مدير التعليم الخاص ببحري: المتوسطة ستنهي الآثار السالبة التي صاحبت الفصول الثماني
خبير تربوي: المتوسطة هي سن المراهقة للطلاب لذا تحتاج تدريباً خاصاً
ولي أمر: السلم التعليمي القديم أثبت فشله أكاديميا بصورة كبيرة
قررت الحكومة إلغاء السلم التعليمي القائم، والعودة للسلم التعليمي القديم ذو المراحل الثلاث “ابتدائية، متوسطة، وثانوية”، وذلك بإعادة المرحلة المتوسطة التي دمجها نظام الإنقاذ في منتصف تسعينيات القرن الماضي في مرحلة الأساس ذات الثماني سنوات، وأثبتت السنوات الماضية عدم نجاح التجربة التي أدت إلى تدهور مستوى التعليم بالبلاد بصورة كبيرة. فهل تنجح العودة بالمرحلة المتوسطة إلى وقف التدهور؟
—
تدهور التعليم
بعد دخول مرحلة الأساس حيز التنفيذ في العام 1994م وتذويب المرحلة المتوسطة، برزت للسطح الآثار السالبة للسلم التعليمي الجديد، فقد تدهورت العملية التعليمية بصورة ملحوظة، حيث تدنى المستوى الأكاديمي في مستويات الأساس والثانوي والجامعي، هذا التدني دفع حكومة الإنقاذ الى عقد مؤتمرات لبحث أسباب تدني مستوى التعليم لتخرج بتوصيات تدعو للعودة إلى السلم التعليمي القديم بإعادة المرحلة المتوسطة.
العودة للمراحل الثلاث
بعد عامين دراسيين من سقوط نظام الإنقاذ قررت الحكومة الانتقالية إلغاء نهج الإنقاذ والعودة للسلم التعليمي السابق ذو الثلاث مراحل “ابتدائية، متوسطة، ثانوية” بعد أن خاطبت الوزارة مديري وزارات التعليم بالولايات بالترتيب لإعادة المرحلة المتوسطة للتعليم العام، ما يعني إلغاء نظام مرحلة الأساس ذو الثمانية أعوام دراسية.. عودة المرحلة المتوسطة قد تواجه بعض الإشكاليات في مقدمتها تأسيس المدارس حتى تصبح مرحلة منفصلة بمدارس قائمة بحد ذاتها بعد أن استغلت المدارس السابقة كمقرات لمؤسسات أخرى.. المرحلة المتوسطة تحتاج الى جهد شعبي خاصة في توفير الأرض وإنشاء الفصول في بعض المناطق لذا فمساهمة وتفاعل المجتمعات سيكون دافعاً كبيراً في نجاح عودة مرحلة المدارس المتوسطة.
واقع معاش
وأكد المدير العام لوزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم د. قريب الله محمد أحمد، أن المرحلة المتوسطة أصبحت واقعاً معاشاً وماثلاً وإحدى توصيات مؤتمر التعليم 2012م ونُفذت بقرار 2020م، نافياً أي تراجع عنها حسب ما رشح من شائعات في الأسافير، وقال محمد أحمد في اجتماع اللجنة المكلفة بالإعداد لجميع مراحل وإجراءات المرحلة المتوسطة بالوزارة، إن طلاب الدفعة الأولى بالمرحلة المتوسطة سينتقلون للصف الثاني متوسط العام الدراسي القادم، وسيدخل كل الناجحين في نتيجة الصف السادس للصف الأول المتوسط، ليكون العام الدراسي 2023 – 2024م لجلوس طلاب وطالبات الصف الثالث المتوسط للالتحاق بالمرحلة الثانوية وفق نظام السلم التعليمي الجديد الذي نادى بعودة المتوسطة، وتم تكليف عدة لجان بمهام مختلفة، منها معرفة مدارس الأساس التي يمكن أن يضاف لها فصلٌ آخر، وتسمح مساحتها بفصل المرحلة المتوسطة عنها بسور، والمدارس التي تغولت عليها جهات أخرى والمدارس التي يمكن أن تخصص للمرحلة المتوسطة، والمدارس الثانوية التي كانت متوسطة سابقاً، ووُجهت اللجان بتحديد المدارس بالدقة المتناهية، ومسألة مواصلة استضافة بعض مدارس الأساس لطلاب وطالبات المرحلة المتوسطة، وطالب المجتمعون، بِحَثِّ المجتمع ورجال البر والإحسان المساهمة في بناء فصول المرحلة .
