجوة.
وكان برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للزراعة حذرا من أن 18 مليون سوداني سيعانون من الجوع الحاد بحلول سبتمبر المقبل، وسط توقعات بزيادة معاناة النازحين البالغ عددهم 3.1 ملايين نازح في دارفور وفقًا لإحصائية نشرتها الأمم المتحدة الشهر المنصرم.
وقال نمر عبد الرحمن إن وفد خبراء مجلس الأمن الدولي الذي زار الفاشر مؤخرا، بحث معهم الأحوال الأمنية والإنسانية وسير تنفيذ اتفاق السلام والعقبات التي تواجهها، إضافة إلى أوضاع النازحين ودور بعثة الأمم المتحدة “يونيتامس” في دعم التحول الديمقراطي، علاوة على قضايا الحدود والهجرة غير الشرعية بين السودان وليبيا وتشاد.