توقيعات شورى الشعبي تجاوزت الثلث وستعقد ولا يحق لأحد إيقافها
لست منزعجاً لخلاف الشعبيين وإذا لم تقم المؤسسات الانشقاق وارد
علي الحاج يريد تغييب المؤسسات وهذه ستكون نقطة سوداء في تاريخه
عقد المؤتمرات كلمة حق أريد بها باطل والأمين العام سبق أن كتب خطاباً أبدى فيه عدم رغبته في التجديد
مقدمة:
منذ رحيل عراب حزب المؤتمر الشعبي دكتور حسن الترابي الأمين العام السابق في مارس 2016، توقع المراقبون للساحة أن تحدث خلافات في حزب المؤتمر الشعبي الذي تأسس عقب مفاصلة الإسلاميين في العام 1999م، إلا أن بركان الخلافات الذي ظل هامداً بعد تخطيه هذه المرحلة بتوافق، ليستقر الحال داخل الحزب خلال الأعوام الستة الأخيرة، لكن بعد إعلان مجموعة من عضوية الحزب اتجاهها لعقد مؤتمر شورى بدعوى غياب المؤسسية، إضافة إلى الفصل في قضايا مصيرية يأتي في مقدمتها موضوع الحزب من انقلاب 25 أكتوبر، فبعض القيادات أيدت قراراته ودعمتها، فيما انتقدت قيادات أخرى هذا المسلك وأدى هذا التباين الى اتخاذ الأمين العام لقرارات أجرى بموجبها تعديلات في أمانته، الآن الحزب يعيش في حالة شد وجذب، هناك مجموعة قالت إنها شرعت في عمل المؤتمر العام وتجد الدعم والمساعدة من الأمين العام، فيما قامت المجموعة الأخرى بتجميع توقيعات من القواعد لعقد شورى ربما لسحب البساط من الأمين العام وتحقيق قضايا أخرى باسم الحزب، ووسط هذه الحالة لم يستبعد المتابعون للساحة انشقاق هذا الحزب.
وقال القيادي بالشعبي د. عماد السجاد في حوار أجرته معه (اليوم التالي) إن الأمين العام الحالي لم يعقد اجتماعاً للشورى منذ توليه الأمانة، وتابع: “علي الحاج” أصبح فاقداً للشرعية بعد انتهاء دورته، وزاد: الشورى ستعقد وليس من حق الأمين العام أو غيره من القيادات منعها.. فإلى مضابط الحوار..
حوار: فاطمة
* نود التعرف على آخر المستجدات بشأن انعقاد شورى المؤتمر الشعبي المختلف حولها؟
آخر المستجدات أن السيد رئيس الشورى بالإنابة، جلس مع الأمين العام المكلف وبعض أعضاء الأمانة ووصل معهم لطريق مسدود.
* ما سبب الاختلاف؟
هم أصروا على عدم الترتيب لقيام دعوة الشورى.
* ما هي خيارات رئيس الشورى بالإنابة؟
هو شكل لجنته وسيتم الإعلان عنها خلال الأيام القادمة، بجانب الإعلان عن انعقاد ويوم الشورى، هذه هي كل التداعيات.
* إذن سيمضي في الدعوة لانعقادها؟
نعم سيمضي في الدعوة للشورى لأن هذا استحقاق، هو بلغ الأمانة أن هذا استحقاق نظام أساسي، وتم تسليمه 45٪ من عضوية الشورى طالبوا بانعقادها، ليس له خيار غير أن يقيم الشورى هذا واجبه، هو رئيس الشورى والمقرر يفتكروا أن هذه مسؤولية ولابد من قيامها، لأن الذين وقعوا أعطوهم الحق في قيامها.
* حتى إذا رفضت الأمانة؟
نعم، حتى إذا رفضت الأمانة وهناك سوابق في نهر النيل دكتور علي الحاج نفسه، أقام شورى في نهر النيل رغم تحفظ ورفض الأمانة.
* ماذا فعلت الأمانة في نهر النيل في السابقة التي ذكرتها؟
الأمانة قاطعت والشورى أقامت الاجتماع واتخذت قراراتها وكلفت أميناً جديداً غير السابق هذا عمله دكتور علي الحاج نفسه، هو وأمانته، وأصبحت سابقة تحت فتوى الشورى سيدة نفسها.
