ملاذات امنة
# كنت اتصور بان (لجان المقاومة) بعد نجاح الثورة ستتحول/لا محالة / الي (لجان البناء) والاعمار والتنمية
# كنت اتصور بان ارصفة المدينة ستعاد باحسن مما كانت عليه في (عهد الكيزان) .. وان حدائق المدينة ستزدهر وقناديلها ستتقد ..
# كنت اتصور بان (خبز اليسار) سيكون اقل سعرا واجود صنعة.. والحقول ستشتعل قمحا .. فعلي الاقل إن هذه الثورة قد انطلقت لاول مره من امام مخبز في مدينة عطبرة ..
# كنت أتصور بأن قيمة العملة الوطنية ستتحسن/
وقد خرجت الثورة اصلا للجم (دولار البشير) الذي بلغ ستون جنيها
# كنت اتصور بان ثورة للتعليم باكملها ستندلع لامحالة/وان قطار التعليم سيتجاوز محطاته/علي حين (ثورة الوعي) اليسارية
# كنت اتوقع من (لجنة الاطباء المركزية) ولجانها الفرعية/أن تجعل لكل اسرة طبيب ولكل حلة وفريق مركز صحي/ولكل مدينة مشفي مع مجانية العلاج والادوية
# كنت اتصور بأن هجرة عكسية للوطن ستتدفق/إلي دولة (الحرية والسلام والعدالة) .. دولة الكفاية والرفاهية
# إلا أن شيئا واحدا من ذلك كله لم يحدث ولن يحدث/فدولار الحرية والتغيير يحوم في تخوم الستمائة/ورغيفتهم بين الخمسين والستين/ فبدلا عن العودة الطوعية تدفقت الهجرة الجماعية !!
# أما قطار التعليم فقد تجمد في محطة واحدة/ ثلاثة سنوات والطلاب يراوحون في صف واحد/ والمشافي ولا تعافي والمنافي وتسعة طويلة و و.. و..
# لا ولم تعاد طوبة واحدة لأرصفة المدينة/ولئن قلت ليس لديهم رؤية تكون قد امتدحتهم/والحقيقة ليس في اجندتهم الداخلية بند بناء وسلام ولا حتي ديمقراطية !!
# مالا يعرفه الكثيرون/وينبغي أن يعرفونه الآن/ هو أن ليس في تاريخ اليسار (كيلة فتريتة واحدة)/فهذه أحزاب ليس في برامجها إلا (المقاومة والفرتكة والتفكيك) و (الاضراب والاضطراب والوقفات الاحتجاجية) / و (والدم والقتل) !!
# فلما رفع اليسار السوداني شعار ( تسقط بس) كان صادقا مع نفسه/فهو لم يزعم بناء وتنمية ورفاهية ولاينبغي لهم/ ففاقد الشئ لا يعطيه !!
# غير أن الخطورة تكمن في أن عقلية (تسقط بس) تتجاوز سقوط النظام الي سقوط الدولة/على أن رحلة كاودا الاخيرة لم تكن إلا تدشينا للخطة ب/آلافراط في العنف تمهيدا لاسقاط الدولة وتفكيكها طوبة طوبة .. وحسبنا الله ونعم الوكيل