اليكم …………………….
:: الحدث جدير بالدعم، ولولا سفر طارئ لكنا من الحاضرين، مع الوعد بتغطية كاملة.. تجمع مدارس الأضواء، الغيث والأخيار، النجوى، وبراعم الإيمان، بالتعاون مع كلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية بجامعة بحري، ينظمون ورشة عمل بعنوان (دور المجتمع في دعم عودة المرحلة المتوسطة)، وذلك بمجمع الكليات بالكدرو، يوم غدٍ الثلاثاء بإذن الله.. وما لم نكن قد غفلنا عن الرصد، فإن هذه المبادرة هي الأولى منذ عودة المرحلة المتوسطة إلى السلم التعليمي بعد طول انتظار..!!
:: فالسلم المراد التخلص – منه بمثل هذه المبادرة – كان وبالاً على التربية والتعليم.. فالسادة هدموا مرحلة المتوسطة من السلم، وجلسوا على تلها عقدين من الزمان، ثم اكتشفوا خطأ الهدم بعد خراب مالطا.. ثم فكروا في إصلاح الخطأ، ولكن كمن يحفر بئراً للتخلص من التراب، أي بإضافة الفصل التاسع لمرحلة الأساس.. ولم يتخيلوا مخاطر أن تلحق ابنك بالمدرسة وعمره (6 سنوات)، ويبقى فيها إلى أن يبلغ (15 سنة)، ثم يكون رفيقاً لطفل آخر في السادس من عمره..!!
:: لم يتحسبوا لمخاطر جمع الأطفال مع مراهقين في حوش مدرسة.. هم يعلمون أن الكثير من مدارس الريف (مختلطة)، ومع ذلك لم تفكر عقولهم المختلة في مغبة أن يصبح صبياً في السنة التاسعة (16 سنة) زميلاً – ورفيقاً – لطفلة في السنة الأولى (6 سنوات).. فالإنجليز كانوا رحماء عندما وضعوا السلم المثالي (4/4/4).. وكذلك الحكومات الوطنية عندما ارتضت بالسلم التعليمي المثالي الآخر (6/3/3).. وذلك قبل عقود التخريب..!!
:: المهم، نرجع لمبادرة المخلصين بتجمع مدارس الأضواء، الغيث والأخيار، النجوى وبراعم الإيمان.. ولعلكم تذكرون، ما أن تم إلغاء المرحلة المتوسطة بـ(جرة قلم)، حتى باع بعض عناصر النظام المخلوع، بكامل التنسيق مع الوسطاء (السماسرة، مدارس المرحلة المتوسطة كأراضٍ استثمارية.. ثم حوّل البعض الآخر تلك المدارس إلى أغراض أخرى.. وما وُلدت فكرة الفصل التاسع، قبل سقوط النظام بعام، إلا لتغطية هذه التصرفات غير المسؤولة..!!
:: ولتمرير الفصل التاسع، كانوا يتحدثون عن بناء أسوار في حيشان المدارس، وعن تعيين وكيلين بكل مدرسة.. و.. و.. كل هذا الخداع لإقناع الناس بقبول فكرة حشد الأطفال والمراهقين في الحيشان.. ولذلك فإن عودة المتوسطة من تحديات المرحلة، ويجب أن يكون تحدياً للمجتمع أيضاً، وليس الحكومة فقطً.. وقد أحسنت حكومة ما بعد الثورة عملاً بفرض سياسة الأمر الواقع بإعادة المتوسطة، وهنا التحدي، والدعوة إلى البناء يجب أن تكون (عامة)، كما يفعل الأوفياء بالكدرو..!!
:: نعم، على المجتمع أن يتقاسم التحدي، بحيث يكون شريكاً في إعادة الوسطى.. فالمرحلة العائدة بحاجة إلى مدارس وكُتب وتدريب معلمين وغيره.. ومهما ضاعفت الحكومة ميزانية التعليم، فلن تستطيع وحدها تأسيس مرحلة كاملة، ولا بد أن يكون للمجتمع دور إيجابي، وذلك عبر الشركات والمنظمات والإدارات الأهلية.. وفي الذاكرة (ح نبنيهو)، كما كان شعاراً قوياً في مرحلة الثورة، كان يجب أن يصبح عملاً في مرحلة الدولة، وهذا ما لم يحدُث حتى الآن..!!
:: كل المواكب سياسية أو احتجاجية، ولم يُخرَج موكب من أجل البناء والتنمية، وكذلك لم تستثمر لجان الأحياء الشباب والقطاع الخاص في (نفير).. فالتعليم العام يجب أن يكون مسؤولية كل مستويات الحكم والمجتمع، وذلك بأن تبدأ المسؤولية بالمجلسين السيادي والوزراء، ثم الولايات والمحليات، وحتى لجان ومنظمات المجتمع.. وبهذا نكون نحن الشعب الذي يجتهد لإصلاح حاضر التعليم، بحيث يصبح – كما كان – تربوياً..!!