اجتماع الخميس… تحريك البركة الساكنة!!

الحرية والتغيير: لا عودة لما قبل 25 أكتوبر ولا عودة للشراكه السابقة
محلل سياسي: عودة قحت للحوار من شأنه توسيع قاعدة المشاركة
باحث سياسي: أتوقع أن يسهم الصغط الدولي في إقناع الطرفين
تقرير: الخواض عبدالفضيل
يبدو أن مرحلة جديدة قد يشهدها الحوار الذي تقوده الآلية الثلاثية بعد أن تم لقاء الفرقاء أمسية الخميس، شريكا السلطة قبل قرارات الجيش في 25 أكتوبر الماضي بعد أن فضت الشراكة، فهو يعتبر اللقاء الأول من نوعه أن يلتقي فيه فرقاء السلطة المكون العسكري وقحت المجلس المركزي، بعد لقاء الشركين المتنافرين، بعد لقاء منزل السفير السعودي أصبح ثمة ضوء في آخر النفق قد يؤدي الى انضمام القوى الممانعة للحوار.
الحرية والتغيير: لسنا القوى الوحيدة التي تناهض الانقلاب
الحرية والتغيير المجلس المركزي أكدت في مؤتمر صحفي نهار أمس بدار حزب الأمة القومي تحدث فيه ياسر عرمان والواثق البرير وآخرون أكدت أنهم ليسو القوى السياسية الوحيدة التي تناهض الانقلاب العسكري وقالت إنهم تحالف سياسي له رؤيته وأطروحاته التي يتبعها لإسقاط الانقلاب واستعادة المسار الديمقراطي.
وأكدت الحرية والتغيير أنهم حددوا ثلاث آليات للحل السياسي: الثورة الجماهيرية الشعبيه التي تؤدي إلى حكم مدني والتضامن الإقليمي والدولي وتسليم السلطة إلى قوى الثورة المدنية.
وأكدت الحرية والتغيير أننا نقلنا تطلعات الشعب السوداني وأحلامه وطموحاته في سودان السلام والعدالة والحرية .
وأكدنا على وحدة قوى الثورة ..وقلنا للمجتمع الدولي إننا لسنا بالتعنت المتخيل، بل نتجاوب مع ما يحقق أمن السودان وسلامه وأهداف ثورته .
وأكدت الحرية والتغيير: أكدنا أن ما تم يوم الأربعاء بفندق السلام روتانا لا يمثل حلاً للأزمة ولن نعترف به، وأكدنا أن الأزمة هي بين معسكرين معكسر مناهض للانقلاب العسكري ويضم قوى الثورة الحية ومعسكر آخر هو الانقلاب نفسه، وأكدنا أننا مستعدون للحل السياسي الذي يضمن إنهاء الانقلاب العسكري واستعادة مسار التحول المدني الديمقراطي.
وقالت إننا استجبنا لدعوة الوفد الأمريكي السعودي ونقلنا لهم أن ما تم في ٢٥ أكتوبر هو انقلاب عسكري وقطع لمسار الديموقراطية وعليه فإن رؤيتنا تقوم على ثلاث مراحل هي إنهاء الانقلاب العسكري وجميع مظاهره
والتأسيس الدستوري الجديد وقضايا الانتقال.
ولفتت الحرية والتغيير الى أن السودان يمر بمرحلة تاريخية بها تعدد جيوش ومليشيات وعودة للإخوان المسلمين ويجب علينا قطع الطريق على التفلتات واحتمالات الحرب عبر تقوية الحركة الجماهيرية والعمل السياسي الجاد .
وأشارت الى أننا أكدنا على قضايا العدالة والمحاسبة، وإصلاح الجيش والقوات النظامية، وعمليات دمج الدعم السريع، وإبعاد العسكر عن المشهد السياسي والحكم، وعدم السماح بعودة الإسلاميين أو الإخوان المسلمين، والشعب السوداني لن يسمح بذلك وأن كل ذلك لن يتحقق إلا عبر إنهاء حالة الانقلاب العسكري تماماً.