الكادر المؤهل
وقال الخبير التربوي وكبير مراقبي مادة اللغة العربية بمحلية بحري د. أحمد حسين زايد لـ(اليوم التالي) إن قرار إعادة المرحلة المتوسطة كان أحد مخرجات مؤتمر التعليم 2012م مشيراً الى أن المرحلة المتوسطة تحتاج لوقفة من المجتمع والدولة وتابع: على الحكومة أن تهيئ أجواء البيئة التعليمية خاصة وأن المرحلة تحتاج الى كادر مدرب ومؤهل لأن مرحلة المتوسط هي تمثل سن المراهقة للطلاب لذا تحتاج تدريباً ونوعية معينة من المعلمين مما يتوافق مع المرحلة بعد التطور التكنولوجي والثورة المعلوماتية الكبيرة كما لابد من إحداث نقلة نوعية في تطوير المناهج بما يتواكب مع الحياة وزاد: الدور المجتمعي مهم في معاونة الدولة في نجاح مرحلة المتوسط بعد أن طالب بعودتها مرة أخرى في السلم التعليمي، وأضاف: تحتاج المرحلة المتوسطة الى مدارس منفصلة بعد أن تحولت المدارس القديمة الى مؤسسات لاستخدامات أخرى، وأكد أن المجتمع السوداني سيتفاعل مع هذا العمل كما كان في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري عندما تمت إضافة فصلين للمرحلة الابتدائية من أربعة فصول الى ستة والمواطنون تكفلوا ببناء الفصلين دونما أي تدخل من الحكومة، لذا ستكون مساهمة المجتمع إيجابية في تكملة فصول المتوسط لكن على الدولة أن توفر الكادر حتى لا يكون هنالك نقص في أساتذة المرحله المتوسطة.
آثار سلبية
ومن جانبه أكد الأستاذ خالد سعيد مدير التعليم الخاص بمحلية بحري في حديثه لـ(اليوم التالي) على ضرورة إشراك المجتمع في عملية إنجاح المرحلة المتوسطة وأن تكون له إسهامات واضحة في ذلك خاصة بعد إطلاق بعض الشائعات بفشل المرحلة المتوسطة حتى إن كانت هنالك آثار في إلغاء المرحلة المتوسطة على التعليم وعلى المتعلمين خاصة في عدد سنين التعليم الذي أصبح (11) سنة، ومعروف في كل العالم سنوات التعليم (12) عاماً ونوه الى أن طلاباً كثيرين يعانون من نقص هذه السنة عندما يذهبون إلى دول الخارج يؤخرون عاماً دراسياً كاملاً وتابع قائلاً: إن المرحلة المتوسطة هي العمود الفقري للتعليم وتدفع الطالب الى مرحلة جديدة يرى نفسه أنه أصبح شخصاً عاقلاً يدرس منهجاً جديداً وتابع: مرحلة المتوسطة ستنهي الآثار السلبية التي صاحبت الثماني فصول خاصة آثار التنمر والآثار الأخلاقية الأخرى لأن الفئات العمرية ستكون قريبة من بعضها وأضاف: المتوسط من الناحية الأكاديمية ممتازة ونريد أن نطمئن الأهالي من سادس لن يكون لدينا فاقد تربوي نضمن لهم الإعادة مرة ومرتين جازماً بأن هذا سيقود الحكومة في التفكير بإنشاء المعاهد والمدارس الصناعية والمجتمع يريد الحرفيين لإنهاء أي فاقد تربوي وزاد خالد: “من هنا نطالب المجتمع أن يكون فاعلاً في إنجاح المرحلة المتوسطة، خاصة أنها تحتاج الى مدارس جديدة في بعض المناطق ونتمنى أن لا تكون هنالك إشكالية في اختيار أي مدرسة لتكون مرحلة متوسطة وأن يتفق الجميع في إنجاح المرحلة المتوسطة.