* أصرت الأمانة على موقفها من انعقاد الشورى ماذا أنتم فاعلون؟
إذا الأمانة رتبت وتولت أمر الدعوات والتمويل، هذا هو المطلوب وإذا لم ترتب، منصة الشورى سترتب حالها من تمويل واتصالات.
* التيار الداعم للأمين العام قال ما تتحدثون عنه هو شورى استثنائية، ولم يثبت بالدليل القاطع أن العضوية ترغب فيها؟
هذا التيار هو بعض عضوية أمانته، الأمانة العامة هي من تدعمه وليس كل الأمانة وإنما بعض الأمانة.
* تقصد أن الأمانة منقسمة؟
الأمانة منقسمة نصفها مع الأمين العام، ونصفها أو أكثر مع قيام الشورى ما دام هناك توقيعات، هذا يعتبر استحقاق تنظيمي ولائحي واستحقاق نظام أساسي.
* لم ترد على قولهم إنها شورى استثنائية؟
هذه شورى طارئة وليست استثنائية منصوص عليها في النظام الأساسي وتقوم بتوقيع الثلث وتم توقيعه وبعد ذلك أصبحت المسألة استحقاقاً.
* قيل إن رئيس الشورى المكلف عندما جلس مع الأمانة، لم يكن لديه كشف يثبت توقيعات العضوية؟
كيف ليس لديه ما يثبت، عضوية الشورى وقعت بنسبة 45% وكان مطلوب الثلث والورق عند الشورى يمكنهم الاطلاع عليه.
لماذا لم تعلنوه؟
رئيس الشورى المكلف سيعقد مؤتمراً صحفياً وحسب علمي اسألوه عن الكشوفات، وستنشر، وهيئة الشورى هي الجهة المعنية، وتعلم من وقع ومن لم يوقع ولا يمكن أن تدعو لشوري من غير التحقق من الكشوفات والتوقيعات، الكشوفات موجودة عند المقرر ونحن كذلك موجودة لدينا هذا كلام (ساكت وسخيف وحدو قريب)
* بعض مناصري تيار المؤتمر العام قالوا إن رئيس الشورى بالإنابة، ليست له وظائف في النظام الأساسي والمفوض هو رئيسها وفي المعتقل ما قولكم؟
رئيس الشورى في المعتقل ولما يغيب ينوب عنه النائب، المنطق يقول ذلك، من البديهيات أن النائب يحل محل الرئيس عند غيابه، وهذا ما حصل، كما أن نائب رئيس الشورى لديه تفويض مكتوب من رئيس الشورى.
* برأيك ما أسباب ظهور خلافات في المؤتمر الشعبي وفي هذا التوقيت؟
أنا لست منزعجاً من الخلاف الموجود في المؤتمر الشعبي.
* لماذا؟
لأن المؤتمر الشعبي فيه مساحة واسعة للحوار، وطرح الآراء وهو حزب معصوم من الانشقاقات.
* إذن كيف يمكن حسم ما يحدث الآن من تباينات؟
في النهاية ما يحدث يتم حسمه بالنظام الأساسي، وهو الحاكم والملزم يلزم العضوية، ويحسم الخلافات والخلاف سنة حياة.
* لكن ألم تجدوا آلية لإدارته من غير خروجه للعلن؟
مشكلة الشعبيين أنهم ما عندهم سرية يتحدثون بصوتٍ عالٍ يفكرون ويختلفون في العلن، لذلك الناس مستغربة لما يحدث الآن.
* هنالك استغراب بخروج خلاف الشعبي للإعلام لأول مرة، كما أنه يأتي في توقيت دقيق؟
أنا أعتقد أنه خلاف طبيعي جداً، وفيه وعي على صعيد القواعد وهذه قيمة، أفتكر الشعبي حزب ناضج ومحروس من قاعدته وبجماهيره، أنا لست قلقاً من النقاشات التي تدور في العلن، وأي حزب فيه اختلافات وبالنسبة للتباينات والآراء الشعبي ليس استثناءً، لكن كما قلت الشعبي يفكر بصوت عالٍ وفي العلن وهذه ظاهرة صحية.
* منذ متى بدأ هذا التباين في حزبكم؟
بالنسبة لموضوع التباين، يوجد تباين واضح ما في خلاف، ومنذ وفاة الترابي ظهر هذا التباين عندما استلم أمانة الحزب إبراهيم السنوسي.
