إليكم ……………… الطاهر ساتي
:: بعد 25 أكتوبر 2021، كان من المتوفع أن يُشكل البرهان حكومة مهام مستقلة، لفترة محددة، تعقبها انتخابات، ثم سُلطة مدنية كاملة، أو كما وعد في بيانه، ولكن فاجأ الجميع بانتظار (حلول فولكر).. ومنذ الأمس، بعد نصف عام من الانتظار الممل، تشهد الخرطوم مسرحية (حلول فولكر)، وهي المسماة – مجازاً – بالنتائج المرتقبة..!!
:: والله يعلم ما هي حلول فولكر التي طال أمد انتظارها، ولكن يجب ألا تتجاوز بناء دولة مؤسسات مهنية – غير متحزبة – ذات قوانين عادلة تُحاسب (كل مُدان) على (كل جريمة).. ثم فك كل أنواع الاحتكار وتقوية الاقتصاد الحر؛ لتكون المنافسة العادلة بالجودة والسعر..!!
:: وتأسيس مناخ سياسي مُعافى بكامل الحرية غير المطلقة والديمقراطية الراشدة؛ وذلك دون المساس بأمن البلد وسلامة المجتمع.. وكذلك يجب هيكلة المؤسسات العسكرية، مصطحبة في ذلك توفيق أوضاع الدعم السريع مع الترتيبات الأمنية لقوى الكفاح المسلح؛ بحيث تكون مؤسساتنا العسكرية أكثر قدرة على حماية البلد ومرحلة الانتقال وما بعدها.!!
::. وما يجب أن يكون من أهم مهام حكومة الكفاءات المستقلة، والتي يجب أن ترتكز عليها (حلول فولكر)، مهمة الانتقال بالشعب والبلد من مرحلة الثورة والفوضى إلى مرحلة الدولة والقانون؛ ليتفرغ الشعب للبناء والإنتاج، وتتفرغ القوى السياسية لتنظيم صفوفها وتجديد قيادتها وطرح برامجها وبناء تحالفاتها، لحين موعد الانتخابات..!!
:: ولعلكم تذكرون، بعد أداء القسم، كشف وزير العدل بالحكومة المنحلة نصر الدين عبد الباري عن وجود نسختين من الوثيقة الدستورية، وكل نُسخة تختلف عن الأُخرى.. وهذا ما لم يحدث في تاريخ دساتير البشرية.. ثم كشف القيادي بقوى الحرية إبراهيم الأمين ما أسماه بالتلاعب في الوثيقة الدستورية، من قبل ثلاثة مسؤولين، عسكريين ومدنيين..
:: ثم ذهبوا إلى جوبا وحذفوا كلمة (المستقلة) من الوثيقة الدستورية، ليشكلوا حكومة المحاصصات المعزولة.. فالوثيقة الدستورية كانت مثل (صنم العجوة)، يعبدونه ويأكلونه.. وعليه، ما يجب أن تبدأ به حكومة الكفاءات المستقلة هو وضع (دستور انتقالي) تشارك في صياغته كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وذلك بواسطة مجلس تشريعي يجب أن يجمع كل الأحزاب، إلا من أبى..!!
:: وليتهم اقتدوا بدستور (2005)، والذي كان مُحكماً، وغير قابل للتشليع والترقيع (عند اللزوم).. تلك هي الحلول الوطنية المرتجاة، والتي يجب أن تكون حلول فولكر أيضاً، هذا إن كان الرجل يسعى الى الحرية والسلام والعدالة والديمقراطية والاستقرار .. ولو أن لفولكر حلول أخرى، غير تلك الوطنية المنشودة، فأخبروه بان السودان لن يكون (سوريا أخرى)..!!