وقالت: لا عودة لما قبل 25 أكتوبر ولا عودة للشراكة من جديد مطلقاً . وأشارت: لدى الجيش والشعب السوداني فرصة لخروج آمن نحو الديمقراطية
عودة قحت للحوار من شأنه توسيع قاعدة المشاركة..
ويرى المحلل السياسي محمد محي الدين في حديثه لـ(اليوم التالي) أن تأجيل الحوار الى يوم الأحد يعكس رغبة الوساطة والأطراف التي حضرت الاجتماع الإجرائي في استكمال التشاور حول الآلية الوطنية من الخبراء الذين سيمهد لهم بتيسير التفاهم وتقريب وجهات النظر بين الشركاء المتشاكسين وتابع: ربما هدف التأجيل لإتاحة فرصة لإقناع المجلس المركزي للحرية والتغيير للحاق بالمباحثات، وبالتالي فهناك ارتباط واضح بين اجتماع الخميس الذي سهلته مساعدة وزير الخارجية الأمريكي والسفير السعودي. وزاد: في اعتقادي أن عودة الحرية والتغيير الى المباحثات من شأنه توسيع قاعدة المشاركة في الحوار وهو أفضل من استمرار حالة السيولة الحالية، وتوقع محي الدين أن يقود الاجتماع بين الحرية والتغيير والمكون العسكري لانقسام داخل المعارضة، فهو من جهة سيثير غضب الشارع والحزب الشيوعي الذي كان قد رحب في بيان صحفي برفض قحت المشاركة في الحوار ومن جهة أخرى سيعيد المخاوف لدى بعض الأطراف من إمكانية عودة الأوضاع لمربع المحاصصة وفق اتفاق جديد يشبه اتفاق الشراكة الذي تأسست عليه الوثيقة الدستورية. وأضاف: لكنني أرى أن عودة قحت للتفاوض لن يكون عقبة أمام التوافق الوطني الشامل، بل سيعزز منه وسترسم معالم مرحلة جديدة ليس فيها إقصاء، بل مشاركة متنوعة تمهد لترتيب انتقال سلس نحو الديمقراطية.
قد يحدث توافق يأتي بحكومة مدنية
ويقول الدكتور محجوب عثمان لـ(اليوم التالي) إن اللقاء الذي تم بين ممثلي قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي وبين المكون العسكري بوساطة أمريكية سعودية حدث بشكل مفاجيء لأن قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي قاطعت جلسات الحوار الذي ترعاه الآلية الثلاثية وتبنت في بيانات مختلفة شعارات لجان المقاومة التي ترفض أي شراكة أو تسوية سياسية أو مفاوضات مع العسكر وتابع: جاء اللقاء مبشراً بالتسوية لأن الطرفين اتفقا على إشراك بقية أصحاب المصلحة من القوى السياسيه السودانية وعلى إعلاء مصلحة السودان على أي تحفظات شخصية لدى أي طرف.. وجاء تأكيد الجهة الراعية للقاء بأنه ليس بديلاً عن الآلية الثلاثية يشي بأن قحت قد تكون قريباً ضمن مكونات حوار الآلية الثلاثية وبالتالي ضمن أي تشكيلة سياسية للحكومة الانتقالية القادمة، وأضاف: الغريب في وفد قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي هو أنه شمل ياسر عرمان وهو عضو في الجبهة الثورية وعضو قيادي في الحركة الشعبية شمال جناح مالك عقار المشاركة فعلياً في الحكم مع العسكر وهذا مؤشر لابتعاد ياسر عرمان بمسافة بعيدة عن حليفه ورئيسه مالك عقار الذي هاجم علناً لجان المقاومة وقوى الحرية والتغيير وقلل من دورهما في الحياة السياسية وبشر بانتصار المؤتمر الوطني في أي انتخابات نزيهة وشفافة قادمة، أقول إن لقاء قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي مع العسكر مؤشر لابتعاد قحت عن الحزب الشيوعي واقترابه من العسكر وقرب تكوين حكومة توافق سياسي سوداني بقيادة مدنية ترتب للانتخابات، لكن لن تكون لقحت السيطرة الكاملة عليها كما في السابق في ظل الحضور الكبير للجبهة الثورية والحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل وحزب المؤتمر الشعبي في الحوار الذي ترعاه الآلية الثلاثية.