تغيير للطالب
يبدو أن فكرة إعادة المرحلة المتوسطة وجدت قبولاً كبيراً من بعض أولياء أمور بعض الطلاب الذين مثلوا النواة الأولى بعد إعادة المرحلة المتوسطة ويقول المواطن أسامة الصديق موسى في حديثه لـ(اليوم التالي): لدي ابن في الأول المتوسط منتقل السنة القادمة الى الصف الثاني وأحرز تحصيلاً جيداً جداً في الصف الأول مما يعني أن المرحلة المتوسطة ذاهبة الى الطريق الصحيح وتابع: الانتقال من مرحلة الاساس ذات الثماني سنوات الى المرحلة المتوسطة فيه تغيير للطالب وتجديد له ونوه: لا يعقل أن يظل طالب ثماني سنوات في مدرسة واحدة لافتاً الى أن المرحلة المتوسطة تجود التعليم أكثر وهذا ملاحظ في الأجيال السابقة التي درست متوسط وأجيال اليوم وأردف: نحن كمواطنين ندعم إعادة المرحلة المتوسطة لكن تحتاج الى جهود كبيرة من الدولة في إعداد المعلمين وتوفير بعض المعينات والمجتمع أيضاً يسهم بطريقة أو بأخرى بإنشاء مجالس الآباء ليكونوا عوناً وسنداً للتعليم ومسيرته .
توفير فصول
وبذات الموضوع كشف المواطن راشد حسين عن فرحته بإعادة المرحلة المتوسطة وهو أب لابنة السنة القادمة منتقلة الى المرحلة المتوسطة بعد أن أحرزت النجاح الباهر، وأشار في حديثه لـ(اليوم التالي) أن السلم التعليمي القديم أثبت فشله أكاديمياً بصورة كبيرة وتابع: إن المرحلة المتوسطة تمثل حلقة وصل فيما بينها والمراحل العليا للتعليم وهي تمثل فترة نمو وتطور الطالب في التحصيل الأكاديمي وزاد: المرحلة المتوسطة ستشهد العام القادم بلوغ الطلاب الصف الثاني هنالك بعض المدارس غير مهيأة خاصة وأن طلاب الصف الأول درسوا في نفس فصول مدارس الأساس والمدارس التي لديها فصول متوفرة ومنفصلة تم استخدامها بحاجز حائطي وأصبحت المرحلة المتوسطة، لكن توجد بعض المناطق غير المقتدرة تحتاج الى وقفات نفير من أجل توفير فصول للمرحلة المتوسطة والسودانيين بطبيعة حياتهم يحبون أعمال النفير وخاصة للتعليم.
روح جديدة
أما الأستاذة نعمات يوسف العجيل وهي من أساتذة المرحلة المتوسطة قبل إدماجها مع المرحلة الابتدايئة في تسعينيات القرن الماضي لتصبح الأساس والآن تعمل مديرة لمرحلة الأساس بمدرسة الدبة والخليلة شمال بحري أكدت في حديثها لـ(اليوم التالي) أن المرحلة المتوسطة مهمة في حياة الطالب وتعتبر فاصلاً بين الابتدائي والمتوسط مشيرة الى أن الجميع أدرك خطورة الثمانية فصول بوجود طالب في الصف الأول مع طالب في الصف الثامن في طور المراهقة مضيفة أن فترة الثماني سنوات (مملة)، لكن أن ينتقل الطالب من الصف السادس الى المتوسط فتمثل للطالب نقلة نوعية من مرحلة الى أخرى فيها روح جديدة انتقل منها من الطفولة الى الشبابية وتابعت قائلة: أغلب المدارس القديمة المتوسطة فُقدت، لكن ليس من الصعوبة بالتعاون بين الأهالي الحكومة والمجالس التربوية أن يؤسسوا ثلاثة فصول ومكتبين للمعلمين والمدير وبمزيد من الجهد مع المجتمعات يمكن أن ينجح مشروع المتوسط.