(المتشاكسون)… من يكسب رهان لجان المقاومة؟

الآلية: إقصاء الشباب.. سبب التعثر!
المركزي: إطلاع اللجان على عملية نوعية!
الشيوعي: اللجان ستدعم تحالف الأقوياء!
مقاومة بحري: لم نصل مرحلة االتحالفات!
خبير: أجسام منشقة قد تضعف اللجان!
الكل يطلب ود لجان المقاومة، حملت ذلك تصريحات من الآلية الثلاثية في مشروع حل الأزمة السياسية، وقوى الحرية والتغيير، ضمن إعلانها عن عملية سياسية نوعية، بينما أكد الحزب الشيوعي السوداني لـ(اليوم التالي) أن اللجان ستدعم تحالفه مع عبد الواحد محمد نور والحلو أو ما عرف بتحالف الأقوياء، لأنه الأكثر وضوحاً في رفض الانقلاب، بينما الآخرون يعيدون الشراكة مع العسكر بلافتات جديدة بعد مغادرتهم شارع الثورة للأبد، حسب الشيوعي، لكن اللجان أكدت لـ(اليوم التالي) أنها جسم مستقل، ما زال بعيداً عن مرحلة التحالفات، إذ أنه يعمل على توحيد الصفوف في الولايات وإكمال الميثاق الخاص باللجان، ولحين ذلك فهي تعمل على إزالة الانقلاب، إلى ذلك عزا خبير سياسي لـ(اليوم التالي) استرضاء المكونات المختلفة لـ(اللجان) لقيمتها وثقلها في المشهد السياسي، مشيراً الى أنها قريبة جداً من تحقيق انتصار شعبي يؤهلها لقيادة المرحلة الانتقالية، وبين هذا وذاك يبقى السؤال: من يكسب الرهان؟
الخرطوم: إبراهيم عبد الرازق
خطاب ودي!
حملت صحف الخرطوم أمس الأول تصريحات لـ(فولكر) تؤكد أن مجهودات الآلية الثلاثية لن تنجح بمعزل عن الاستماع للشباب وإشراكهم في صياغة المخرح من الأزمة التي تعيشها البلاد، ومضت التصريحات الى أن التعثر الذي أصاب جهود الآلية لم يكن إلا بسبب إقصاء قطاع الشباب عن البحث عن حل للأزمة..
عضو المكتب التنفيذي للمجلس المركزي الواثق البرير قال لـ(اليوم التالي) إن قوى الحرية والتغيير بصدد عرض تصور لعملية سياسية كبيرة يقودها التحالف لإسقاط السلطة الحالية، وتابع البرير أن لجان المقاومة ستدعم العملية السياسية المنشودة طالما أنها تتفق مع أهداف اللجان المتمثلة في إنهاء الانقلاب العسكري وتفكيك المؤسسات التي تم تكوينها على خلفية الانقلاب، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية تمهد للانتخابات العامة بالبلاد
وحول الخطوة المقبلة للمجلس المركزي قال القيادي بالحرية والتغيير عادل خلف الله لـ(اليوم التالي) إن التحالف يعمل منذ إعلان السلطات رفع الطوارئ على بناء أوسع جبهة للحرية والتغيير تضم لجان المقاومة والقوى السياسية الحية تتمسك بكل مطالب التغيير الديمقراطي مضافاً إليها المطالبة بمحاسبة المتورطين في قتل الثوار بصورة احترافية، وأضاف أن التحالف توصل لنتائج مبشرة في بناء الجبهة الأوسع بدأت في عدد من ولايات البلاد في الجزيرة والنيل الأبيض ونهر النيل، وصولاً إلى الإضراب السياسي والعصيان المدني والرفض لكل محاولاً شرعنة الانقلاب..
عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني كمال كرار قال لـ(اليوم التالي) إنهم على اتصال مع لجان المقاومة وتجمع المهنيين المنتخب وعدد من الأجسام المطلبية، وأكد أنهم يدعمون مشروع التحالف بين الشيوعي والحركات المسلحة بقيادة الحلو وعبد الواحد محمد نور فيما عرف بـ(تحالف الأقوياء)، ومضى كرار بقوله إن لجان المقاومة وتجمع المهنيين وعدد من الأجسام المطلبية، وكل الشعب السوداني سيقف معنا لأن الحرية والتغيير أصبحت خلف التاريخ وتعمل على استعادة الشراكة مع العسكر بمسميات مختلفة.
وحول تصريحات (فولكر) أن لا قيمة للآلية الثلاثية بغير عنصر الشباب قال كرار: هذه محاولة من الحرية والتغيير للعودة إلى طريق الثورة على كتف لجان المقاومة، ولفت أن التحالف يقوم بذلك لأنه ابتعد نهائياً عن طريق الثورة
الاستقلالية أولاً!