احمد عابدين: تجميد الحوار يومين لإقناع قحت
ويقول الباحث في العلوم السياسية أحمد عابدين في حديثه لـ(اليوم التالي) بالنسبة للقاء الحرية والتغيير والمكون العسكري يقال إنه لقاء غير رسمي وهذا طبعاً لإزالة الحرج عن المكون المدني أو مادة تغبيش وتنويم لجماهيرهم فليس للمكون العسكري ما يخسره أمام مركزية الحرية والتغيير لأنه ببساطة ظل ينادي بالحوار ولو تكتيكياً ولم يرفع شعار للممانعة عكس المكون المدني.
وتابع: على العموم هو لقاء أصدقاء الأمس أعداء اليوم لن ينتج إلا مزيداً من (خج) الساحة السياسية وإرباكها وربما نجح في كسر الجمود لزحزحة الطرفين من بعض المواقف، ولكنه لن ينجح في تكرار سيناريو الماضي فهنالك معسكرات تكونت وتحالفات نسجت ومرت مياه كثيرة ثم أن الطرفين يدركان أن قوتهما السابقة تضعضعت وما عادوا مقنعين للشعب والذي لن يقبل بتسيد ذات الشراكة للمشهد إلا بتوافق كلي.
وزاد: بالنسبة للضغوط الخارجية نجد أن شراكة المكونين منذ البداية قائمة على نسج أصابع الخارج واستجابوا جميعهم للبلل و(تطينت ملابسهم) بهذا الوحل وبالتالي فإن الوساطة الحالية لديها مشغوليات غير السودان وتريد وضع حد لهذا التشاكس بكلفتة جديدة ولكن بـ(نيولوك) جديد ولسان جديد سيما وأن هنالك لاعبين جدد وصلوا السلام روتانا ولن يبارحوا مقاعدهم بالساهل.
وأضاف عابدين: تجميد الحوار كان من داخل اجتماع روتانا، فالجميع طلب بمحاولة أخرى لجذب قحت للصندوق إذ لا يعقل أن يجتمع المتفقون ويغيب الرافضون فإن وافقوا على المشاركة أعتقد أن المائدة تسع الجميع وسيزول حرج فوكلر الساعي دائماً نحو ترضية الحرية والتغيير.
ومضى عابدين قائلاً: سيطول البحث عن وفاق فإما الفريقان قضيا شهوراً في (لت وعجن) جديد أو طبق العسكر حد الصبر في الجميع وأخرج من جيبه بيان عش الدبابير (حكومة مهام وانتخابات مبكرة).
مصعب: أتوقع أن يسهم الصغط الدولي في إقناع الطرفين
أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين مصعب محمد قال في سياق حديثه (اليوم التالي) إنه يقرأ لقاء الحرية والتغيير والمكون العسكري في سياق تقريب وجهات النظر قبل الدخول في عملية الحوار برعاية الآلية الثلاثية.
وتوقع أن يكون لهذا اللقاء أثر كبير حول مجريات الحوار ويمكن أن يسهم في إيجاد حل للأزمة السياسية في السودان.
وأضاف: البعد الخارجي يمكن قراءته في سياق الجهود الدولية الإقليمية والدولية في ضمان استقرار وتحقيق المصالح في السودان ومحاولة إيجاد استقرار سياسي في الفترة الانتقالية نسبة لأن السودان يشكل أهمية للدول من ناحية العلاقات والمصالح وصراعات القوى العالمية في البحث عن موطئ قدم لها والتنافس عليها، وتوقع أيضاً أن يسهم الضغط الدولي في إقناع الأطراف للحوار بالدخول فيه.

Comments (0)
Add Comment