قال الدكتور محمد ناير الخبير الاقتصادي السوداني إن بلاده تعاني من أزمات اقتصادية كثيرة من بينها ارتفاع معدل البطالة، وبلوغ نسبة الفقر ما بين 60-80% بين السودانيين، وارتفاع معدل التضخم بصورة كبيرة.
وأضاف في حديثه لبرنامج المسائية على شاشة الجزيرة مباشر أن التقرير الأممي “مزعج، وبالرغم من ذلك فالتقارير الأممية قد لا تتسق مع التقارير المحلية للدول”.
وأكد ناير أن القضية ليست قضية جوع، وقد لا يعاني السودان من نقص كبير في المواد الغذائية، لكن بحلول سبتمبر/أيلول المقبل، قد لا يكون نحو 70% من الشعب السوداني قادرًا على شراء الغذاء والخدمات.
يأتي ذلك بعدما حذرت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) من أن ثلث سكان السودان يواجهون حاليًا أزمة غذاء بسبب التأثير المركب للصدمات المناخية والاضطراب السياسي وارتفاع أسعار الغذاء عالميًا.
وأفاد تقرير مشترك صادر عن برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة بأن مستويات التمويل لا تكفي للاحتياجات الإنسانية في السودان، ومن المتوقع أن ينزلق 40% من السكان إلى حالة انعدام الأمن الغذائي، بحلول سبتمبر المقبل.
واستطرد الخبير الاقتصادي في حديثه للجزيرة مباشر “يرجع ذلك لارتفاع الأسعار وتطبيق روشتة صندوق النقد الدولي، المتمثلة في رفع جميع الأسعار دون استثناء، ونتيجة لذلك سيصبح المواطن -في المرحلة المقبلة- غير قادر على شراء المحروقات والخبز والأدوية وغيرها من السلع الضرورية للحياة”، على حد قوله.
وبخصوص استقرار سعر الصرف، قال الخبير الاقتصادي إن الاستقرار حقيقي، لكنه نسبي ويختلف عن الأرقام المعلنة، إذ استقر في معدل 570 جنيهًا مقابل الدولار، بعد أن كان قبل أشهر عدة 450 مقابل الدولار، وخُفِّضت قيمة الجنيه للمرة الأولى ولقيمة غير مسبوقة، في فبراير/شباط 2021، من 55 جنيهًا للدولار إلى 375 جنيهًا للدولار.
وأشار ناير إلى لغط يدور حول انخفاض معدل التضخّم، وشكّك في الأرقام المعلنة مستدلًا بعدم معقولية أن ينخفض التضخم في شهر واحد نحو 40 نقطة تقريبًا، أو يصل 192%، خلال الشهر الماضي.
وواصل “أعتقد أن معدل التضخم المعلن لم يكن بالدقة العالية، رغم أن الرقم معتمد من الجهاز المركزي للإحصاء”.
وانتقد وزير المالية بقوله “الحكومة عاجزة عن شراء القمح من المزارعين لتأمين كمية تكفي 6 أشهر، فالسودان يُنتج نحو 600 ألف طن قمح سنويًا، في حين يستهلك السودانيون حوالي 2.5 مليون طن، فهناك قصور من قِبل الدولة، ووزير المالية يتحدث من دون إيجاد حلول، وكان يفترض به أن يقدم حلولًا لهذه الأزمة”.
وفي وقت سابق، قال جبريل إبراهيم وزير المالية السوداني إن المواطن يواجه الغلاء الطاحن في الأسواق السودانية، وضعفًا في حركة الأسواق.
وأضاف إبراهيم في تصريح للإذاعة الوطنية أن هناك حركة انكماش في الأسواق بسبب الغلاء، مشدّدًا على أهمية معالجة التحديات الاقتصادية التي يواجهها المواطن.