* فيما تمثل هذا التباين وقتها؟
كانت على السنوسي ملاحظات أنه اشتغل مع عمر البشير بصورة شخصية، لذلك الناس اشتغلوا ضد السنوسي وأتوا بدكتور علي الحاج أميناً عاماً، وكنا نعتقد أن السنوسي غير مؤسسي، لكن اكتشفنا أن السنوسي كان رحمة صراحة.
* رحمة في ماذا؟
بالنسبة للتشاور مع القواعد والعضوية والمؤسسات، السنوسي كان يستجيب للضغوط وينزل لها، لكن صراحة دكتور علي الحاج عنده مشكلة كبيرة جداً في هذه الأشياء ولا يثق في الناس والأمانة والقواعد، وهذه من مشاكله الكبيرة، ودكتور علي الحاج واحدة من عيوبه الأساسية والعيب القاتل فيه أنه غيب المؤسسات.
* بالمقابل هم يتهمون مجموعتكم بدعم انقلاب 25 أكتوبر، ما علاقتكم به؟
موضوع 25 أكتوبر أو ما يسمى بالانقلاب، الحزب للأمانة والتاريخ، أمانة الحزب التي كانت موجودة لا علاقة لها بهذا الموضوع.
* وأنت؟
أنا شخصياً كنت داعماً له وعدد آخر من الناس داعمين بصورة فردية، مثلما نحن كنا داعمين للثورة وعلي الحاج ومجموعته كانوا في شراكة مع السلطة، وقدمنا الشهيد والجريح (وخرتنا) يدنا، علي الحاج لم يتفق معنا وقتها وقاد الأمانة بإصراره نحو الشراكة وقال: نسقط مع البشير، ونحن لم نقبل ذلك، وخرتنا يدنا كقواعد وعدد مقدر من القيادات نزلنا الشارع في ثورة ديسمبر ودخلنا القيادة مع الثوار، لأن موقف حزبنا كان مختلفاً.
* مجموعة الأمين العام قالت إنها شرعت في العمل لعقد المؤتمر العام؟
موضوع المؤتمرات كلمة حق أريد بها باطل، الآن لا توجد أي مؤتمرات، ناس الأمانة يريدون الاحتماء خلفها حتى يبقوا، ويريدون كسب الزمن، لكن لا توجد مؤتمرات جادة، لا يوجد أي انعقاد لمؤتمرات شغل كله للاستفادة من الزمن والوقت و30 مارس كان يفترض أن يعقدوا المؤتمر العام ولا يوجد أمل.
* ألم تبدأ المؤتمرات القاعدية في الانعقاد؟
ولا 20% ما انعقد من المؤتمرات هذا كلام ساكت، ظلوا يرددونه أكثر من عام، وأعتقد قصة المؤتمرات تشير إلى عدم الجدية، لذلك الشورى هي الحل إذا عقدت يمكن أن تحدد آجال للمؤتمرات ومواعيد، وقرارها نهائي على الأمين العام والأمانة، وعلى القيادة، إذا جاءت يمكن أن تحدد آجال وتلزم بها الناس وليس لديهم خيار غير الالتزام.
* نحن نتحدث عن الموقف الآن؟
الآن التاريخ يعيد نفسه، نفس الحكاية، نحن الآن دعمنا قرارات 25 أكتوبر دعم لا محدود لأن الحرية والتغيير ولجنة إزالة التمكين وأحزاب 4 أربعة طويلة كانت سيفاً مسلطاً على رقابنا ووضعتنا كلنا في كوم واحد مع المؤتمر الوطني، لذلك لم يكن لدينا خيار غير المناهضة وناهضنا حتى سقطوا.
* أخيراً هناك توقعات بانشقاق حزب المؤتمر الشعبي، على ضوء الملاسنات المتبادلة بين منسوبيه فماذا تتوقع أنت؟
إذا جاءت مؤسسات حزب المؤتمر الشعبي لن ينشق، لكن إذا لم تأتِ المؤسسات كل شيء وارد، لأن أعداد الناس الساخطة أصبح في زيادة وكثيرون ذهبوا الرصيف، لو طال أمد الإمانة وتعنتها وتعنت علي الحاج لأنه لا يريد أن يأتي بالمؤسسات ويصبح أي شيء وارد.