مصطفى عبد الله مصطفى عضو لجان مقاومة بحري قال لـ(اليوم التالي) إنه منذ نوفمبر الماضي أو الشهر الثاني للانقلاب توافقت لجان المقاومة على ميثاق هو عبارة عن منفستو سياسي لتنظيم حركة من مواكب وجداول وفعاليات اللجان وتأكيد موقفها من المشهد والثورة السودانية، هذا المنفستو موجود ومعمول به لدى اللجان في جميع ولايات السودان، نحن نعمل الآن على توحيد لجان المقاومة، ميثاقنا لم نصل به بع للآخر تعديل أو القراءة الأخيرة، لأكمال الاتصالات بالولايات ودمج مواتثقهم في الميثاق الواحد.
لجان المقاومة اليوم ليست كأي وقت، نحن أصبحنا كتلة سياسية أو جسم مكتمل له رؤيته السياسية الواضحة، وهي إسقاط الانقلاب لإقامة حكومة انتقالية ثم الانتخابات، بالنسبة للتحالفات نحن لجان أحياء مهمتها تقديم الخدمات ليس لدينا وقت الآن للانخراط في التحالفات المطروحة في الشارع السياسي، لأن طبيعة تكوين لجان المقاومة من شباب كل حي لا تظهر فيها صفة سياسية لحزب معين أو كتلة محددة، صحيح أنها تضم ألواناً متعددة من الأطياف السياسية المختلفة لكنها تعمل متناغمة تحت مسمى وأهداف لجان المقاومة.
وحول حديث الشيوعي والمركزي والمكون العسكري عن دعم اللجان لمواقفهم وتحالفاتهم قال مصطفى: لم تتصل بنا أي جهة على تحقيقها مع كامل التقدير لما يقوم به من هذه الجهات الثلاث حتى الآن، نحن نركز الآن على توحيدنا كلجان مقاومة والتأكيد على استقلاليتنا ككيان سياسي شبابي، لا علاقة لنا بمبادرة المجلس المركزي وجبهته العريضة التي يعمل على تحقيقها مع كامل احترامنا لما يقوم به، كذلك لسنا جزءاً من تحالف الشيوعي مع الحركات غير الموقعة على سلام جوبا مع احترامنا لهم، أما المكون العسكري القابض على السلطة بحكم الأمر الواقع، فليس لدينا له سوى الإسقاط، مع كامل تقديرنا للمؤسسة العسكرية ودورها الوطني في حماية البلاد ووحدتها والذود عن حدودها وحياضها، نحن لسنا ضد الجيش كمؤسسة عسكرية وطنية، نحن ضد الشخصيات الخمسة العسكرية (برهان حميدتي كباشي جابر ياسر) وفي تقديرنا أن هؤلاء قاموا بعمليات انقلابية مدبرة لاستلام السلطة مستندين على الاحتجاجات في الشوارع..
ومضى مصطفى: نحن في حالة ثورة منذ ديسمبر ٢٠١٩ وإلى الآن، نريد العمل على التعبير عن مفاهيمنا لهذه الثورة ولا نريد أن نكون طرفاً في صراع المصالح، لذلك نحاول تقليل التصريحات حتى على مستوى التنسيقيات في اللجان مخافة التشظي أو تشتيت الأفكار وتجنب الانقسام، وذلك للمحافظة على اللجان باعتبارها الصوت الأكثر تعبيراً ووضوحاً عن ثورة ديسمبر المجيدة، لسنا مع هذا التحالف أو ذاك، نحن مع الشعب السوداني لإزالة الانقلاب، بحيث كيف تدار البلاد في فترة انتقالية حقيقية تؤسس لانتخابات ديمُقراطية .
)تيرمومتر الأحداث(
من جهته قال خبير إدارة الأزمات والتفاوض اللواء د. أمين إسماعيل مجذوب أن الجميع الآن من الجهات السياسية والسلطوية تهرول خلفه نحو لجان المقاومة، لأنها تجاوزت كل المكونات السياسية والعسكرية في السودان، وأضاف مجذوب لـ(اليوم التالي): اللجان باتت اليوم تتحكم في تحريك الشارع، وتمثل (تيرمومتر) الحراك الثوري، ومضى في تقديري، لجان المقاومة ستتحول إلى جسم سياسي قريباً يعمل على الوصول لقيادة المرحلة الانتقالية، وتابع: لكنهم لا يستطيعون الظهور بسبب احترازات أمنية من بطش السلطات، أو ربما لوجود أجسام أخرى منشقة من لجان المقاومة تعمل على التواصل مع السلطات الحاكمة أو السياسية لتنال الرضا، وزاد: هذا قد يضعف من عمل هذه اللجان، لكنها موجودة وتعمل لتحقيق أهدافها.

Comments (0)
Add Comment